قال الكاتب البريطاني جدعون راتمان في صحيفة "الفاينانشيال تايمز": إن على الولاياتالمتحدة أن تمنح جوليان أسانج وساماً، لأن التسريبات أسدت خدمة للأمريكيين، وذلك لأنها كشفت أنه ليس هناك فجوة كبيرة بين ما تعلنه الولاياتالمتحدة من سياستها الخارجية وبين ما تخفيه. وقال راتمان في مقاله: مع أن الكثيرين من المواطنين الأمريكيين يرغبون في رؤية جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، المسؤول عن تسريب الوثائق السرية الأمريكية، نزيل أحد السجون، إلا أنه يستحق بدلاً من ذلك وساماً، فالتسريبات أسدت خدمة للأمريكيين، وذلك بأنها كشفت أن ما كان اليسار في بعض البلدان (واليمين في بعضها الآخر) يعتقده من أن هناك فجوة كبيرة بين ما تعلنه الولاياتالمتحدة من سياستها الخارجية وبين ما تخفيه، عار تماماً عن الصحة، وقد كشفت الوثائق المسربة أن الموقف الأمريكي المعلن في الكثير من القضايا الدولية، هو ذاته الموقف الذي يتداوله المسؤولون والدبلوماسيون الأمريكيون في جلساتهم الخاصة, حسب كاتب المقال. ويورد الكاتب بعض الأمثلة، منها موقف الولاياتالمتحدة من الصين، حيث تعبر الولاياتالمتحدة في العلن عن رغبتها في بناء علاقة قوية مع الصين ولكنها تتخوف من التأثير السلبي لبعض السياسات الاقتصادية الصينية على العمال الأمريكيين، ولذلك تتخوف من إنشاء علاقة قوية، وهذا هو ما يتداوله المسؤولون الأمريكيون في السر. وبالنسبة إلى إيران تبدو الولاياتالمتحدة قلقة من البرنامج النووي الإيراني، وهذا هو موقفها في السر والعلن على حدد سواء، كما يرى كاتب المقال "إذن سيصاب معتنقو نظرية المؤامرة بخيبة أمل"، حسب رأي الكاتب. بريطانيا تفرج عن مؤسس ويكيليكس بكفالة
سبق – متابعة: أفرج قاض بريطاني بكفالة في محكمة بلندن عن جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، بعد مثوله أمام محكمة وستمنستر لتقديم ثاني طلب للإفراج عنه بكفالة. وكانت جنيفر روبنسون، محامية أسانج، قد أعلنت قبل ذلك أن عشر شخصيات بارزة من بين عشرات الأشخاص الذين عرضوا تقديم ضمانات للإفراج عن موكلها بكفالة من الاحتجاز، وهذه هي المحاولة الثانية لطلب الإفراج بكفالة منذ اعتقاله على خلفية صدور مذكرة اعتقال من الشرطة الدولية (الإنتربول) للتحقيق معه حول مزاعم بجرائم جنسية واغتصاب. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن جمايما خان، الزوجة السابقة لنجم الكريكيت الباكستاني السابق عمران خان، كانت من بين تلك الشخصيات التي تقدمت بعروض ضمانات للإفراج عن أسانج، كما أبدى عدد من القادة من بينهم الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين دعمهم لأسانج. وكانت تقارير قد تحدثت عن احتمال إطلاق سراح أسانج بكفالة اليوم، وبأن الشرطة البريطانية لا تمانع في الإفراج عنه. وكان أسانج قد وصل في وقت سابق من اليوم إلى مقر محكمة "ويستمنستر ماجيستريت" وسط العاصمة البريطانية لندن في عربة شرطة وسط إجراءات أمنية مشددة ومتابعة كثيفة من قِبل وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وكان أسانج، البالغ من العمر "39 عاما"، قد أنكر شبهة الاعتداء الجنسي على امرأتين في السويد. وكانت المحكمة البريطانية المذكورة قد رفضت الأسبوع الماضي طلب الإفراج عن أسانج بكفالة، وذلك على الرغم من مطالبة أنصاره بإطلاق سراحه. يُذكر أن أسانج وُضع في زنزانة انفرادية في سجن واندوورث في لندن عقب اعتقاله، وقالت محامية أسانج إن مسؤولي سجن واندسوورث اتخذوا هذا القرار "حرصاً على سلامته". وأضافت أنه أبلغها بعدم وجود علاقة له بالهجمات التي شُنّت على مواقع شركات مالية عدة قررت مقاطعة ويكيليكس، وأن هذه الهجمات هي محاولة متعمدة لربط شركته بقراصنة الإنترنت. من جانبه رأى ألان فريدمان، مدير الأبحاث في معهد بروكينغز في الولاياتالمتحدة، أن "المجهولين" المسؤولين عن الهجمات المعلوماتية نجحوا في "إثارة البلبلة، لكنهم لا يزالون بعيدين عن تحقيق أي شيء دائم الأثر".