أثارت بيونغيانغ حالاً من القلق في الدول المجاورة، بإعلانها جاهزيتها لشن هجوم «لا هوادة فيه» على الولاياتالمتحدة، قد يشمل «ضربة نووية متنوعة». ترافق ذلك مع نقل صواريخ من طراز «موسودان» المتوسطة المدى (ثلاثة آلاف كيلومتر) إلى السواحل الشرقية لكوريا الشمالية، ما يضع كوريا الجنوبية واليابان وجزيرة غوام الأميركية في مرمى هذه الصواريخ. وردت واشنطن على هذا الإعلان بإرسال منظمة صواريخ اعتراضية من طراز «ثاد» إلى غوام، فيما أعلنت كوريا الجنوبية واليابان أنهما على استعداد لمواجهة الأسوأ في حال استهدفهما هجوم صاورخي. وفي وقت تزايدت الدعوات إلى الصين للتدخل لضبط حليفتها كوريا الشمالية وإقناع زعيمها الشاب كيم جونغ أون بعدم دفع الأمور نحو حافة الهاوية، حذرت روسيا من مخطط وضعته كوريا الشمالية ل «تكريس نفسها قوة نووية». وأكد الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، أن بلاده تعتبر «استخفاف بيونغيانغ بقرارات مجلس الأمن ونظم منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، أمر غير مقبول على الإطلاق»، وذلك في إشارة إلى إعادة تشغيل مفاعل يونغبيون النووي قرب بيونغيانغ، ما يشكل انتهاكاً لاتفاق دولي على إغلاقه. ورأى لوكاشيفيتش أن هذا المنحى يقضي على آفاق استئناف المحادثات السداسية حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وشدد على أن الحلّ لا يكمن «خارج التصعيد والخطابات الحربية والنشاط العسكري الحقيقي، بل في البحث المشترك عن سبل حل المسائل العالقة في الأطر السياسية والديبلوماسية». واعتبر مراقبون أن تلميح روسيا إلى رغبة كوريا الشمالية في «تكريس نفسها قوة نووية»، يفسر التصعيد الذي لجأت إليه القيادة في بيونغيانغ، على أمل مقايضة «التهدئة» ب «مكافآت اقتصادية» تنعش الاقتصاد المتداعي في الشطر الشمالي والذي بدأ يهدد بكارثة معيشية خصوصاً بعد تشديد العقوبات الأميركية عليه بسبب تجربة نووية ثالثة أجراها في شباط (فبراير) الماضي. وأعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أن بلاده اتخذت إجراءات لمواجهة «خطر حقيقي وواضح» تشكله بيونغيانغ، فيما انتقدت كيتلين هايدن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض التهديد الأحدث الذي أطلقته كوريا الشمالية. وقالت هايدن: «إنها مجرد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من البيانات الاستفزازية التي لا تسفر إلا عن زيادة عزلة كوريا الشمالية عن المجتمع الدولي وتقويض هدفها الخاص بالتنمية الاقتصادية». أتى ذلك رداً على بيان للناطق باسم القيادة العامة للجيش الكوري الشمالي قال فيه: «نبلغ البيت الأبيض والبنتاغون رسمياً أن سياسة العداء المتصاعد التي دأبت أميركا على اتباعها، وتهديدها النووي المتهور، سيسحقان بالإرادة القوية لكل أفراد القوات المسلحة والشعب المتحدين وما تملكه جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية (الشمالية) من وسائل متطورة أصغر حجماً وأخف وزناً لتوجيه ضربة نووية متنوعة». وأشار الناطق إلى أن «العملية التي لا هوادة فيها، أعدتها قواتنا المسلحة الثورية وتمت دراستها والمصادقة عليها نهائياً».