يشارك أكثر من 350 خبيراً وباحثاً ومهتماً بمجالات المدن المعرفية من داخل المملكة وخارجها في فعاليات الندوة الرابعة لمدن المعرفة تحت شعار "خطوة في صناعة المستقبل"، التي تنظمها أمانة منطقة المدينةالمنورة بالتعاون مع البنك الدولي وهيئة تطوير المدينة ومدينة المعرفة الاقتصادية برعاية الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينةالمنورة، وذلك خلال الفترة من 26 إلى 27 ربيع الأول الحالي بفندق مريديان بالمدينةالمنورة. وأكد أمين منطقة المدينةالمنورة المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحصين أهمية هذه الندوة التي تأتي في ظل تنامي عدد سكان العالم في المدن والمناطق النائية وتزامناً مع العولمة الاقتصادية وانتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدام التكنولوجيا المتطورة في مجال التصنيع المكثف؛ ما يؤدي إلى مزيد من التقارب الاقتصادي العالمي وزيادة الفرص المتاحة والمنافسة والإشغال الوظيفي لسكان المدن من جميع أنحاء العالم. وقال الحصين إن ندوة مدن المعرفة خطوة في صناعة المستقبل تعد الرابعة من نوعها التي تنظمها أمانة منطقة المدينةالمنورة منذ عام 2005 م من أجل تسليط الضوء على مسألة انتقال المدن إلى اقتصاد قائم على المعرفة، مبيناً أن أهمية هذه الندوة تنبع من الرغبة والحاجة إلى تبادل الخبرات والتجارب مع سائر مدن المعرفة الناجحة والطموحة في دول العالم المتقدم، كما أنه فرصة للعرض والاستفادة من الأفكار الأكثر نجاحاً والنماذج الملموسة لتكرار وتطوير ذلك في السياق العربي بشكل عام وفي السياق السعودي على وجه الخصوص. وشدد أمين منطقة المدينةالمنورة على أن قدرة أي مدينة على الابتكار في ظل المعلومات الهائلة أصبح أمراً حاسماً في تحديد مستقبلها وطموحها واستمراريتها وتميزها عن مثيلاتها. وأشار الحصين إلى أن المدينةالمنورة تعد اليوم من المدن الرائدة في المملكة العربية السعودية عندما يتعلق الأمر بمدن المعرفة، حيث جرى التخطيط والعمل على إنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية التي أخذت تتبلور داخل إطار المدينة ودمجها في النسيج الحضري لها، لافتاً إلى أن ذلك سيكون عاملاً مساعداً للتحول والارتقاء بالمدينةالمنورة بأكملها لتصبح واحدةً من أهم مدن المعرفة في العالم. ولفت إلى أن ندوة مدن المعرفة سوف تناقش ستة محاور هامة أبرزها مبادرة المملكة العربية السعودية في إنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية، واستعراض وجهات النظر الدولية عن مدينة المعرفة والمفاهيم المبتكرة عن المدن وما حققته بعض المدن نحو التحول إلى مدن المعرفة. وبين الحصين أن الندوة تناقش أيضاً أهمية الاتصال في مدن المعرفة وضرورة التواصل على الصعيد العالمي لتحقيق التطور على الصعيد المحلي والتأكيد على أن المدن لا يمكن أن تنمو اقتصادياً إذا ظلت في حالة انعزال عن الاقتصاد العالمي حيث سيتعرض هذا المحور الحاجة إلى تطوير البنية التحتية الصحيحة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكيفية استخدام قنوات الاتصال للتواصل مع الشركات والمؤسسات المحلية والاقتصاد العالمي والإقليمي، بحيث يمكن الاستعانة بالتكنولوجيا القائمة للمساعدة في حل المشاكل المحلية والحصول على الأفكار والخبرات من أصحابها. وأضاف أمين منطقة المدينةالمنورة إلى أن من المحاور التي تتطرق لها ندوة مدن المعرفة دور الجامعات ومراكز البحوث كعوامل مفعلة لمدن المعرفة وأن مدن المعرفة تحتاج إلى كوادر ماهرة من خريجي الجامعات والعمالة المتخصصة المدربة تدريباً جيداً تقنياً ومهنياً ولا يمكن أن يكتب النجاح لمدن المعرفة دون وجود جامعات مميزة ومجموعة من معاهد التدريب التقني والمهني، إلى جانب تركيز المؤسسات التعليمية في برامجها على الصناعات والأنشطة الملحة في منطقتها. وشدد الحصين على أن ندوة مدن المعرفة ستبحث دور كل من القطاعين العام والخاص في مجال تطوير المدن المعرفية.