قالت الولاياتالمتحدة إنها تعتزم إرسال نظام دفاع صاروخي إلى جزيرة جوام قريبا لحمايتها من كوريا الشمالية في حين يستعد الجيش الأمريكي لمواجهة ما وصفه وزير الدفاع تشاك هاجل بأنه "خطر حقيقي وواضح" تشكله بيونجيانج. وبعد عدة ساعات ذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن كوريا الشمالية نقلت ما يبدو أنه صاروخ متوسط المدى من نوع موسودان إلى ساحلها الشرقي. ونقل عن مصدر من حكومة سول قوله إنه لم يتضح ما إذا كانت بيونجيانج تخطط لإطلاق الصاروخ أو وضعته فقط لاستعراض قوتها. ومنعت كوريا الشمالية الدخول الى مجمع صناعي مشترك مع جارتها الجنوبية لليوم الثاني يوم الخميس وقالت إنها ستغلق المنطقة تماما إذا استمرت سول في إهانتها. وبدأت الأحداث في شبه الجزيرة الكورية تثير توتر الاسواق العالمية التي اعتادت على اللهجة العدائية المتكررة من جانب بيونجيانج تجاه كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة. وقال روب رايان الخبير الاستراتيجي في (ار.بي.اس) في سنغافورة "ما زلنا نفترض ان هذا مزيد من التهديد. لكننا وصلنا إلى مستوى من التوتر لا يمكن للوضع بعده أن يسوء أكثر دون أن يحدث تبادل لاطلاق النار." وانخفض مؤشر (إم.إس.سي.آي) وهو أوسع مؤشر للاسهم في منطقة اسيا والمحيط الهادي خارج اليابان بنسبة 0.6 في المئة متأثرا بهبوط اسهم كوريا الجنوبية بنسبة اثنين في المئة كما تراجع سعر الوون (عملة كوريا الجنوبية) بنسبة 0.7 في المئة امام الدولار الامريكي. وانخفضت الاسهم الامريكية يوم الاربعاء بعد تصريحات هاجل وأخبار الانتشار العسكري في جوام. وجددت بيونجيانج تهديدها بشن هجوم نووي على الولاياتالمتحدة وقالت إنها صدقت على ضربة محتملة لها بسبب انتشار قوات الجيش الأمريكي حول شبه الجزيرة الكورية الذي وصفته بأنه خطوة تمهيدية لهجوم نووي محتمل على كوريا الشمالية. وقال متحدث باسم الجيش الكوري الشمالي في بيان نقلته الخدمة الإنجليزية لوكالة الأنباء المركزية الكورية إنه تم إبلاغ واشنطن بالهجوم المحتمل. ولم يتضح كيف تم توصيل هذا التحذير في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويعتبر تقرير وكالة الأنباء الكورية الشمالية تكرارا للتهديدات التي أطلقتها بيونجيانج على مدى شهر. ويقول بعض الخبراء إن كوريا الشمالية أمامها سنوات قبل أن تصبح قادرة على ضرب الولاياتالمتحدة بسلاح نووي رغم عملها على مدى عقود لاكتساب القدرة على تصنيع أسلحة نووية. وكانت كوريا الشمالية هددت في السابق بشن ضربة نووية على الولاياتالمتحدة وهجمات صاروخية على قواعدها في المحيط الهادي بما في ذلك في جزيرة جوام. وجاءت هذه التهديدات بعد عقوبات جديدة فرضتها الأممالمتحدة على كوريا الشمالية بعد إجرائها ثالث تجربة نووية في فبراير شباط. وقال هاجل مخاطبا الحضور في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن "بعض الخطوات التي اتخذوها طوال الأسابيع القليلة الماضية تشكل خطرا حقيقيا وواضحا". وانتقدت كيتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أحدث بيان لكوريا الشمالية. وقالت هايدن "إنها مجرد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من البيانات الاستفزازية التي لا تسفر إلا عن زيادة عزلة كوريا الشمالية عن المجتمع الدولي وتقويض هدفها الخاص بالتنمية الاقتصادية." وذكر هاجل أنه ينبغي اخذ هذه التهديدات على محمل الجد وهي لغة استخدمها في الأسابيع الماضية في الوقت الذي عدلت فيه الولاياتالمتحدة خطتها للدفاع الصاروخي ونشرت مدمرتين مزودتين بصواريخ موجهة غرب المحيط الهادئ. وفي أحدث خطوة اتخذتها واشنطن قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها تتجه لنشر نظام (ثاد) لاعتراض الصواريخ على ارتفاع عال في جوام في الأسابيع المقبلة. ويحتوي نظام (ثاد) على قاذفة صواريخ تنصب على شاحنة وصواريخ اعتراضية ورادار للرصد. ونقلت وكالة يونهاب عن عدة مصادر حكومية مطلعة على معلومات مخابرات من السلطات الأمريكية والكورية الجنوبية قولها إن كوريا الشمالية نقلت على ما يبدو صاروخ من نوع موسودان إلى ساحلها الشرقي. ويعتقد أن مدى الصاروخ يصل إلى ثلاثة آلاف كيلومتر أو أكثر مما يعني أنه قادر على الوصول إلى كوريا الجنوبية واليابان وربما جوام أيضا. ويقول بعض الخبراء المستقلين إنه لا يعتقد أن كوريا الشمالية قد اختبرت صواريخ موسودان متوسطة المدى. ورفضت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية التعليق. وتمتلك كوريا الشمالية موقعا لإطلاق الصواريخ على ساحلها الشمالي الشرقي الذي استخدمته من قبل في تجارب غير ناجحة لإطلاق صواريخ طويلة المدى. ولم يذكر تقرير يونهاب ما إذا كان الصاروخ قد نقل إلى موقع إطلاق الصواريخ. وقالت روسيا إن تجاهل كوريا الشمالية للقيود التي فرضتها عليها الأممالمتحدة غير مقبول وقرارها المضي قدما في برنامجها النووي يقوض كثيرا من فرص استئناف المحادثات السداسية المجمدة بشأن القضية النووية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش خلال إفادة صحفية "علمنا بقرار مارس... بشأن تعزيز (كوريا الشمالية) وضع الدولة المالكة لأسلحة نووية لأغراض متعلقة بالدفاع عن النفس." وأضاف قائلا "ذلك يعقد كثيرا - إن لم يقض بالفعل على - فرص استئناف المحادثات السداسية" في إشارة إلى المحادثات التي تشارك فيها الكوريتان والصين وروسياواليابانوالولاياتالمتحدة بشأن تقديم المساعدات مقابل نزع السلاح النووي. وقال لوكاشيفيتش "محاولات بيونجيانج لانتهاك.... قرارات مجلس الأمن الدولي غير مقبولة على الإطلاق." وذكرت حكومة كوريا الجنوبية إن جارتها الشمالية ستسمح بمغادرة 222 عاملا كوريا جنوبيا منطقة كايسونج الصناعية يوم الخميس. وبذلك يتبقى 606 كوريين جنوبيين آخرين في المجمع. وكانت كوريا الشمالية قد هددت بغلق المجمع الذي يمثل أحد مصادرها القليلة للسيولة النقدية. ولم تتوقف العمليات في المجمع الصناعي رسميا منذ افتتاحه في أغسطس اب من عام 2000. ويضم المجمع 123 شركة ويعمل فيه 50 ألف كوري شمالي في مجال تصنيع السلع الرخيصة مثل الملابس.