يجري الرئيس محمود عباس محادثات غداً في القاهرة مع الرئيس حسني مبارك تتعلق بآخر تطورات القضية الفلسطينية، في وقت حذر عباس من «انتفاضة جديدة» إذا فشلت المفاوضات مع إسرائيل، مستبعداً الإعلان عن دولة فلسطينية من طرف واحد حالياً. وأعلن سفير فلسطين في مصر، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية بركات الفرا أن عباس سيصل والوفد المرافق له إلى القاهرة اليوم في زيارة رسمية تستمر يومين، ويلتقي غداً الرئيس مبارك وعدداً آخر من المسؤولين المصريين. وأوضح أن عباس سيضع الرئيس المصري خلال هذه الزيارة في صورة التحركات الفلسطينية والعربية في الأممالمتحدة لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي. وقال: «الرئيس الفلسطيني سيقدم خلال هذه الزيارة التهاني لنظيره المصري بنجاح القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في دورتها الثانية في شرم الشيخ، كما يبحث الزعيمان في آخر التطورات في ملف عملية السلام، والمصالحة الوطنية التي ترعاها مصر». وأضاف أن «زيارة الرئيس عباس للقاهرة تأتي في سياق التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين في مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك ومن ضمنها عملية السلام في ظل تعثر المفاوضات». وكان الرئيس الفلسطيني حذر (أ ف ب) في مقابلة مع قناة «الجزيرة» من «انتفاضة جديدة» إذا فشلت المفاوضات مع إسرائيل واستبعد الإعلان عن دولة فلسطينية من طرف واحد حالياً. وقال إن «فشل المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني وإسرائيل قد يسفر عن حدوث انتفاضة شعبية أو ثورة فلسطينية». وبعدما اتهم إسرائيل «بزرع العقبات أمام عملية السلام»، قال الرئيس الفلسطيني: «إذا فشلت محاولة السلام في الشرق الأوسط ستكون العواقب وخيمة على المنطقة بكاملها». واستبعد «الإعلان عن الدولة الفلسطينية من طرف واحد في الوقت الراهن»، موضحاً انه «في حال فشل المفاوضات سيتم اتخاذ قرارات أخرى (...) سيتم الإعلان عنها في حينها». ورأى أن «عملية الاستيطان غير شرعية منذ عام 1967»، مؤكداً أن «السلطة الفلسطينية ستواصل النضال السياسي حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية». وتحدث عن تفاهمات بين إسرائيل والفلسطينيين في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وصلت الى أن يعترف الطرف الإسرائيلي بأن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية التي ستقام على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967. لكنه أوضح أن الحكومة الإسرائيلية «تنصلت من هذا الاتفاق». وأكد عباس أن الولاياتالمتحدة لم تبذل الجهد الكافي لوضع الأمور في نصابها، مشيراً «الى أن الولاياتالمتحدة هي التي أكدت أن حدود 1967 هي حدود الدولة الفلسطينية، الى جانب قضية الأمن». وشدد عباس على انه «في حال اعتراف الولاياتالمتحدة بأن حدود الدولة الفلسطينية هي حدود 1967 ستعود السلطة الفلسطينية الى المفاوضات». وكشف عباس أن العام الحالي هو أخطر الأعوام في تاريخ الدولة الفلسطينية، مشيراً الى أن «الاستحقاقات تتناول ما أكده الرئيس باراك أوباما بأن أيلول (سبتمبر) المقبل سيشهد ميلاد دولة فلسطينية». وأوضح أن «السلطة ألزمت نفسها إقامة دولة فلسطينية خلال العام، وأن الإعلان عن إقامة دولة فلسطينية يحتاج الى جهود من الولاياتالمتحدة». من جهة أخرى، ذكر عباس أن «السلطة تسعى لإنجاح المصالحة الفلسطينية من خلال توقيع حماس على الورقة المصرية، على أن تكون الخطوة الأخرى تشكيل حكومة وحدة وطنية لإعمار غزة وإجراء انتخابات وإعادة هيكلة السلطة الفلسطينية».