هاهي الدموع تتساقط على وجنتي رحمة ، وهي تمسح الدموع ، وكلما مسحتها عادت مع شهيق يكاد ينخلع له القلب من مكانه ، وهاهي الشفرة (السكين) لها صوت وهي تحتك بحجر خشن الملمس وكأنه يرسل رسالة مزعجة الى اذن رحمه.. وسواعد مفتولة تطيح بالتبيع (صغير البقر) على الأرض وهو يخور ، وكأنه ينادي رحمه : الحقيني يارحمه ، سود الله وجهك يارحمه وين الوفاء والموده ، وبَعَدْ بكرة تاكلين من لحمي.. واختفى الصوت ولم تستطع رحمه رؤية الدم وهو ينتشر عند عتبة الباب ! وبعد السنين تضحك رحمه وتقهقه بصوت عالي وأخوها علي يذكرها بحكاية الدموع والتبيع ! رحمه : يووووه يا علي يا محسن ذيك الايام .. صدق شقا ورخاصة .. لكنَّا نبكي وشويه لن ما حبة علي : حتى اليوم الحمد لله انحن في نعمة رحمة : ايوه لكن الصحة قليلة والهموم كثيرة .. تدري ياعلي ان لي سنتين ماريت ولدي ابراهيم راح يدرس في امريكا ولا عود ، وتسقط دمعة حارة من عين رحمة ! علي يتكرر مشهد الدموع أمامه ويداعب رحمه ، التبيع اغلى من ابراهيم .. يارحمه دموعك ذيك المرة كنها القطاطير ! رحمه : والله ياعلي اني بعد بحسوفته ذاك التبيع يوم ذبحوه في عيد الحج .. والله ياعلي لكنت اقوم من فراشي في عز البرد اذا سمعته يخور ! علي : إلا بعد كما قدام ما تذوقين لحم التبعان؟ أوه ياخه ؟ ( تستطرد رحمة ) ما شي ألذ من مرقتها يصيح صوت من الداخل هيه كان من الهروج قوموا العشا بيبرد وكان العشاء عصيدة ولحم تبيع !