جاءت اللائحة الجديدة للأندية الأدبية والتي اعتمدها وزير الثقافة والإعلام الدكتور الشاعر/ عبد العزيز محي الدين خوجة مبشرة بالخير في جميع جوانبها التنظيمية ( إدارية و مالية ) لأنها وسّعت دائرة التفعيل الثقافي ليشارك المثقفون والمثقفات في صنع واتخاذ القرار من خلال الدور المتوقع من أعضاء اللجان العاملة ,ولامست أيضا الجوانب الإنسانية من خلال إنشاء صندوق للأدباء . ومواد اللائحة بحسب ما نشرته الصحافة قبل أيام قلائل تدعو المثقفين والمثقفات إلى ضرورة التعاطي مع هذه التجربة الرائعة, مما تزداد بشائر التفاؤل و الأمل في مسيرة الثقافة لتنطلق بمشيئة الله إلى الأمام . وللحق فجميع من ساهم في إعداد اللائحة الأساسية للأندية الأدبية من مسئولين في الوزارة ورؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية، فضلاً عن اللجان المكلفة في الصياغة النهائية يستحقون الشكر والتقدير، وأعرف من خلال وجودي في النادي الأدبي بالباحة الجهود المميزة التي قام بها وكيل الوزارة للشؤون الثقافية السابق الدكتور / عبد العزيز السبيل،ووكيل الوزارة للشؤون الإعلامية الدكتور / عبد الله الجاسر وحرصهما الكبير على أن تخرج اللائحة بالشكل الذي يحقق خدمة المثقفين والمثقفات, ويسهم أيضاً في التنامي الثقافي في بلادنا ، وقد جاءت مواد اللائحة محققة للآمال والتطلعات إذ أن اللائحة السابقة لم تعد تف بمتطلبات المرحلة الراهنة والتي تشهد تسارعاً معرفياً وتقنياً مما دعت الحاجة إلى ضرورة التعديل والتطوير والإضافة بما يحقق طموحات المثقفين والمثقفات على امتداد مساحة الوطن ، ومن بين أبرز المواد التي حوتها اللائحة حقوق العضو العامل وواجباته, وتشكيل الجمعية العمومية والتي من مهامها رسم سياسة النادي ومراقبة تطبيق اللائحة والمصادقة على الميزانية والحساب الختامي ، والموافقة على تقارير مجلس الإدارة عن أعماله خلال السنة المالية المنتهية, وبرامج وأنشطة وخطط العمل للعام الجديد ، وانتخاب أعضاء مجلس الإدارة . وفي واقع الأمر أن الوزارة دفعت بالكرة في مرمى المثقفين والمثقفات, وهنا يقفز سؤال على السطح هل يمكنهم (أي المثقفين والمثقفات ) إدارة دفة الأندية الأدبية من خلال الاختيار الأمثل للأعضاء بعيداً عن العواطف والمحسوبيات،لذا فنجاح مسيرة الأندية ستكون مرتبطة بمدى إدراك المثقفين المسؤولية العظمى في عملية الاقتراح الواعي ، فالثقافة لا يمكن أن تُسيرها العاطفة لأنها " أي الثقافة " ينبغي أن تعيش في جو صاف ، نظيف ، شفاف . اللائحة الجديدة يعتبرها الكثيرون قفزة نوعية في أعمال الأندية الأدبية متى سارت الأمور بالشكل الصحيح . وأظن أن الاقتراحات التي طُرحت عبر الصحافة ذات قيمة وجديرة بالتأمل ويمكن الاستفادة منها خصوصا اقتراحات المحامي الأستاذ عبد العزيز العسيري،سيما و اللائحة تتميز بالمرنة وقابلة للإضافة والتعديل لتخرج بصورة متكاملة تحقق الهدف الذي من اجله وُضعت لنشر الأدب والثقافة وإبراز الواقع الأدبي والثقافي والتاريخي للمناطق,وتوثيق أواصر الصلات الأدبية بين الأدباء ,والتعاون مع الجهات الحكومية ذات الصلة، وتشجيع المواهب الأدبية الشابة ورعايتها والعمل على حفظ الحقوق الفكرية والمادية للأدباء وتمثيلهم أمام الجهات ذات العلاقة فيما يتصل باختصاص النادي. يتبقى شيءٌ واحد وددت قوله .. وهو الشكر والتقدير لمعالي وزير الثقافة والإعلام ، ولسعادة الدكتور / عبد العزيز السبيل ، ولسعادة الدكتور / عبد الله الجاسر ، ولسعادة مدير عام الأندية الأدبية الأستاذ / عبد الله الأفندي الذي شهد مولد هذه اللائحة التي تُعد نقلة نوعية في تاريخ الأندية الأدبية.