في الشرق الأوسط (16 نوفمبر) وعلى مساحة نصف صفحة نُشرت تهنئة بمناسبة الانتهاء من مشروع تحديث وتطوير المرحلة الأولى لصالات الحج والعمرة في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة. ومن وجهة نظري أن التهنئة ليست خاصة، وإنما هي للوطن كله، فهذا المشروع لمن لا يعلم هو في حقيقته أول اختبار حقيقي لشراكة فعلية بين القطاعين العام والخاص. في هذا المشروع استثمر القطاع الخاص من (حرّ) ماله قرابة مليار ريال لتطوير صالات استقبال ومغادرة الحجاج والمعتمرين بصورة راقية تليق بمكانة المملكة بصفتها الراعية للحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، والقائمة عليها تشريفًا وتكليفًا وفخرًا واعتزازًا. هذا المشروع ما كان له أن ينجح لولا أن أثبت الطرف الحكومي ممثلاً في الهيئة العامة للطيران المدني أنه أهل لهذا النجاح. نجاح لم يُكتب فقط بسبب النوايا الحسنة، أو الدعوات الخالصة، وإنما لأن ذلك النجاح سبقه إعداد طويل، وتخطيط مدروس، وعملية بناء للثقة مدفوعة بأرقام وإحصائيات أكدت للطرف الآخر أن استثماره مأمون إلى حد كبير، وأن شريكه موثوق، وأن عنصر المخاطرة متدنٍِ حد الصفر. ومن مجرد فكرة اختمرت في ذهن رئيس الهيئة، وبُوركت من مجلس إدارتها إلى خطة عمل شاركت فيها مؤسسات اقتصادية ومالية وقانونية عالمية ومحلية لتنتهي إلى منافسة عامة مفتوحة بين مؤسسات القطاع الخاص القادرة والمؤهلة، ومن بينها مجموعة بن لادن السعودية التي رسا عليها المشروع. والفكرة نفسها تكررت مع إنشاء محطة لتحلية المياه خاصة بالمطار نفسه، وهي مرشحة لتتكرر في مشروع إنشاء مطار دولي جديد في المدينةالمنورة، يستقبل الزوار من كل أرجاء الدنيا. مشكلة الهيئة أنها تعمل في صمت بالغ، ولذا لا يشعر الآخرون بعظم إنجازاتها، ولا بضخامة الذي هو تحت الإعداد، أو الطبخ على نار هادئة. وهكذا نحن لا نؤمن حتى نرى الإنجاز قائمًا شامخًا رائعًا. هنيئًا للهيئة هذا الإنجاز الكبير، وشكرًا لمجلس إدارتها الذي منحها هذه الثقة، وللمجلس الاقتصادي الأعلى الذي أقر هذه الشراكة المثمرة فكان الحصاد جميلاً والثمرة يانعة تسر الناظرين. وبُورك لضيوف الرحمن هذه المنشأة الجميلة الجديدة.