كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن فشل المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني ودولة الاحتلال قد يسفر عن حدوث انتفاضة شعبية او ثورة فلسطينية، مستبعدا في الوقت ذاته الذهاب الى مواجهة عسكرية مع الاحتلال الاسرائيلي. وقال عباس خلال حواره لقناة "الجزيرة" الجمعة، انه سيتم اللجوء الى مجلس الامن، وانه في حالة فشل المفاوضات سيتم اتخاذ قرارات اخرى، رافضا الكشف عنها، مشيرا الى انه سيتم الاعلان عن هذه الخطوات في حينها. واكد على ان عملية الاستيطان غير شرعية منذ عام 1967 مشيرا الى ان السلطة الفلسطينية ستواصل النضال السياسي حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. واتهم عباس اسرائيل بزرع العقابات امام عملية السلام مؤكدا انه اذا فشلت محاولة السلام في الشرق الاوسط ستكون العواقب وخيمة على المنطقة بكاملها، مستبعدا الاعلان عن الدولة الفلسطينية من طرف واحد في الوقت الراهن، الا انه المح باحتمال اللجوء اليه في حالة استمرار التعنت الاسرائيلي. وقال ان التفاهمات بين اسرائيل والفلسطينيين في عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وصلت الى ان يعترف الطرف الاسرائيلي بأن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وكذلك أن تقام الدولة الفلسطينية على حدود 1967، الا ان الحكومة الاسرائيلية تنصلت من محاولة الرئيس الامريكي في تنفيذ هذا الاتفاق. واشار عباس إلى أن الولاياتالمتحدة خلال عهد اوباما وضعت خطوط لاستئناف عملية السلام ولكن تراجعت واشنطن أمام الضغم الاسرائيلي وهو سبب الازمة الراهنة وتوقف عملية السلام. واوضح ان المفاوضات غير المباشرة جاءت بمقترح امريكي للوصول الى تفاهمات بخصوص قضيتي الحدود والامن، مشيرا الى انه عندما فشلت هذه المفاوضات دعت الولاياتالمتحدة الى مفاوضات مباشرة ولكن السلطة رفضت خوض هذه المفاوضات بسبب استمرار اسرائيلي في سياسة الاستيطان. ولفت الى ان هناك عرض على السلطة الفلسطينية بخصوص فتح قناة تواصل سرية مع وزير الحرب الاسرائيلي، الا انه رفض هذا العرض مرجعا ذلك الى عدم فائدة هذا التواصل طالما اسرائيل لا تعترف بحدود 1967 والقدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. واكد على ان السلطة الفلسطينية تسعى الى انجاح ورقة المصالحة الفلسطينية من خلال توقيع حماس على ورقة المصالحة المصرية، موضحا انه سيتم بعد ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون مهمتها اعمار غزة واجراء انتخابات واعادة هيكلة السلطة الفلسطينية. ونوه عباس الى ان حماس كانت تطلع على محاولة مصر اتمام المصالحة من خلال كتابتها بند بند قبل اطلاع السلطلة الفلسطينية، مشيرا الى انه لا يفهم سبب رفض حماس التوقيع على اتفاقية المصالحة، لافتا الى ان مفاوضات دمشق توصلت الى تفاهمات بشأن عملية المصالحة الا ان حماس اجهضتها بحجة الاعتقالات التي تقوم به السلطة في صفوف قيادات حماس. ولفت الى ان السلطة لا تقوم باعتقال احد الا عند محاولة الحصول على متفجرات والحصول على اسلحة ومحاولة تبييض اموال، مشيرا الى ان ذلك يهدف الى الحفاظ على الهدنة مع الجانب الاسرائيلي في رام الله والضفة الغربية. واكد ان حماس ملتزمة بالتهدئة في غزة قائلا: " حماس ملتزمة بالتهدئة في غزة ولكن لماذا لا تلتزم بالتهدئة في الضفة"، مشيرا الى ان ذلك موقف غير مفهوم. واتهم اطراف غير عربية بمحاولة تعطيل المصالحة، مشيرا الى انه اكد باعتباره رئيس للسلطة الفلسطينية على انه سياخذ جميع ملاحظات حماس في الاعتبار الا ان حماس عندما يتم الوصول الى اللحظة الحاسمة تتنصل من المصالحة. ورفض امكانية اجراء انتخابات رئاسية او انتخابات تشريعية قبل اتمام المصالحة، مشيرا الى انه سيتم الاتفاق على المدة التي يتم اجراء الانتخابات بعدها في المصالحة. واشار الى ان هناك لجنة تحقيق مع محمد دحلان واذا ثبت ادانته سيتم احتجازه، موضحا ان لجنة التحقيق هي لجنة داخلية في فتح، نافيا ان تكون هناك ضغوط داخلية او خارجية لايقاف التحقيق مع دحلان. وشدد عباس على انه في حالة اثبات براءة دحلان ستعتذر فتح له وانه في حالة اثبات ادانته سيتم محاسبته بخصوص هذه الاتهامات، نافيا أن تكون هناك استقالة بلجنة التحقيق التي تحقق مع دحلان، مشيرا الى ان الامور تسير بشكل طبيعي داخل فتح وداخل السلطة الفلسطينية. واكد ان الولاياتالمتحدة لم تبذل الجهد الكافي لوضع الامور في نصابها، مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة هي التي اكدت على ان حدود 1967 هي حدود الدولة الفلسطينية الى جانب قضية الامن. وشدد على ان في حالة اعتراف الولاياتالمتحدة بان حدود الدولة الفلسطينية 1967 ستعود السلطة الفلسطينية الى المفاوضات. وكشف ان العام الجاري هو اخطر الاعوام في تاريخ الدولة الفلسطينية، مشيرا الى ان ذلك الاستحقاقات تتمحور حول ما اكده الرئيس الامريكي بأن سبتمبر المقبل سيشهد ميلاد دولة فلسطينية. واوضح ان السلطة الزمت نفسها باقامة دولة فلسطينية خلال هذا العام، مشيرا الى الى ان الاعلان عن اقامة دولة فلسطينية يحتاج الى مجهودات من الولاياتالمتحدة.