لماذا نشعر بالثقوب ؟..و متى نشعر بالثقوب..؟ حين تمتلئ القراب بالماء ؟ أم حين تكون القراب فارغة ؟ أم حين تكون نصف امتلاء ! حين تضطرب الرؤية لدينا ! أم حين يغبر الأفق ؟! متى نشعر بارتداد الربيع وانحساره إلى جنبات طرق لم تعبد ؟! حين يبدل الربيع مظاهره ؟! أم حين يكون للطرق المتشققة مرتادون ومحبون ؟! هكذا التعليم ليست هناك إجابة لمظاهر الثقوب والغيوم والتشقق التي يعاني منها ....كما أنه ليست هناك إجابة لمظاهر الجودة والتميز والإتقان ليست هناك أسباب يمكن أن نتفق عليها حتى يتم طرحها على طاولات البحث أو على رفوف معارض الكتب وأسواقها ... ليس له مفهوم وليست له فلسفة مستقلة ننطلق منها لإكمال البناء أو حتى نجتهد لفتح مسارات جديدة أمامه فما قد أراه مظهرا للجودة قد يراه غيري سببا للثقوب وما يراه غيري مظهرا للتميز أراه مسوغا للشقوق ... كثيرة هي المشاريع التي انطلقت في الميدان التربوي مابين عربي ومترجم وكلها يتنافس ويجتهد من منها ينجح في إيجاد طالب نوعي قادر على الاستمرار في التعليم بحب وحماس ورغبة قادر على اختيار التخصص وقادر على العمل الذي يواجه به عولمة العلم والفكر والمشاعر وهو قابض على هويته ومن أجل هذا النوع من المخرج تنوعت أفكارنا التعليمية وتباينت وتباعدت وكذلك تشابهت وتكررت وكثرت وتاهت بين معجب يدعمها ويطالب بإعادة بنائها وتوزيعها وتعميمها ومستهجن يرفضها ويطالب بإعادة النظر فيها ودراستها وإيقافها حتى إشعار آخر ...تاهت بين ملفات تشكلت للاستطلاع والرأي وملفات أخرى تشكلت للتأويل والمناقشة . وخارطات معرفية تشكلت للظنون والهواجس ...وخارطات معرفية تشكلت للدفاع وللهجوم ما الذي أوصلنا إلى هذا التنوع في المشاعر تجاه التعليم .. ما مفهومنا للتعليم ؟؟ هل هو تنمية أم بناء أم إعداد أم تواصل أم تطوير أم رعاية أم ارتباط أم جميعها أم بعضها ؟؟ لماذا نتعلم ؟؟ حتى نفهم أم نتميز أم نتكبر أم نخطئ أم نحصل على وظيفة أم نحسن دخلنا ومستوانا أم نخدم وطنا أم نقاتل بعضنا أم نطور أنفسنا أم نعمر أرضنا ..أم لأننا نرغب أن نقدم للوطن شيئا ولا نعرف فربما إذا تعلمنا عرفنا ؟! أم لأننا نتساءل ما هو دورنا في الحياة ونريد أن نعرف ماذا يجب علينا أن نفعل فربما إذا تعلمنا عرفنا ؟!. كثيرون الذين يفاجئونك بسيرة لم يسجل فيها التاريخ سوى لحظة الميلاد وعدد الأولاد والأزواج ومهنة لا تكفي ليوم واحد ويفاجئك ...كيف يقوى أن يأبى أن يختلط دمه بقطعة سكر مرة ... كيف يقوى أن يأبى أن يختلط لسانه بكلمة تخالف نقاء الفطرة وسلامتها وصدقها .. يؤلمه أشد الألم ألم الآخرين وحزنهم فما ردته أميته عن رقي الخلق وحسنه ! إذن التعليم ارتقاء في الخلق والقيمة وسمو في السلوك والهدف ...ولكن ! لماذا تنشأ مثل هذه الفروق بين من التحق بالتعليم النظامي ومن علمته الحياة وعلمته الملاحظة وعلمته تجارب كبار السن والأصدقاء والجيران والحارات ولم يكن تعليمه مشروطا بالأقلام وبالسبورات وبالكتب والمدارس .. كيف نطرح السؤال إذن ... ما هو التعليم ؟ أم كيف نتعلم ؟ أم لماذا نتعلم ؟ أم ماذا نريد من التعليم ؟ لماذا أعظم الجهود تبذل في التعليم وأكثر الأموال تصرف على التعليم ورغم ذلك نسمع من يشتكي ونسمع من يعترض بصوت مسموع ...هذا سؤالك دكتورة حينما طارحك سراه هل يمكن أن نعتبر هذه الأصوات ظاهرة صحية ونتيجة طبيعية للجهود واللقاءات والمؤتمرات ونتفاءل ؟! فهل يمكن أن نعتبر هذه الأصوات ظاهرة صحية لخفايا التقصير ونصلح ؟! هل يمكن أن نعتبر هذه الأصوات ظاهرة طبيعية لأننا نعمل داخل نطاق الخدمة من خلال كثافة القوانين وتكدسها وكثرتها وهل يمكن أن نعول على هذه القوانين ما وصل إليه المعلم من تحجر وتجمد وانعدام الرغبة في التطوير والعطاء ؟! وهل يمكن أن نطبق برامج عالمية على مستوى العلوم أو اللغة أو رعاية الموهبة ضمن قانون الضبط والتلقين ؟! هل يمكن أن نضبط الإنسان حتى نضبط نتائج التعليم ونعرف متطلبات التعليم ؟؟ . دكتورة هل قدمت الإجابة أم أضفت إلى سؤالك سؤالا أكبر ...!!