أكد وزير الخارجية المصري نبيل العربي أهمية الانتهاء من تشكيل الحكومة الفلسطينية، معتبراً ذلك الخطوة الأولى على طريق التطبيق العملي لاتفاق المصالحة الفلسطينية. وفي غضون ذلك، نفى عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمود العالول ما تردد حول طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس صفقة على حركة «حماس» خلال جلسة الحوار المقبلة تقضي بقبول سلام فياض رئيساً للحكومة المقبلة مقابل عدم المساس بوضع «حماس» في غزة، فيما أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية تحقيق تقدم كبير على طريق تشكيل حكومة التوافق الوطني في المحادثات مع حركة «فتح». وكان العربي بحث مع وفد حركة «فتح» برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد نتائج الحوار بين «فتح» و «حماس» لتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، كما استقبل العربي أمس كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للبحث في آخر مستجدات القضية الفلسطينية والوضع في الأراضي المحتلة والمساعي الفلسطينية للذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل للحصول على عضوية المنظمة الدولية. ولفت الأحمد إلى ضرورة التحرك العربي والمصري من أجل دعم اتفاق المصالحة وتذليل العقبات خصوصاً على الصعيد الدولي، مشيراً إلى وجود بعض الأصوات على الصعيد الدولي تحاول عرقلة تنفيذ اتفاق المصالحة. وقال العالول، وهو أحد أعضاء وفد «فتح» للحوار مع «حماس» ل «الحياة» أمس «لن ندفع ثمناً مقابل موافقة حماس على شغل فياض رئاسة الحكومة»، لافتاً إلى أن فياض هو أحد مرشحي حركة «فتح». ونفى العالول ما تردد من أن الرئيس الفلسطيني سيطرح صفقة على «حماس» خلال جلسة الحوار المقبلة تتناول القبول بفياض رئيساً للحكومة مقابل عدم المساس بوضع «حماس» في غزة بحيث لا تمس أجهزتها الأمنية». وقال: «ليس هناك صفقة من هذا القبيل» مؤكداً أن جلسة الحوار المقبلة يوم الثلثاء بين الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل «ستحسم ملف الحكومة من دون الحاجة للعودة إلى المرجعيات طالما لم يتم التوصل إلى توافق في ملف الحكومة»، مؤكداً أن الطرفين «سيتوصلان إلى اتفاق حول الحكومة؛ لأنها بمثابة الخطوة الأولى والمدخل لتجسيد المصالحة في شكل حقيقي وواقعي، بل هي عنوان المصالحة». وأشار العالول إلى قرب الانتهاء من ملف المعتقلين لافتاً إلى أن هناك حالات لمعتقلين لا يمكن إطلاق سراحهم لأنهم مطلوبون وملاحقون من قبل الإسرائيليين. وقال: «إذا تحملت حركة حماس مسؤولية إطلاق سراح هؤلاء، فلا مانع لدينا من الإفراج عنهم»، لافتاً إلى أن الاحتفاظ بهم في السجن من أجل حمايتهم فقط. إلى ذلك، نقلت «فرانس برس» عن هنية خلال تفقده لجان امتحانات الثانوية العامة في غزة للصحافيين أمس «إن ما يميز الامتحانات هذا العام أنها تجرى في ظل المصالحة وحدوث اختراقات لتطبيقها ولتشكيل حكومة توافق وطني وتفعيل منظمة التحرير وإنهاء الاعتقال السياسي وغيرها من الملفات وكل المسارات في شكل متوازٍ». وأضاف هنية، وهو قيادي في حركة «حماس»، أن «هذا يدلل على أننا أمام مرحلة جديدة ونأمل بأن تصل سفينة المصالحة إلى بر الأمان ونبدأ بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه»، موضحاً انه «سيكون هناك جلسات حوار جديدة لتضع اللمسات اللازمة لإتمام الاتفاق على الحكومة التي لا بد أن تعكس الواقع الفلسطيني». ولم يوضح هنية ماهية هذه الاختراقات. وأوضح عريقات عقب لقائه العربي أن السلطة «لا تسعى إلى إعلان دولة فلسطينية من جانب واحد، كما يقال ولا نسعى لاعتراف دول العالم في الأممالمتحدة بنا»، مشيراً إلى أن اعترافات دول العالم بدولة فلسطين يتم بقرار سيادي من هذه الدول. وأكد عريقات أن الجهود العربية وأيضاً الفلسطينية تنصب في المرحلة المقبلة على التقدم بطلب للحصول على عضوية الأممالمتحدة لدولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية على حدود 1967، مشيراً إلى أن العربي أيد هذا التوجه وأكد دعم مصر هذا المسعى وأنها تلقي كل ثقلها من أجله. وتابع أن «السعي العربي إلى الأممالمتحدة لا يهدف إلى عزل إسرائيل كما يقال، فعلى العكس تماماً الذي يسعى إلى مبدأ الدولتين على حدود 1967 عليه أن يدعم عضوية فلسطين في الأممالمتحدة على حدود 1967، والذي يسعى للسلام يجب ألا يعارض عضوية فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية». وحول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة أبلغت الفلسطينيين بموقف محدد حال التوجه إلى الأممالمتحدة، قال عريقات: «أبلغتنا الولاياتالمتحدة بأنها تعارض هذا التوجه»، مشيراً إلى أن لا مبرر لهذا الموقف الأميركي خصوصاً أننا نذهب إلى الأممالمتحدة لتثبيت عضوية دولة فلسطين على حدود 1967، كما أن الرئيس باراك أوباما قال في خطاب له إن السلام يقوم على حل الدولتين على حدود 1967. ورداً على سؤال عما صرح به القيادي في «فتح» محمد دحلان بوجود صفقة بالاستقالة من الحركة مقابل إغلاق التحقيقات معه، قال الأحمد: «من الخطأ تناول مثل هذه المواضيع أمام وسائل الإعلام لأنها مسائل تنظيمية داخل الحركة»، معرباً عن أسفه لتناول دحلان مثل هذه الأمور أمام الإعلام. وأضاف أن «ما صرح به دحلان غير دقيق». وحول ما إذا كان وفد «فتح ناقش مع العربي موضوع اللجنة العربية التي تشرف على تنفيذ اتفاق المصالحة»، قال الأحمد: «تمت مناقشة هذا الموضوع خصوصاً أن مصر تترأس هذه اللجنة، وبعد أيام أو أسابيع قليلة سيكون نبيل العربي أميناً عاماً للجامعة العربية». من ناحية أخرى، نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية المصرية السفيرة منحة باخوم ما تناقلته بعض وسائل الإعلام في شأن لقاء جمع العربي مع نائب وزير خارجية إسرائيل داني أيالون. وقالت إن هذا اللقاء المزعوم لم يحدث.