أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الحركة أبلغت الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر أنها ستقبل اتفاق سلام تبرمه السلطة الفلسطينية بشرط أن يقبله الشعب الفلسطيني في استفتاء أو يقبله مجلس وطني فلسطيني منتخب جديد.لكن خالد مشعل اشترط في مؤتمر صحفي عقده بدمشق الاثنين حدوث مصالحة أولا بين حركتي حماس والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) قبل هذا الاستفتاء أو انتخاب المجلس الجديد. ورغم ذلك شدد مشعل على أن حماس لن تعترف بإسرائيل، لكنها مستعدة للموافقة على دولة فلسطينية في حدود عام 1967 عاصمتها القدس بسيادة حقيقية دون أي مستوطنات ومع حق العودة كاملا.كما أكد رفضه للحوار المباشر مع الإسرائيليين، لافتا النظر إلى “مفاوضات غير مباشرة” في موضوع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وتبادل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وأشار مشعل إلى أن حماس رفضت خلال لقائه مع كارتر في دمشق يومي الجمعة والسبت الماضيين، مبادرة تهدئة من جانب واحد مع إسرائيل لمدة شهر، لكنه في نفس الوقت أعرب عن انفتاح على تهدئة متبادلة في إطار جهود تبذلها جهات عدة بينها مصر. من جانبه اعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أن “الكرة في الملعب الإسرائيلي” الآن، وقال إنه يمكن التعاطي إيجابيا مع تهدئة متبادلة وشاملة وضمن آليات للتطبيق في غزة والضفة الغربية باعتبارهما وحدة جغرافية واحدة. وفي ردّ آخر قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إنه “لا مجال للحديث عن استفتاء على نتائج المفاوضات” معتبرا أنها تشكل مدخلا للتخلي عن حق العودة والقدس. وكان جيمي كارتر قد قال في وقت سابق في القدس في ختام زيارته للمنطقة إن قادة حماس أبلغوه أنهم سيقبلون اتفاق سلام يتفاوض عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إذا أقر الفلسطينيون الاتفاق في استفتاء. ووصف كارتر موقف حماس بأنه التطور الأهم. وأعرب الرئيس الأميركي الأسبق في كلمته أمام المجلس الإسرائيلي للعلاقات الخارجية عن اعتقاده أن المشكلة ليست في اجتماعه مع حماس “وإنما رفض إسرائيل والولايات المتحدة الاجتماع مع هؤلاء الناس الذين يجب أن يكونوا معنيين”.