نشرت جريدة عكاظ في عددها اليوم قصة المواطنه فاطمة بنت سعيد الشهراني (60 عاما) ، بين رمال الحياة المتحركة، إلى أن انتهت امرأة مقطوعة من شجرة وبلا هوية رسمية، إذ لا تحمل أية وثيقة إثبات منذ مولدها، رغم زواجها سابقا من ثلاثة رجال، لم يبادر أي منهم لضمها إلى حفيظة نفوسه. غادر أزواج فاطمة الشهراني المولودة في وادي أثب -شرقي مركز وادي بن هشبل التابع لمحافظة خميس مشيط- الحياة وتركوها وحيدة في هذه الدنيا، إلا من ابن وحيد يبلغ الآن من العمر 30 عاما، لكنه معتل نفسيا، وحرمه هذا الاعتلال من نيل أية فرصة عمل تدر عليه وعلى والدته دخلا يعينهم على حمل أعباء الحياة. اضطرت فاطمة للعمل منذ ما يزيد على أربعة أعوام راعية أغنام لدى جيرانها في قريتها بمبلغ 400 ريال فقط لا غير، على أمل أن يساعدها هذا المبلغ على توفير لقمة عيش لها ولابنها الذي زاد مرضه النفسي من أعباء الحياة اليومية الملقاة على كاهلها. تحدثت فاطمة إلى «عكاظ» التي زارتها في قريتها عن معاناتها، وقالت: «والدي -رحمه الله- بدوي توفي ونحن في البداوة، ولم يضفني إلى سجل الأحوال المدنية، وتزوجت بزوجي الأول الذي قضى نحبه في حادث مروري، ولم يضفني إلى حفيظة نفوسه من باب أن الأمر ليس مهما، وبعده تزوجت زوجين آخرين على التوالي، أولهما طلقت منه ولم يضفني بعد إلى كرت العائلة، والثاني توفي وأنا على ذمته وهو أيضا لم يفكر حتى في إضافتي، بحكم أن الأمر غير مهم أيضا». وتضيف فاطمة: «مرت الأيام وضاقت بي الحال إلى أبعد ما يمكن، وعندما فكرت في مراجعة الضمان الاجتماعي للحصول على المساعدة منه، طلب مني إثبات أني سعودية ومعرفة هويتي، فأخبرتهم أنني لا أملك أي إثبات على هذا، لجهلي بما يتحدثون عنه، وأحالوني إلى الأحوال المدنية في محافظة خميس مشيط، ورفعت أوراق إصدار هوية لي إلى وزارة الداخلية». وتشير إلى أن شيئا في حياتها لم يتغير منذ تلك اللحظة منذ ذلك الحين «أرعى الغنم لجيراني براتب شهري قدره 400 ريال وأصرف منها على نفسي وابني المريض، وأعيش وحيدة في منزل زوجي المتوفى، وراجعت أكثر من مرة الجمعيات الخيرية طلبا للمساعدة، ولكن لعدم وجود ما يثبت هويتي لم أجد تجاوبا، لذا أعيش أنا وابني على ما يصلنا من أهل الخير». لكن معاناة فاطمة لم تقف عند هذا الحد، إذ تقدمت إلى مخفر شرطة خيبر الجنوب ببلاغ رسمي عن فقدان ابنها المريض، بعد أن اختفى فجأة، ولا تعلم أمه إلى أية وجهة ذهب، وتخشى أن يكون أصابه مكروها، ولا يزال حتى لحظة إعداد هذا الخبر مجهول المصير.