برغم النجاح اللافت (للبيان التالي) في برنامج الزميل العزيز عبدالعزيز قاسم، إلا أن زميلنا العزيز لم ينتبه بعد إلى كثير من نصائح المحبين في الوقوف على الحياد وعلى مسافة متساوية بين ضيوفه، أو أنه يعرف هذا الضابط الإعلامي تماماً في شرط الاستضافة الأول ثم يتجاوزه عمداً، لأن البرنامج والقناة رسالة المدرسة. شرط المحاور الإعلامي الأول ألا يتحول بين ضيوفه إلى صاحب رأي، وبالمثال، لم يكتف الزميل العزيز بطابور – المتهمين – من المتصلين على زميلنا الآخر يحيى الأمير في حلقة الأسبوع الماضي، بل عاد المستضيف نفسه ليقف مع الطابور في مقاله الأسبوعي بهذه الصحيفة وهو يدلي برأيه في القضية الدائرة بين الأمير وخصومه. ولعل الزميل عبدالعزيز قاسم يدرك تماماً أن القصة برمتها لم تكن بأكثر من سحب قضية من الأرشيف القديم لجملة قيلت قبل أكثر من خمس سنوات، وكل الهدف من الافتعال المتأخر لم يكن بأكثر من تخفيف الضغوط والأضواء في حدثنا الثقافي الأخير حول بعض الفتاوى التي غالت واستغلت وأشعلت الغليان في المشهد الثقافي، ولهذا كان لابد من – قصة – لتشتيت الانتباه وإعادة توجيه حزمة الضوء إلى مكان قصي يرفع الضغط الثقافي والإعلامي الذي تعرضت له هذه الفتاوى والقائلون بها، وهو ما كان بالضبط، ابتداء بالبيان التالي، ثم من بعده ما كتب حول الحلقة القضية. ومثلما يبرهن الزميل عبدالعزيز قاسم عن موهبة إعلامية قديمة ومتجددة، مثلما يبرهن أيضاً أن الحراك الإعلامي لم يكن يوماً ولن يكون موضوعياً أو حيادياً مع القضايا أو مع اختلاف وتباينات المدارس: الفارق هنا أن الزميل العزيز عبدالعزيز قاسم لم يلجأ حتى على الأقل إلى تغليف – الانحياز – بدبلوماسية تسعفه عليها خبرته الطويلة في المشهد الإعلامي، سيما، وهو يبدو في برنامجه ضيفاً على القضية المطروحة أكثر من الضيوف، وصاحب رأي لا يتوانى في تغليبه خلال حواره من خلال الأسئلة ومن خلال توزيع الأدوار أو من خلال الانتقائية المفرطة في أسماء ومرجعيات المتصلين حول القضية المطروحة. انتبهوا إليه ظهر اليوم في قضية ساخنة جديدة وبحساب الوقت والحروف حاسبوني على ما قلت.