أعلن رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، رئيس مجلس أمناء جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها الثامنة والمتضمنة 13 فائزاً يمثلون تسع دول. وقال الأمير "عبدالعزيز": "أهداف الجائزة تتمثل في تعزيز التواصل بين الثقافة العربية والإسلامية والثقافات الأخرى، وإثراء المكتبة العربية باحتياجاتها من مصادر المعرفة التي تدعم خطط وبرامج التنمية والتعريف بالنتاج الثقافي والإبداعي والعلمي العربي على المستوى العالمي".
وأضاف: "هذه الجائزة انطلقت ضمن مشروع مكتبات الملك عبدالعزيز العامة في الرياض والدار البيضاء بالمغرب، وبكين بجمهورية الصين الشعبية؛ بهدف التواصل المعرفي بين الأمم والثقافات، وإقامة جسور ثقافية بين مختلف الحضارات عبر ترجمة العلوم والآداب والمعارف المختلفة من اللغات الأجنبية إلى العربية، ومن العربية إلى لغات العالم الحية".
وأردف: "هذا المشروع الثقافي والعلمي الكبير قد نجح خلال سنوات قليلة في تنشيط حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية وتشجيع المترجمين والمؤسسات المختصة بالترجمة على إنجاز أفضل الأعمال في جميع مجالات المعرفة".
وتابع: "أمانة الجائزة تلقت ما يزيد على 118 عملاً مترجماً في فروع الجائزة الخمسة تمثل 24 دولة، وكتبت بعشر لغات تم إخضاعها جميعاً لشروط ومعايير الترشح لنيل الجائزة من حيث القيمة العلمية والمعرفية وجودة الترجمة من وإلى اللغة العربية، والتزامها بحقوق الملكية الفكرية".
وفي هذا الموسم أسفرت نتائج التقييم والتحكيم عن منح الجائزة في مجال "جهود المؤسسات والهيئات "إلى مدرسة طليطلة للمترجمين (جامعة كاستيا لامنتشا) بمملكة إسبانيا، التي تأسست عام 1994م، في مدينة طليطلة بإسبانيا، وتتبع لجامعة كاستيا لامنتشا، بدأت نشاطها عام 1994م، وهي امتداد للمدرسة القديمة التي ازدهرت في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وكانت برعاية الملوك الإسبان، وتضم نخبة من الأساتذة الجامعيين والمترجمين من عدة جامعات عربية ودولية.
وترجمت المدرسة أكثر من 80 كتاباً من التراث الفكري العربي، من الروايات واليوميات إلى الإسبانية، وتركز المدرسة على تنفيذ دورات لإعداد المترجمين، وتدعم الأبحاث والدراسات العلمية عن الترجمة.
وكذلك تقدّم المدرسة برنامجاً للدراسات العليا باسم ماجستير في الترجمة من العربية إلى الإسبانية تخرّج فيه حتى الآن ما يزيد على (1500) طالب من إسبانيا نفسها ودول عربية أخرى.
وتنظم المدرسة برامج دراسية لتعليم اللغة العربية للمختصين في مجالات محددة منها المجال الطبي والأمني والاجتماعي.
وتم منح الجائزة في مجال "العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية" (مناصفةً) بين كلٍّ من: الدكتور فهد دخيل العصيمي من المملكة، عن ترجمته لكتاب الطب النفسي الجسدي (مقدمة في الطب النفسي التواصلي) من اللغة الإنجليزية لمؤلفيه جيمس ج. آموس وروبرت ج. روبينسون، ويتضمّن العمل مادة علمية قيمة وثرية، وشارك في إعدادها نخبة من الباحثين المتخصصين في حقول علمية متنوعة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا وكندا.
وترجمة العمل إلى اللغة العربية له أهمية كبيرة وفائدة علمية لطلاب العلوم الطبية، والفائز بالمناصفة في هذا المجال هو الدكتور السيد أحمد السيد أحمد من جمهورية مصر العربية، عن ترجمته لكتاب "التقنية الحيوية الصناعية.. نمو مستدام ونجاح اقتصادي" من اللغة الإنجليزية لمؤلفيه في مسوتارت وإيريك فاندام.
ويناقش العمل موضوعاً حديثاً عن التقنية الحيوية والتطبيقات الصناعية المنبثقة منها، وتتميز مادته العلمية بجودتها وتنوع مصادرها، حيث شارك في تأليف العمل الأصلي عددٌ من الباحثين المختصين في علوم الأحياء، والنانو، والكيمياء، والفيزياء، والرياضيات، والاقتصاد والتسويق، وغيرها من العلوم ذات الصلة.
ومنحت الجائزة في مجال "العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية" (مناصفة) بين كلٍّ من: الدكتور محمد إبراهيم السحيباني، والدكتور عبدالعزيز متعب الرشيد من المملكة، والدكتور لطفي عامر جديدية، والدكتور عماد الهادي المذيوب من تونس، عن ترجمتهم لكتاب "النظام المالي الإسلامي: المبادئ والممارسات" من اللغة الإنجليزية لمجموعة كبيرة من المؤلفين.
ويقدِّم الكتاب إضافة قيمة في مجال التمويل الإسلامي من حيث إثرائه للمكتبة العربية والأجنبية في أحد أهم المجالات التي تحظى باهتمام الأكاديميين ورجال الأعمال على حد سواء، حيث جمع بين أصالة الموضوع وأصوله الشرعية، وبين حداثة وتطورات الأنظمة والأدوات المالية.
وفازت الدكتورة هند بنت سليمان الخليفة من المملكة عن ترجمتها لكتاب "مقدمة في المعالجة الطبيعية للغة العربية" من اللغة الإنجليزية، لمؤلفه نزار حبش، ويستعرض الكتاب معالجة اللغة الطبيعية واللغويات الحاسوبية وعلاقتها باللغة العربية.
ويعد العمل مرجعاً شاملاً في مجال اللغويات الحاسوبية؛ لاشتماله على الظواهر اللغوية المتنوعة في اللغة العربية، وكيفية التعامل معها حاسوبياً.
أما في مجال "العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى"، فقد تم منح الجائزة (مناصفةً) بين كلٍّ من الدكتور روبرتو توتولي من إيطاليا، عن ترجمته لكتاب "الموطّأ" للإمام مالك بن أنس إلى اللغة الإيطالية"، وهو سجّل وافٍ جامع لأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومرجع أصيل على مر العصور، ولم يزل يعد من أمهات الكتب العالمية التي تزخر بها خزانة التراث الإنساني.
وفاز الدكتور محمد أبطوي من المملكة المغربية والدكتور سليم الحسني من بريطانيا عن ترجمتهما لكتاب "متن المظفّر الإسفزاري في علمي الأثقال والحيل" إلى اللغة الإنجليزية، لمؤلفيه محمد أبطوي وسليم الحسني.
ويسلط العمل الضوء لأول مرة على العلوم التطبيقية ومساهمة العرب في مجال الميكانيكا النظرية والتطبيقية.
ومنحت الجائزة في مجال "جهود الأفراد" (مناصفةً) بين كلٍّ من: البروفيسور ماثيو غيدير من جمهورية فرنسا، الحاصل على شهادة الدكتوراه في اللسانيات والترجمة من جامعة السوربون بباريس.
ويشغل "غيدير" منذ 2011م كرسي الترجمة والدراسات الشرقية بجامعة تولوز بفرنسا، ويدير مركز الأبحاث الاستراتيجية في الترجمة بباريس، وفي الفترة من 2007 إلى 2011م شغل كرسي الترجمة التحريرية والترجمة الفورية بجامعة جنيف بسويسرا، والعديد من المناصب الأخرى.
وقد أسهم المرشح من خلال أعماله المترجمة في إثراء المكتبة الفرنكفونية بمؤلفات وترجمات عن اللغة العربية، كما أن له إسهاماً واضحاً في رفع مستوى الترجمة، حيث نشر أكثر من 30 كتاباً ومائة بحث عن اللغة والثقافة العربية والإسلامية، بعضها تُرجم إلى عدة لغات عالمية.
والفائز بالمناصفة هو الدكتور صالح علماني من سوريا، متخصص في ترجمة الأدب الإسباني إلى اللغة العربية، ويعمل مترجماً حراً من الإسبانية إلى العربية منذ عام 1975م، تنوعت مساهمات وأنشطة الدكتور "علماني" العلمية بين التأليف والترجمة، وله مشاركات في عدد من المؤتمرات والندوات العلمية العالمية.
كما أشرف بصورة دورية على ورش عمل للترجمة الأدبية في معهد ثربانتس بدمشق خلال الفترة من 2000 وحتى 2012 م.
وقام الدكتور "علماني" بنقل أعمال أدبية للمرة الأولى من آداب أمريكا اللاتينية والأدب الأسباني إلى اللغة العربية، من مثل ترجمة أعمال الروائي غابريل غارسيا ماركيز، والروائية إيزابيل الليندي، وترجم الدكتور "علماني" أكثر من 38 عملاً، جميعها تحمل فكراً ورسالة وتسهم في فهم الآخر، وتخدم رسالة الترجمة في تحقيق التقارب الثقافي ونقل المعرفة.
وأعرب رئيس مجلس أمناء جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في ختام تصريحه عن سعادته بالنجاح الذي تحقق للجائزة منذ انطلاق دورتها الأولى كإحدى آليات مبادرته للحوار الحضاري والتواصل المعرفي والإنساني بين الثقافات، وصولاً إلى الدورة الثامنة، وما حظيت به من اهتمام المؤسسات العالمية المعنية بالترجمة واستقطابها لخيرة المترجمين من جميع دول العالم.
وأثنى الأمير عبدالعزيز بن عبدالله على جهود مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الإشراف على الجائزة في جميع مراحل الترشيح لها، وكذلك أعمال لجان التحكيم حتى إعلان الفائزين بها، معبراً عن تقديره لجهود أمانة الجائزة وأعضاء لجان التحكيم التي كان لها أطيب الأثر في تميز ومستوى الأعمال المرشحة للجائزة والفائزة بها لهذا العام.
وهنأ الفائزين بالجائزة في دورتها الثامنة، متمنياً لهم التوفيق والنجاح في تقديم المزيد من أعمال الترجمة التي تدعم جهود التبادل الثقافي والتواصل العلمي والإبداعي، بما يحقق قدراً مهماً وفعالاً في إقامة جسور معرفية بين مختلف الحضارات الإنسانية.