يتأمل كاتب صحفي تقرير الأممالمتحدة الأول عن أسعد الشعوب، والذي احتل فيه السعوديون المركز الثاني عربياً و26 عالمياً، مؤكداً ضرورة أن يشعر الفرد في حياته بأن دولته غنية، وذلك من خلال سياسات تحول الاقتصاد القوي إلى تنمية تُعنى بسعادة الفرد، فيما يحذر كاتبٌ آخر، الآباء من استخدام "عشر كلمات" في تعاملهم مع أبنائهم، مؤكداً أن هذه الكلمات تدمّر نفسية الأبناء. كاتب سعودي: على الدول الغنية أن تطبق سياسات تسعد شعوبها يتأمل الكاتب الصحفي د. عبد الرحمن الحبيب في صحيفة "الجزيرة" في ارتباط مفهوم السعادة بالحالة الاقتصادية، من خلال تقرير الأممالمتحدة الأول عن أسعد الشعوب، والذي احتل فيه السعوديون المركز الثاني عربياً و 26 عالمياً، مؤكداً ضرورة أن يشعر الفرد في حياته بأن دولته غنية، وذلك من خلال سياسات تحول الاقتصاد القوي إلى تنمية تعنى بسعادة الفرد، حسب المفهوم الأمريكي. وبداية يناقش الكاتب العلاقة بين دخل الدولة وسعادة أفراد شعبها "أهم أهداف التقرير كان توضيح مكوّنات السعادة على أساس منظومة معايير أكثر شمولية من الدراسات السابقة كافة من أجل أن يستفيد منها أصحاب القرار في دول العالم. ويجادل التقرير بأنّ التقارير السابقة اقتنعت بربط سعادة الفرد بالدخل وسعادة البلد بإجمالي الإنتاج الوطني، لكن هذه الرابطة تعرّضت للشك خلال السنوات الأخيرة عبر الاقتصاديين الذين يرون أنّ سعادة البلد تكمن بما هو أبعد من الاقتصاد الوطني.. ومن هنا، يؤكد التقرير أنّ العلاقة بين السعادة والثروة ليست متلازمة، بل إنّ الثروة أدت إلى مشكلات مثل الاضطرابات النفسية واضطرابات الأكل الشره، فقدان الشهية، ومشكلات السمنة والسكري، والإدمان على التسوق أو التلفزيون أو القمار أو التبغ.. كذلك الاضطراب الاجتماعي من خلال فقدان المجتمع المحلي، وتراجع الثقة الاجتماعية، وارتفاع مستويات القلق المرتبطة بتقلبات اقتصاد العولمة.. ففي حين أنّ مستويات المعيشة الأساسية هي ضرورية للسعادة، فإنه بعد الحصول على هذه الأساسيات تتفاوت السعادة مع جودة العلاقات الإنسانية أكثر مما هو مع مستوى الدخل"، ثم يشير الكاتب إلى أن السياسات التي تتخذها الحكومات هي التي تجعل الفرد في دولة غنية يشعر بهذا الغني أو لا يشعر، ويوضح ذلك قائلاً "على الأهداف السياسية لكل بلد أن تتضمّن: ارتفاع فرص العمل وجودة ظروفه، بناء وسط اجتماعي قوي مع مستوى عال من الاحترام والثقة، والذي يمكن للحكومة أن تقوم به عبر سياسة المشاركة وتحسين الصحة البدنية والنفسية، ودعم الحياة الأسرية، والتعليم الجيد للجميع". ويخلص الكاتب إلى أن التقرير الأخير عن السعادة يعزّز "مفهوماً أمريكياً جديداً في الاقتصاد، مطالباً الحكومات الغنية بتصحيح المفهوم من كونه اقتصاداً بحتاً إلى تنمية تُعنى بسعادة الفرد". "المطوع" يحذِّر من "10 كلمات" تدمّر نفسية الأبناء يحذِّر الكاتب الصحفي د. جاسم المطوع في صحيفة "اليوم" الآباء من استخدام "عشر كلمات" في تعاملهم مع أبنائهم، مؤكدا أن هذه الكلمات تدمّر نفسية الأبناء، ففي مقاله "10 كلمات تدمّر نفسية الأبناء" يقول الكاتب "كثيراً ما يتلفظ الآباء والأمهات بكلماتٍ لا يحسبون لها حساباً ولكنها تدمّر الأهداف التربوية التي ينشدونها، فالكلمة هي أساس التربية.. ومن خلال تجاربي في حل المشكلات التربوية اكتشفت أن أكثر ما يسهم في انحراف الأبناء سوء استخدام الألفاظ والكلام. ومن يومين جلست مع شاب هارب من بيته لأستمع لمشكلته التربوية مع والديه، وكان ملخصها في الكلام السيئ الذي يسمعه منهما، وفتاة اشتكت لي الحال من انحرافها وهي غير راضية عن نفسها، ولكنها أرادت أن تنتقم من سوء كلام والديها لها". ويمضي الكاتب قائلاً "جمعت بهذا المقال الأمراض التربوية في اللسان بعشر كلمات تدمّر نفسية الأبناء وتشجعهم على الانحراف، وهي كالتالي: أولاً: الشتم بوصف الطفل بأوصاف الحيوانات مثل (حمار، كلب، ثور، تيس، يا حيوان، ...) ، أو تشتم اليوم الذي وُلِد فيه. ثانياً: الإهانة من خلال الانتقاص منه بأوصافٍ سلبية مثل أنت (شقي، كذاب، قبيح، سمين، أعرج، حرامي )، والإهانة مثل الجمرة تحرق القلب. ثالثاً: المقارنة وهذه تدمّر شخصية الطفل؛ لأن كل طفل لديه قدرات ومواهب مختلفة عن الآخر، والمقارنة تشعره بالنقص وتقتل عنده الثقة بالنفس وتجعله يكره مَن يقارن به. رابعاً: الحب المشروط كأن تشترط حبك له بفعل معين مثل (أنا ما أحبك لأنك فعلت كذا، أحبك لو أكلت كذا أو لو نجحت وذاكرت)، فالحب المشروط يشعر الطفل بأنه غير محبوب ومرغوب فيه، وإذا كبر يشعر بعدم الانتماء للأسرة؛ لأنه كان مكروهاً فيها عندما كان صغيراً، ولهذا الأطفال يحبون الجد والجدة كثيراً لأن حبهما غير مشروط. خامساً: معلومة خاطئة مثل (الرجل لا يبكي، اسكت بعدك صغير، هذا الولد جنني، أنا ما أقدر عليه، الله يعاقبك ويحرقك بالنار). سادساً: الإحباط مثل (أنت ما تفهم، اسكت يا شيطان، ما منك فايدة) سابعاً: التهديد الخاطئ (أكسر راسك، أشرب دمك، أذبحك). ثامناً: المنع غير المقنع مثل نكرر من قول لا، لا، لا، ودائماً نرفض طلباته من غير بيان للسبب. تاسعا: الدعاء عليه مثل (الله يأخذك، عساك تموت، ملعون). عاشراً: الفضيحة وذلك بكشف أسراره وخصوصياته. ويعطي الكاتب نماذج من الكتاب والسنة والعلم الحديث فيقول "لخص لنا رسولنا الكريم هذا المقال كله بأربع كلمات، وهي في قوله - صلى الله عليه وسلم - (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) فالأصل أن نتجنب هذه الرباعية السلبية، وأن نستبدلها برباعية إيجابية أخرى مع أبنائنا، فنركز على الحب والتشجيع والمدح والاحترام.. فالكلمة الطيبة أهم من العطية قال تعالى (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى) ونحن نعطي أولادنا كل شيء طعاماً وألعاباً وترفيهاً وتعليماً، ولكننا نحرقهم وندمّرهم بالكلام، وهذا خلاف المنهج القرآني. وقد اكتشف العلماء المعاصرون أن (الكلمة الطيبة والصدقة) لهما نفس الأثر على الدماغ". وينهي الكاتب ناصحاً "لنحرص على انتقاء الكلام في بيوتنا فللكلمة أثرٌ عظيمٌ، فالقرآن الكريم أصله كلمة، والإنسان يدخل في الإسلام ويخرج منه بكلمة، والأعزب ينتقل للحياة الزوجية ويخرج منها بكلمة، فلا نستهين بالكلمة، ولنحرص عليها وعلى الكلمة المؤثرة التي تسهم في بناء أطفالنا وتنميتهم".