ليس المهم أن ينتقد الإعلاميون زميلهم عبد العزيز قاسم ، لكن المهم أن يستفيد هو نفسه مما كتبوه .. ويكون هذا النقد مؤشراً أحمراً للجميع ، فينبهنا إذا تجاوزنا ما تفرضه المهنة من مصداقية . وضع زميلنا عبد العزيز قاسم نفسه بسرعة تحت الملاحظة فأصبح كما يبدو أول إعلامي يعرضه زملاءه لنقد مهني .السبب في ذلك هو رغبته في الوصول إلى ما يريد بطريقة غير واضحة حيث ينطبق عليه وصف زميلنا صالح الطريقي له في عكاظ ( 9 / 2 / 1431ه ) بأنه براجماتي . فقد سجل عليه الوسط الإعلامي تناقضه بين قبوله رئاسة مجلة رؤى وبين التابو الذي يعيشه إذ يبين هذا التناقض تعارضاً حاداً مع ملحق الرساله الذي أشرف عليه لعدة سنوات . إضافة لهذا التأرجح من السهل عليك أن تراه محايداً ، لكن في المواقف التي تتطلب الحياد والعدل بين جميع الأطراف ، سرعان ما تكتشف أن اسلوبه يخفي إنحيازاً للطرف الذي يمثله. زميلنا محسوب على توجه ديني يقال عنه أنه مؤدلج وديدنه الإقصاء ، وليس في ذلك خطأ إذ لابد أن نحترم إختيارات الناس فيما يريدون من منطلق قبول التعددية وتشجيع تمثيل الألوان في مجتمعنا . وبالتالي لا يؤاخذ عبد العزيز إذا انحاز في كتاباته إلى التيار المتشدد الذي يمثله . لكن يؤخذ عليه ( طريقة الإنحياز) في البرامج التي تتطلب منه جمع أطراف متعددة للتحاور ووتطلب منه تساوي الفرص والعدل في إختيار عدد المتداخلين لكل طرف . وفي هذا القالب ، تراه يتخلى عن الحيادية ويهمل المهنية الإعلامية لصالح الضيوف الممثلين لتياره. في برنامجه التلفزيوني دليل الذي خصصه لمحاكمة الزميل يحي الأمير ، أظهر بوضوح أنه يستخدم مبدأ فتح أبواب الحوار ليدخل من خلالها من يشاء من ضيوف الإدعاء .. بينما حَرّم على يحي الأمير دخول ضيوف – ولو واحد – يمثلونه. علاوة على ذلك كان يحاول حثيثاً وبأسلوب ناعم وضعه تحت طائلة الإتهام ومحاولاً دفعه إعلان ( التوبة ) رغم توضيحه عدة مرات أنه لو علم أن الحديث صحيح فإنه يسلم بما جاء به . لم يكتف الإعلامي عبد العزيز قاسم بذلك بل ألحقه بمقال في الوطن ( 13 / 4 / 1431) إستدل في خاتمته بآراء علماء ( وليس بآيات وأحاديث ) تشير إلى عقاب عظيم يتماشي مع سياق حلقة برنامج المحاكمة . لا أريد أن أشير إلى صور أخرى ومتعددة لهذا التمويه .. ولا أريد أن أضعه في خانة الذرائعية سواء كانت بهدف الإحتساب أو الجماهيرية ، ولكن يكفي أن أشير إلى مجموعته البريدية ففيها لون واحد طاغ حتى لو تعمد حشره بين بقية الألوان . فالأفكار التي تروجها هذه المجموعة تساهم في الإحتراب والتنافر ولا تساعد على الحوار والإنسجام . وبكل تأكيد لا ينسى الإعلامي عبد العزيز قاسم أن يتخطى المهنية الإعلامية في مجموعته فيروج لبرنامجه التلفزيونى ويظهره بالأحسن على برنامج زميله تركي الدخيل