(الله يفرح عيونك يابنتي ويمتع ناظرك بشوفة كل غالي..) عبارات ودعوات قالتها لي (العجوز خضراء) كانت تعمل مستخدمة في اول مدرسة عملت بها .. كنت أُصبح عليها كل صباح قبل أن أتجه لمكتبي في غرفة المعلمات في الدور الثالث .. ودعتها حينما وصل قرار نقلي من المدرسة لداخل مدينة الطايف .. كانت تبكي وتردد (يابنتي محد يصبح عليّ مثلك .. ماش ماش المعلمات ماهم مثلك) قلت لها كلهم يحبونكِ ولكن لا تنسي أن الحصص تشغلهم وجداولهم ممتلئة.. خرجت من المدرسة وبيدي إخلاء الطرف وخطاب التوجيه لمدرستي الجديدة .. عرفت أني ودعت أطيب قلب في الدنيا .. قلب زرع الحب وحصده .. قلب أم غمر الجميع بحنانه .. هي وزوجها بواب المدرسة .. لم أنساهم أبداً .. اليوم صباحاً قابلت إحدى المشرفات والتي كانت زميلة لي في تلك المدرسة .. أثارت الذكريات والحنين لتلك الفترة وخالة خضراء .. اتخذت قرار أن أذهب للبحث عنها.. وفعلا بعد خروجي من النادي اليوم توجهت للحي القديم وسألت عنهم واعطوني العنوان .. وصلت للعمارة .. صعدت درجات العمارة للدور الثالث .. نقرت عدة نقرات خفيفة وكنت متوجسة أن لا تكون في هذا المنزل.. خرجت لي فتاة بعمر ال 14 - هذا منزل عم رزق الله ؟ - نعم .. من أنتِ .. وماذا تريدين ؟ - خالة خضراء موجودة ؟ - نعم .. هي جدتي.. (كدت أموت من الفرحة) - قولي لها إحدى المعلمات .. جاءت خالة خضراء وتعابيرها تسأل من أكون .. تقدمت نحوها وقلت : يا الله .. كم حلمت بهذا اليوم .. كانها تخوفت مني .. وحاولت أن تنزع الغطاء عن وجهي .. - لا .. لن أنزع غطائي حتى أُذكركِ بشيء .. هاتِ يدكِ (مدتها وهي متخوفة) - (قبلتها) هنا رائحة الجنة .. - عرفتك .. عرفتك ترددها وهي تبكي وتضمني .. أبلة فاطمة .. مانسيتك .. مانسيتك .. ضممتها وأنا أضحك وأبكي .. - فرحت يا خالة خضراء أني وجدتكِ - الله يفرح عيونكِ يا بنتي .. الله يفرح قلبكِ .. أخذت أخبارها ووعدتها بزيارة قريبة جداً.. وصلت الآن للبيت وحبيت أفرحكم معايا.. ما أجمل أن نتواصل مع أناس تركوا الأثر الكبير في نفوسنا خصوصاً كبار السن ..!