طالب عدد من المواطنين بسرعة تدخل الجهات المختصة لتنظيم ظاهرة الإعلانات العشوائية، التي تشوه عروس البحر الأحمر من شوارع وجدران وأعمدة المدينة، وأصبح المارة يلمسونها في كل طريق وحي حتى أصبحت جدة أشبه بوكالة إعلانية لتلك المؤسسات التجارية، رغم وجود وسائل إعلانات عديدة بطريقة نظامية. "سبق" قامت بجولة ميدانية لعدد من الأحياء، ورصدت آراء عدد من المواطنين؛ حيث قال المواطن حسين محمد -أحد المتضررين من الإعلانات العشوائية-: إن جدار منزله أصبح لوحة إعلانية لعدد من الشركات بسبب وقوع منزله على شارع تجاري بوسط المدينة. وأشار إلى أنه أبلغ الأمانة عدة مرات حتى تتم إزالتها ومحاسبة المعلن، وكل فترة يعيد ترميم جدار منزله على حسابه الخاص.
وتساءل المواطن طلال محمد: "الملصقات الإعلانية العشوائية- مثل شراء الأثاث المستعمل ونظافة المنازل- من سمح لهم أن يجعلوا أبواب منازلنا مساحات إعلانية لهم؟". وقال: إنه قام مرات عدة بإتلافها وتنظيف المكان، وكتب نصًّا بعدم وضع أي ملصق إعلاني ولكن دون جدوى.
وأشار المواطن عبدو زكري إلى أن مندوبين عن تلك الشركات يدخلون إلى داخل العمارة ويضعون الإعلانات على أبواب الشقق، منتهكين خصوصية الجميع وقد تتعرض العمارة للسرقة من قبلهم.
وقال خالد الخالدي: إنه عند انتقاله إلى شقته الجديدة بحي البوادي احتاج الاتصال بتلك الأرقام الملصقة على باب العمارة وطلب منهم نقل العفش وتنظيف الشقة، وكانت من المميزات المكتوبة في الإعلان هي تحمل مسؤولية نقل العفش وأي تلفيات قد تقع، وعند قدومهم إلى الشقة ونقل العفش فوجئ بعدة أوانٍ منزلية مكسورة وبعض التلفيات في الأثاث، وقال: إنهم عمالة غير متخصصة وغير نظامية يأتون باليومية التي لا تتجاوز 50 ريالاً للفرد.
وذكر علي النعمي أنه لديه أثاث مستعمل قديم وأراد أن يبيعه، وقام بالاتصال بأحد الأرقام الموجودة على أعمدة إنارة الحي، وفوجئ برد من مواطنة ليس لها علاقة أبدًا بشراء الأثاث المستعمل، وبينت المرأة أن كثيرًا من الاتصالات تأتيها بسبب الإعلان.
قامت "سبق" بالاتصال بشركات إعلان من الموضوع إعلاناتها على الشارع، وكان الرد من قبل مندوب المبيعات لمؤسسة يدعى مجدي محمود من جنسية عربية، وعند سؤاله عن الملصقات التي تخصهم، ومن سمح لهم بوضعها وأسباب اختيار المباني وأعمدة الإنارة؟ أجاب: "نعلم أن ذلك مخالف للقانون ومشوه للمنظر العام، ولكن نحن مجرد مناديب ونُؤمر أن نأتي بزبائن لكي نقبض رواتبنا نهاية كل شهر، ولاسيما أن الدعاية في الصحف أو المواقع الإلكترونية تحتاج إلى مبالغ؛ لذلك اتجهنا إلى الإعلان عبر الملصقات التي تصل إلى الزبائن بشكل أسرع".
ومن جانبه، ذكر المتحدث الرسمي لأمانة جدة محمد البقمي؛ أن أمانة جدة لديها حملات متكررة لإزالة جميع تلك الإعلانات العشوائية التي تنتشر بطرقات وأعمدة الإنارة، وأن كل بلدية حي توكل لها مهام إزالة ملصقات حيها ورصدها بالأرقام وتحويلها إلى محافظة جدة؛ للتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه ذلك، وأشار البقمي إلى أنه يتم فصل تلك الأرقام نهائياً. وشدد على أنه سوف تتم مخالفة كل صاحب مؤسسة أو شركة تعلن بشكل عشوائي.
وقال رئيس المجلس البلدي الدكتور عبدالملك الجنيدي: إن الإعلانات العشوائية التي تنتشر على جدران المنازل وأعمدة الإنارة أصبحت ظاهرة مزعجة جدًّا لسكان المحافظة.
وأضاف: "المجلس البلدي يطالب بأن تكون هنالك أنظمة وعقوبات صارمة على تلك الشركات التي تعلن بشكل مخالف".
وأشار إلى أنه تم توجيه خطابات إلى أمانة جدة لمعالجة تلك الظاهرة التي تعتبر تشويهًا للمنظر العام واعتداء على أملاك المواطنين؛ بوضع الملصقات على الأبواب والسيارات أيضًا.