تناقل نشطاء في موقع التدوين العالمي "تويتر" مقطع فيديو يظهر مجموعة من الشبان يتحرشون بفتاتين في كورنيش جدة. وأظهر الفيديو، الذي لا يُعرف متى تم تصويره بالتحديد، تجمعاً شبابياً على فتاتين كانتا تسيران في مكان عام، حيث حاول عدد من الشبان التحرش بالفتاتين اللتين حاولتا الهرب من التجمع الشبابي حولهما.
وتم اليوم تداول الفيديو على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث نشر وسم عن الفيديو شارك فيه الكثيرون، معبرين عن استيائهم، مستغربين جرأة الشبان، ومطالبين بالتحقيق في ما حدث، إضافة إلى ضرورة سرعة إقرار نظام التحرش.
من جهتها؛ توقعت مصادر مطلعة صدور توضيح من الجهات الأمنية في مكةالمكرمة عن الواقعة بعد إثارتها في الرأي العام.
وطالب متناقلو المقطع بالقبض على الشباب ومعاقبتهم بينما نادى البعض بسن قانون يمنع التحرش مع إلزام الفتيات بالزي الشرعي.
وكتب الأمين العام للجمعية الوطنية للحقوق الإنسان خالد الفاخري: "الفراغ التشريعي المتمثل في عدم سنّ نظام للتحرش ينتج عنه سلبيات عدة، لذا فإنه من الضروري سنّ نظام لحماية أفراد المجتمع من التجاوزات".
وقال المحامي بخيت آل غباش: "البعض يتغنى بالكرامة وتتضح رجولته إن تعرض أحد أهله لسوء لكنه يستحل ذلك لبنات الناس، ولا بد من قانون لتصحيح ذلك الوضع".
وقال الدكتور خالد النمر: "دور الأسرة يتمثل في تحذير أبنائها من التحرش بأنواعه بينما دور المجتمع هو إبلاغ السلطات عن أي قضية تحرش وعدم التنازل".
هذا وقد أكدت مصادر مطلعة أن الجهات الأمنية في مكةالمكرمة تتحرى عن الواقعة للتحقق منها واتخاذ اللازم حيالها.
جدير بالذكر أن نظام التحرش المقترح والذي أعلن مجلس الشورى العام الماضي أنه تتم دراسته لدى إحدى لجانه، يتضمن فرض عقوبات على المتحرشين بالسجن مدة تتراوح بين ستة أشهر إلى خمس سنوات، مع غرامة مالية قدرها 500 ألف ريال كحد أعلى.
وينصّ مقترح النظام على معاقبة المتحرش حتى في حال عفا أو تنازل الضحية عن دعواه وحقه الشرعي، وذلك خشية من أن يكون التنازل تم تحت التهديد، أو الخوف، أو بسبب إغراءات مادية.