وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر المركز في وادي الرياض للتقنية بجامعة الملك سعود صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة شركة سابك ، ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر ، ونائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي المهندس محمد بن حمد الماضي . وقد بدئ حفل الافتتاح بالقرآن الكريم، ثم ألقى سمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة شركة سابك كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض وشكره على دعمه ومساندته لكافة الأنشطة والفعاليات التي تشهدها المنطقة. وقال سموه : إن المركز الجديد الذي أنشأته (سابك) بمبادرة من وزارة البترول والثروة المعدنية ومساندة من جامعة الملك سعود هو ثمرة للدعم المتواصل الذي تتلقاه الشركة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ، التي لم تدخر جهداً في جعل المملكة إحدى الدول الرائدة في مجال بحوث البتروكيمياويات. وأضاف سموه قائلاً : إن هذا المركز أقيم للتركيز على مطالب الزبائن وتحقيقها، ولإيجاد الحلول التقنية لهم، ويعد أحدث مراكز سابك البحثية عقب افتتاح مركزيها التقنيين في كل من الهندوالصين ، كما يعد بيتا للابتكار ومركزا للخبرة لتطوير التطبيقات البلاستيكية الجديدة التي تتناسب ورؤية المملكة في دعم وتنويع مجالات العمل، كما أنه أحد النماذج الحية لعملية التكامل بين القطاعين العام والخاص حيث تفاعلت "سابك" مع مبادرة من وزارة البترول والثروة المعدنية ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز حيث كان ومايزال لسموه دور فعال في الكثير من المبادرات، ومن أهمها هذا المشروع ، الذي من خلاله ستعمل سابك في إطار شراكتها الاستراتيجية بالتعاون مع الجهات الصناعية العالمية الرائدة لتيسير نقل التقنيات والأنظمة والمنتجات وحلول المواد والمعارف إلى المملكة، وساندت جامعة الملك سعود في إنشاء هذا المركز ، إلى جانب العديد من المؤسسات التعليمية التي ساهمت في إنجاح هذا المشروع. وأردف سموه يقول : لقد حرصت "سابك" منذ تأسيسها عام 1976م كشركة وطنية لتكون في مقدمة الشركات البتروكيماوية العالمية ، وعلى مدى هذه العقود كانت استراتيجيتها تتمثل في إعطاء الأولوية لاحتياجات الزبائن ، لذلك فقد استثمرت "سابك" بسخاء في مجالي التطوير التقني، والدعم الفني إلى أن تمكنّت من وضع برنامج مستقل للبحث بما يخدم جهات عديدة في المملكة، خاصة الجهات الصناعية والأكاديمية، إلى جانب المجتمعات التي تعمل فيها. وأكد سمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان أن مما يرسخ مكانة "سابك" على المستوى الدولي هو قوة الإمكانيات التقنية والبحثية التي تتمتع بها ، وتتمثل في العمل المشترك ما بين مراكز "سابك" البحثية في كل من الرياض والجبيل، والمراكز الأخرى المنتشرة حول العالم ومن أهما " هولندا، وإسبانيا، والولايات المتحدة، واليابان، والصين " ، ما يعزز من إمكانياتها لتقديم منتجات تقنية متميزة تستفيد منها المشاريع الصناعية في المستقبل ، مشيرًا إلى أن هناك مثالا آخر على الأعمال الابتكارية التي تقوم بها "سابك" بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية، وهو مركز البحث والابتكار المقام في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ، إلى جانب عمل "سابك" على الدوام مع المؤسسات التعليمية والجهات الحكومية لإنتاج مجموعات واسعة من الحلول التقنية للتحديات التي تواجهها في المنطقة . عقب ذلك ألقى معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر كلمة أكد فيها أن المبادرة التي قدمتها وزارة البترول والثروة المعدنية ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية مبادرة نوعية تخدم سابك وجامعة الملك سعود للوصول إلى أرقى المستويات من التطوير والتدريب في مجال الابتكار في التطبيقات البلاستيكية. وأوضح معاليه أن افتتاح سابك لهذا المركز يأتي استشعارًا منها بأهمية التطوير لتبقى في ضمار المنافسة في مجال تطوير التطبيقات البلاستيكية ، مشيرًا إلى أن الدليل على استشعار سابك لأهمية التطوير إنشاؤها أول كرسي بحثي في الجامعات السعودية وهو " كرسي سابك في مجالات البوليمرات". وأبان معاليه أن الشراكة بين جامعة الملك سعود وشركة سابك لم تقف عن انشاء أول كرسي بحث بل هي مستمرة حيث أنشأت شركة سابك مركز أبحاث وتطوير الزراعة المستدامة بالتعاون مع وزارة الزراعة ، مؤكدًا أن جامعة الملك سعود قد أسست وادي الرياض للتقنية لتحقيق هدفا استراتيجيا يتمثل في تحويل الابداعات الى منتجات صناعية تجدد مفهوم الاقتصاد المعرفي. وأكد نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي المهندس محمد بن حمد الماضي في كلمة ألقاها من جانبه أن هذا المركز الجديد يعد خطوة إضافية مهمة نحو تحول (سابك) إلى شركة رائدة في مجال الابتكار، إلى جانب أنه يعد إسهاما من الشركة في الجهود الرامية للوصول بالمملكة لتحقيق الاقتصاد المعرفي ، مشيرًا إلى أن دور المركز الجديد هو الربط ما بين أفضل الإمكانات التي تملكها (سابك) في مجال تطوير البلاستيكيات، ورجال الأعمال في المملكة لإيجاد تطبيقات وأعمال جديدة. وأشار إلى أن خطط (سابك) تركز على تعزيز حضورها في مجال الابتكار، مؤكدًا أن قائمة باحثي (سابك) تضم حوالي ألفي باحث في جميع أنحاء العالم، وتواصل الشركة زيادة هذا الرقم بشكل مستمر لتتمكن من تحقيق استراتيجيتها . وقال الماضي: قد أقر مجلس إدارة (سابك) مؤخراً استراتيجية الشركة لعام 2025م، التي وضعت النمو محور اهتمامها، مع التركيز على الابتكار كدافع أساس لهذا النمو، إذ تركز هذه الاستراتيجية على جعل الابتكار جزءاً مهماً وحاضراً في جميع أركانها، وذلك بإدخال تقنيات أكثر فاعلية للاستفادة من مواد اللقيم، وتعزيز إجراءات العمل لأجل استخدام الموارد ورأس المال بفعالية أكبر، وتوفير منتجات أفضل لتلبية متطلبات الزبائن، وإيجاد مزيد من الحلول لتعزيز القيمة، وتشجيع نمو الفرص في قطاع الصناعات التحويلية. وأضاف قائلاً : تشكل (سابك) التي بدأت مسيرتها منذ 37 عاماً فقط، لاعباً عالمياً حديثاً في مجال الابتكار، وقد شهدت افتتاح أول مركز تقني لها في الرياض قبل أكثر من 20 عاماً ، وفي غضون تلك الفترة تمكنت من إحراز المرتبة الخامسة بين أهم شركات الكيماويات في العالم من حيث الإيرادات، والمرتبة الأولى من حيث قاعدة الأصول ، وهي تواصل تعزيز قدراتها الابتكارية على مستوى العالم، مستهدفة التجمعات السكنية الكبرى في كل قارة ، حيث أنشأت مراكز في أمريكا وأوروبا، كما أطلقت مؤخراً مركزين رئيسيين في بنغالورو في الهند وشنغهاي في الصين. وأردف نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي المهندس الماضي يقول: وعلى مستوى المملكة، تركز خطط (سابك) على تعزيز بصمتها الابتكارية في الرياض، والمنطقة الشرقية، وفي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بالمنطقة الغربية - حيث أكملنا مؤخراً تشييد مركز للأبحاث داخل حرمها لجامعي ، وقد أصبح عدد الباحثين لدى (سابك) حوالي 2000 باحث في جميع أنحاء العالم، وتواصل زيادة هذا الرقم بصورة مستمرة لتتمكن من تنفيذ استراتيجيتها. ومضى يقول : لقد أصبحت شركة (سابك) أحد رواد صناعة البلاستيك في العالم، وهي تسهم بإنتاج ما يقرب من 13 مليون طن من المواد البلاستيكية سنوياً، كما تعمل باستمرار على زيادة إنتاجها وتنويع أصناف ودرجات منتجاتها المتخصصة، ويظهر ذلك بوضوح في خططها المستقبلية لإنتاج الأستيلات، والمطاط الصناعي، وألياف الكربون في المملكة. وأكد الماضي أن المركز يمثل الابتكار بوصفه محركاً رئيساً لاستراتيجية (سابك) ومسهماً في دعم النمو الاقتصادي في المملكة؛ إذ يركز على البلاستيك، بوصفه عاملاً مهماً في تحقيق التنمية المستدامة ، مشيراً سيتم دعم جهود هذا المركز في غضون عام تقريباً عبر إطلاق "موطن الابتكار"، الذي يجري بناؤه حالياً، ويشكل نقطة لقاء تجمع بين المختصين والزبائن ورجال الأعمال لمناقشة الفرص الجديدة، في مجالات عدة مثل مواد البناء والسلع الاستهلاكية. عقب ذلك جرى عرض فيلم وثائقي عن المركز ، وأهدافه ومميزاته ، واستراتيجياته . ثم قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والحضور بجولة في المركز والمعرض المصاحب وخطوط الإنتاج التجريبية. وفي نهاية الجولة أكد سمو الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز في تصريح صحفي أن شركة سابك تسهم كغيرها من الشركات الوطنية في مسيرة التنمية في المملكة ، وقال: ما اطلعت عليه اليوم من بحوث وتطبيقات عملية التي تتم في هذا المركز لهو فعلا مفخرة لابناء المملكة العربية السعودية . وقدم سموه شكره للقائمين على المركز من شركة سابك ووزارة البترول والثروة المعدنية وجامعة الملك سعود ، مؤكدًا أن التعاون القائم في المركز بين هذه الجهات يعكس للجميع كيفية عمل فريق العمل الواحد الذي يجمع القطاعين الخاص والعام ، لافتاً النظر إلى أن هذا التعاون يعكس الطاقة التي تحتضنها هذه البلاد من الشباب الذي يدير هذا المركز وهذه البحوث والتطبيقات العملية . من جهته أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية أهمية الدور الريادي لهذا المركز وما يقدمه للمملكة من ناحية تطوير الصناعات التحويلية الوطنية، ما يضيف قيمة إلى المصادر الهيدروكربونية، ويدعم اقتصاد المملكة ويعزز من تنوعه ، وأن تكون الجامعات السعودية وجهة لبرامج واستثمارات الأبحاث والتطوير التي تقوم بها الشركات السعودية والأجنبية، وأن يعمل الجميع بإخلاص لتحقيق ذلك بما فيه فائدة للمملكة واقتصادها وتنافسية مؤسساتها العلمية وشركاتها. وفي ختام الحفل سلم صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة شركة سابك هدية تذكارية لسمو أمير منطقة الرياض ، وجرى التقاط الصور التذكارية . حضر الحفل صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث ، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية ، ومعالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وعدد من المسؤولين في القطاعين الخاص والعام.