ما ان تتسلل الشمس من القترة مكونه دائرة في وسط البيت حتى تكون رحمة قد نفضت فراشها هاهي تلملم شعرها اللي يضرب الى اسفل ظهرها وقد شدت المعصب على رأسها واحتزمت بالحوكة في وسطها وتبدأ عملها اليومي بالنزول الى السفل لتحوق الدمون من مخلفات البقرة والحمارة والغنم لقد اعتادت على هذا الشقاء وأصبح شيئا طبيعيا في حياتها ، هذا العمل اليومي لايستغرق معها سوى دقائق ثم تحمل الدمن وتضعه في الدمنه الواقعة في طرف المسراب في طريق عودتها تجد الكهلة فاطمة مختلة حوكتها ومغزلها في يدها .. تبادرها رحمة : - سلام .. وشصبحت ياعمة = صبحك الله بالرضا يابنتي .. الله يعطيك العافية يارحمة وينور بصايرك .. دندونه يارحمة ، لو كنت في بيت فيه عشرين .. من العيال كان سديت فيهم - رحمة : تحمر وجنتيها خجلا = العمة : اها بيتستحي الشيطان وهي امداها يكن معها فرقة سفان! الكهلة فاطمة قلبت المواجع ! اهتز قلب رحمة وتاثرت اشد التأثر ، كل صاحباتها قد تزوجن وهاهي يقارب عمرها خمسة وعشرين سنة وهي بعد لم تخطب كان قد خطبها شاب قبل عدة سنوات لكنها رفضته .. لانه فض غليظ القلب شرس الطباع عادت رحمة الى البيت ولكنها عادت بغير القلب الذي خرجت به الله يسامحك ياعمة (لقد قلبت تلك المرأة المواجع) وقد اثر على تصرفاتها طول اليوم وامها حمدة : وشبك يارحمة مسهمة اليوم هزت (رحمه) راسها وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة وكانت تحر ك الدخسيس بغصن في يدها وكانها تقول لنفسها (الا يا خيبة والحياة) في صبح اليوم التالي لم تتحرك رحمه من فراشها امها قومي حوقي الدمون ياجحلة ما بعد احتلبت لين ذلحين رحمة تقعد في الفراش وشعرها المتناثر يكاد يغطيها الخنافر متهدلة والكابة والبؤس تبدو على محياها الام : ماعينك تقومين؟ هيه انا بغدي احوق الدمون اليوم عادت الام ورحمة لازالت في مكانها الام : لايكن طراك اليوم شي ياصديقتي الام يساورها الشك والله لما قمتي لااشدق الحاك من تياك ....... رحمة : ماعاد اشكل يامة ذيب اتشمشم ريحتها في كل صبح الام : وشودك به نقعد بغير بقرة ولا غنم رحمة : والله ماودي يجي الليل وباقي منها وحدة الام : آها عشان علك ترضين طلعت رجلك في المعلف رحمة : اقل ليت ابي يهبط بها سوق الخميس ويحيلها عنا الام : استوت ومنين الحقينة والسمن؟ هيا اسكتي ابوك لايسمعك الام : بالله وشبك يارحمة من امسي؟ رحمة : عمتي .. تقل..... الام : الله يفشل بها ..هم وش عليها منك؟ .. تجملت عز الله فيك وفيه .. ما عليك منها يا صدقاني .. ما بعد جا نصيبك .. ولا جاء بعد تخرجين من ذا البيت ما كنك عشت فيه ولا نهار واحد رحمة : اااه يمه ما عدت اقدر اخرج من ثمة الباب .. ذا كمايه عاد معهن من اثنين وثلاثة .. وانا هنية كما عصاة بقعا الام : وش ودك نسوي ما معنا الا نصبر .. وعمتك والله والله لاخترجها من قلبها .. هي ودها تنكد عليك وتحرمني خدمتك .. لكن خليها بعد القاها ووريك فيها رحمة :اها تنكد عليه .. ما عد اشكل .. وتقوم متثاقلة وكعادتها بدات رحمة تقوم بعملها اليومي .. وفي اليوم التالي تلقاها الكهلة ولكنها ترد عليها ببرود - الكهلة : وشبك يارحمة؟ لا يكنك مريضة؟ = رحمة :الا عصاة بقعا - هوه يابنتي تمشي رحمة نحو السفل لتعيد المنثل في مكانه وتردد : منين يا جيك الرضى يا شايل الهم .. كيف ترضى وأنت مهموم .. والهم لا علق بقلب إنسان فضه .. سَمْسَمَه وآبدا جروحه.. يروح من بين العرب مسموم حاله..