صرح أحد مستشاري الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي بأنه غادر اليوم السبت مقر إقامته المحاصر من قِبل الحوثيين في صنعاء متوجهاً إلى عدن (جنوب) معقل أنصاره. وقال هذا المصدر لوكالة فرانس برس إن هادي الجنوبي الذي استقال في يناير الماضي تحت ضغط الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة "نجح في مغادرة منزله صباح اليوم السبت" متوجهاً إلى عدن. وساد ارتباك كبير من جماعة الحوثي الذين أعلنوا اعتقال العديد من أقارب الرئيس السابق، وشددوا الحصار على رئيس الوزراء المستقيل خالد بحاح وبعض الوزراء المستقيلين في صنعاء، إلا أن نجاح الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي في الفرار إلى عدن التي تعد العاصمة النموذجية لليمن يعد فشلاً رسمياً للانقلاب في اليمن. وتضاربت الأنباء حول طريقة خروج الرئيس إلى عدن، لكن الأكيد أنه خرج عبر عملية معقدة، ولا علم للحوثيين بها.
من جانبه، نفى مكتب مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر ما نقلته وكالة "رويترز" من أن الأممالمتحدة ساعدت هادي على مغادرة صنعاء، وقال المكتب في بيان إنه لا علاقة للمنظمة الدولية، لا من قريب ولا من بعيد، بذلك.
وقد هنأ قيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الرئيس هادي على وصوله لعدن. أما عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي فقلل في مقابلة تلفزيونية من أهمية الطريقة التي خرج بها هادي من صنعاء، وقال إنه لو وضع تحت الإقامة الجبرية لما استطاع تجاوز الإجراءات الأمنية.
وقطعت اللجان الشعبية التابعة للحراك الجنوبي الطريق بين محافظتي تعز وسط البلاد ولحج جنوبها. وبعد ساعات من خروج الرئيس اليمني أصدر بياناً، وزعه على العديد من القنوات الإخبارية، يعلن فيه إلغاء قرارات الانقلاب الحوثي من 21 ديسمبر حتى الآن، ووصفها بالقرارات غير الشرعية، وهي بمنزلة انقلاب.
وجاء بالبيان اليوم السبت تأكيد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتمسكه باستكمال العملية السياسية المستندة إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كمرجعية رئيسة.
واعتبر "هادي" في البيان أن كل الإجراءات والتعيينات التي قام بها الحوثيون باطلة وغير شرعية. ودعا الرئيس هادي إلى انعقاد اجتماع للهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار الوطني بمدينة عدن أو محافظة تعز "إلى حين عودة العاصمة صنعاء إلى الحاضنة الوطنية عاصمة آمنّة لكل اليمنيين، وخروج المليشيات المسلحة كافة منها". كما دعا مؤسسات الدولة اليمنية والعسكرية إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدستورية وحمايتها.
وناشد البيان مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية الالتزام بقرارات الشرعية الدستورية وحمايتها، و"عدم الانجرار نحو خطوات تستهدف جر البلاد للفتنة والفوضى".
ودعا هادي "كل أبناء الشعب اليمني وقواه السياسية والاجتماعية والسلطات المحلية في المحافظات إلى الالتفاف حول هذه الخطوات". وطالب هادي ب"رفع الإقامة الجبرية على رئيس الوزراء خالد بحاح وعلى كل رجالات الدولة، وإطلاق المختطفين كافة".
ومن المتوقع أن يحظى بيان الرئيس عبدربه منصور هادي بدعم كبير من الدول الخليجية وكل الدول الغربية نظراً لأنه ما زال هو الرئيس الشرعي لليمن، الذي سوف يشرع في استكمال خطوات المبادرة الخليجية في اليمن.