كشفت الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة عن خطة لإجراء مسح شامل يهدف إلى توفير احتياجات جميع الساكنات الأربطة في جدة. وأوضح مدير عام الشؤون الاجتماعية عبدالله ال طاوي أن إدارته ستعمل على إكمال جميع احتياجات النزيلات بالأربطة مشيرًا إلى تخصيص فريق عمل متكامل يعمل على إعادة تأهيل جميع الأربطة والارتقاء بالخدمات المقدمة لمن يسكنون بها. تقول الأرملة عيشة أم إبراهيم والتي يتجاوز عمرها ال60 عامًا: إنها تقيم في رباط الديب في باب مكةبجدة بعد أن توفي زوجها واثنان من أبنائها في حادث سير مروع ولم يتبقى لها إلا ابن وحيد يعاني من مرض نفسي جعله مشيرة إلى أنه رغم مواقف أهل الخير إلا أنهن في الرباط لازلن في حاجة إلى توفير بعض المتطلبات المعيشية والأدوات الكهربائية. وأضافت لازلت بحاجة لغسالة ملابس بعد أن تضررت يدي من الغسيل مشيرة أن أكثر المعونات صلهن في رمضان وبعدها كل نزيلة مسؤولة عن توفير احتياجاتها بنفسها. أما عيشة سمكري أرملة في السبعين من عمرها نزيلة أخرى بإحدى غرف الرباط قالت: إنها فقدت اثنين من أبنائها ولم يبق لها غير ابنة تعيش معها في نفس الرباط، وقالت كنت أعيش بالماضي حياة ميسورة وكانت أموري كلها بمثابة الأوامر بالنسبة لأولادي ولكني الآن أذوق الأمرين بعد أن تركوني وأختهم في هذه الحياة وحيدتان بلا مأوى وسند. وأضافت أحتاج لأمور عدة هنا منها المكيف والثلاجة وبقية الأجهزة الكهربائية وتغيير السرير الذى أنام عليه لاسيما وانها مريضة بالمرض الخبيث في الرئتين. أما فاطمة مغربي بلغت السبعين دون زواج تقول: فقدت امي منذ الصغر ولكن عوضني الله بابنة خالي التي تركتها والدتها وربيتها إلى أن كبرت وتزوجت وكنت أعمل خادمة في أحد المنازل العريقة في جدة لأوفر لها متطلبات الحياة من أكل وشرب وتعليم والآن بعد أن أصبح لديها العديد من الأبناء وزوجها صممت أن اتركها واسكن الرباط حتى لا أضيقهما وأكلف عليهم. وتقول العجوز زينب الحبشي والتي تجاوزت المائة وتعاني لسوء وضع الحجرة التي تعيش بها: إنها فقدت أبنائها وزوجها دفعة واحدة من أكثر من 60 سنة ولم ترغب بالزواج بعدها بسبب تعرضها لصدمة نفسية ولم يتبقى من يعيلها الا ابن أخيها والذي يعاني من الغرغرينا في رجله. وأضافت: رغم مرضه فهو يأتي لها كل يوم لرعايتها والسؤال عن حالها وأشارت السيدة العجوز لاحتياجها لمكيف بعد أن احترق مكيفها مؤخرا بسبب تماس كهربائي أما الخالة فاطمة حسين والتي تجاوزت ال 80 من عمرها فتقول: إن لديها ابنة واحدة متزوجة تعيش في مكة وأضافت: لم أرغب في أن أكون حملا على ابنتي ففضلت الرحيل عنها والجلوس في رباط يأويني إلى أن يأتي أجلي مضيفة أنها مريضة بالسكر والضغط وأحتاج للعديد من الأدوية التي لا أستطيع توفيرها. وذكرت نزيلة 60 عاما رفضت ذكر اسمها: أن الكبيرات بالسن في الرباط يتضجرن من إقامة من هن في سن الأربعين لاحتياجهن إلى الهدوء والراحة فيما الصغيرات يعمدن إلى الجرى والصراخ واللعب مشيرة إلى المطالبة بالفصل بين الصغيرات والكبيرات في السن. ------------------------ عمدة جدة القديمة: إعادة ترميم الرباط وتوفير احتياج الساكنات أرجع عبدالصمد محمود عبدالصمد عمدة جدة القديمة وعضو جمعية الاحسان لرعاية الانسان السبب الرئيسي للمشاكل بين النزيلات إلى فارق السن موضحًا أن الجمعية تستعين باخصائيات اجتمعايات للوقوف على هموم الساكنات. وأضاف أن المشاكل تحدث في كل منزل طبيعي فما بال الوضع في هذا المكان الذي يأوي 19 نزيلة كل منهن تحمل مشاكل وهموم كبيرة ولفت: أن الأربطة كانت تحت مظلة وزارة الأوقاف والشوؤن الاسلامية والآن أصبحت تحت مظلة جمعية البر، وأضاف أن جمعية الاحسان تقوم على توفير جميع احيتاجات النساء المادية والنفسية. كما يتم الاستعانة بفرق البلدية من وقت لآخر لحمايته من الحشرات. وأشار إلى قرب البدء في إعادة تأهيل المبنى مشيرًا إلى أنه خلال هذه الفترة سيتم استئجار مبنى مؤقت لحين الانتهاء من ترميم الرباط.