(شرق ) - المدنية المنورة : أعادت الجهات المختصة فتح التحقيق في قضية مقتل طفلة صغيرة بعد 16 عاما من الحادث. جاء ذلك بعد أن أدلت إحدى الجارات بشهادة، ذكرت فيها أن الطفلة قبيل وفاتها شوهدت وبها آثار حروق في اليدين والوجه والعنق، وبسؤالها عن مصدر تلك الآثار، قالت إن زوجة أبيها، وهي سيدة وافدة، سكبت عليها ماء مغلياً. و تعززت الشكوك لدى جهة التحقيق حول تورط زوجة الأب في وفاة الطفلة، عندما سارعت الأخيرة بالتقدم ببلاغ رسمي إلى مركز شرطة العيون تتهم فيه زوجها بقتل طفلته. وكان ضابط التحقيق قد واجه زوجة الأب بسؤال مباغت عن مصلحتها في الإبلاغ بعد مضي كل هذه السنوات، فأقرت بأنها كانت شريكة في تعذيب الطفلة، وأنها طالما كانت تقوم بحرقها في مناطق متفرقة من جسدها، وأنها علمت أن أم الطفلة، ستقوم بإبلاغ الشرطة، فسارعت هي باتهام زوجها في مسعى لإبعاد الشبهات عنها. وكشفت توجيه هيئة التحقيق والادعاء العام في المدينةالمنورة للأب الجاني تهمة الاحتجاز الجبري لابنته وإهمال رعايتها مما تسبب في وفاتها. وكان الأب قد احتجز طفلته المعاقة عقلياً في غرفة صغيرة وقيدها بالسلاسل بسبب شعوره بالحرج الاجتماعي منها، ثم قام في إحدى الليالي وقبل وفاتها بيومين بضربها بقسوة حتى فقدت الوعي، ومن ثم قام بربطها من قدميها في قاعدة إحدى المغاسل في فناء المسكن في فصل الشتاء القارس، لتفاجأ الأسرة في صباح اليوم التالي بأن الطفلة قد توفيت، وذلك في أوائل عام 1415 ه. وفي تطور جديد في سير القضية، تم اكتشاف تورط زوجة الأب في تعذيب الطفلة، وذلك بعد أن أدلت إحدى الجارات بشهادة، ذكرت فيها أن الطفلة قبيل وفاتها شوهدت وبها آثار حروق في اليدين والوجه والعنق، وبعد سؤالها عن مصدر تلك الآثار، ذكرت أن زوجة أبيها، وهي سيدة وافدة، سكبت عليها ماء مغلياً، إضافة إلى قيامها بكيها بواسطة سكين محماة على النار في مناطق متفرقة من جسدها. وقد تعززت الشكوك لدى جهة التحقيق بمدى تورط زوجة الأب في وفاة الطفلة، عندما سارعت الأخيرة بالتقدم ببلاغ رسمي إلى مركز شرطة العيون تتهم فيه زوجها بقتل طفلته، راوية في إفادتها أن الأب الجاني كان في الأيام التي سبقت وفاة طفلته يقسو عليها بشدة متناهية. وقد جاءت شهادة زوجة الأب فور معرفتها أن أم الطفلة المتوفاة ظهرت في حياتها وبدأت تسأل عن ابنتها، وعزمها التوجه للشرطة والتقدم ببلاغ تطالب فيه بمعرفة مصير ابنتها المتغيبة. وأضافت زوجة الأب في شهادتها أن الأب الجاني وبعدما تيقن من وفاة الطفلة قام بلفها في عباءة نسائية وحملها في المقاعد الخلفية لسيارته واتجه بها الى أحد الطرق الزراعية حيث تم دفنها هناك والتخلص من الجثمان، وعقب عودته للمسكن طلب منها تحضير حقائب السفر لمغادرة المنطقة، حيث اتجه بأسرته إلى مكةالمكرمة وقضى فيها نحو يومين تمكن خلالها من تقديم بلاغ كاذب عن فقده ابنته في الحرم المكي، أثناء أدائه العمرة. إلا أن ضابط التحقيق واجه زوجة الأب بسوال مباغت قائلا لها: "ما مصلحتك من البلاغ بعد مضي كل هذه السنوات"، وهنا أقرت بأنها كانت شريكة في تعذيب الطفلة، وأنها طالما كانت تقوم بحرقها في مناطق متفرقة من جسدها، وأنها علمت أن أم الطفلة، ستقوم بإبلاغ الشرطة، فسارعت هي باتهام زوجها في مسعى لإبعاد الشبهات عنها. وكان الأب الجاني قرر إثر وفاة ابنته، التخلص من جثمانها بدفنه في إحدى الأودية شمال المدينةالمنورة. وفي نفس العام تسببت مياه الأمطار التي هطلت على المنطقة آنذاك في خروج الجثمان وانجرافه مع السيول، وتولت شرطة المدينةالمنورة التحقيق في تداعيات الحادثة والتحفظ على الجثمان لنحو عام كامل، لينتهي الأمر بدفن الجثمان لعدم تقدم أي من ذوي المتوفاة. غير أن شرطة المدينةالمنورة كانت على موعد مع حادثة عرضية كشفت عن حقيقة ذلك الجثمان، حينما تقدمت إحدى الفتيات في عقدها الثاني من العمر تطلب إنقاذها من جور والدها وتعذيبه لها ومعاملته القاسية لها ولباقي شقيقاتها وحرمانهن من رؤية والدتهن التي تطلقت قبل سنوات لتعود إلى بلادها، قائلة تكفي "شقيقتي"، وهنا وقف المحقق أمام هذه الكلمة التي تشير إلى أبعاد أخرى ملحا عليها بكشف ما تنطوي عليه تلك الكلمة، حيث كشفت أمام إلحاح المحقق عن جريمة والده