أعلن رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، الرئيس الفخري لجمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية، الأمير طلال بن عبدالعزيز، عن تبرعه بمبلغ مليون ريال لدعم أنشطة الجمعية حتى تواصل مسيرتها في عقدها الثاني. وأعرب الأمير "طلال" عن ثقته في أن مستقبل الجمعية يبشر بالكثير من الخير والنماء من خلال مشروعاتها الطموحة وتوجهها لتعزيز قدرات منتسبيها من خلال التدريب والتأهيل.
وقال: "النجاح الذي حققته "إبصار" في بناء قدرات المعاقين بصرياً، والخدمات المتطورة التي وفرتها يعتبران نتيجة طبيعية لوضوح الرؤية لديها وفاعلية أعضائها وداعميها، ونؤكد للجميع أن الجمعية تدخل عقدها الثاني بثقة يعززها العمل المخلص والمبدع، وأتعهد بالوقوف شخصياً بجانب الجمعية تقديراً لعطائها الإنساني من خلال "أجفند".
وافتتح الأمير "طلال" أعمال اجتماع الجمعية العمومية العادي "11" لجمعية "إبصار" في جدة، مساء يوم أمس الاثنين، وألقى الكلمة نيابة عنه الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز، بحضور الأمير نواف بن سعود بن سعد، الأمير بدر بن نواف بن سعود بن سعد، رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور أحمد محمد علي وأعضاء المجلس وداعمي الجمعية من رجال وسيدات الأعمال.
وهنّأ الأمير "طلال" في مطلع الكلمة رئيس مجلس إدارة الجمعية بمناسبة حصوله على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثانية وذلك تقديراً لجهوده التنموية الملموسة من خلال قيادته البنك الإسلامي للتنمية.
وقال: "الجهود شملت العديد من المجالات ومنها هذه الجمعية النشطة، وتعكس مسيرة الجمعية صورة ذهنية لتنامي المجتمع المدني في المملكة العربية السعودية، وتؤكد على أهمية تعاضد كل قادر على البذل والعطاء، وكل طامح للتنمية والبناء حتى تقوى الهمم والعزائم، وتتآلف القلوب".
وأشاد بما قدمته جمعية إبصار طيلة سنواتها الماضية، وقال: "استطاعت الجمعية بتوفيق من الله، وبمساعدة من الدولة، وبدعم من القادرين، وبإخلاص أعضائها والقائمين عليها؛ أن تشق لنفسها طريقاً واضح المعالم لتحقيق الأهداف النبيلة، حيث عملت بجدية على تطوير خدماتها التأهيلية، وتأمين فرص العمل لمنتسبيها، فحازت على التقدير الشعبي والرسمي".
وأعرب عن تقديره للشفافية المالية والإعلامية التي تنتهجها الجمعية وتجاوبها مع الرأي الآخر، بصورة ساهمت في تكوين الصورة الإيجابية التي باتت تميزها.
من جهته، قال رئيس مجلس الإدارة الدكتور أحمد محمد: "بدأ العمل في معالجة العجز النقدي الذي واجهته الجمعية في بداية العام الماضي من خلال تبرع الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود بمبلغ نصف مليون ريال بالإضافة إلى تبرع "الأجفند" السنوي، وساهم ذلك في استئناف كافة الأنشطة بصورة اعتيادية بحسب الخطة المعدة".
وأضاف: "حققت الخطة نمواً استفاد منه 1402 معاقاً بصرياً حيث زادت نسبة مكافحة العمى بنسبة 42% عن العام 1433ه، كما ارتفعت نسبة مكافحة الفقر لدى 226 أسرة من ذوي الإعاقة البصرية زيادة بنسبة 5% وتم تقديم خدمة فحص ضعف البصر بنسبة 75%، بالإضافة إلى مواصلة برنامج توظيف وتأهيل ذوي الإعاقة البصرية وتنفيذ دورة العناية الإكلينيكية بضعف البصر".
وأردف: "تم توزيع 897 وسيلة معلم برايل، 76 مصحف برايل، 48 عصا بيضاء و25 برنامج قارئ شاشة، ضمن حملة دعم تعليم ذوي الإعاقة البصرية التي يرعاها الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود للسنة الرابعة على التوالي".
وتابع: "ساهمت الجمعية في بناء برامج عمل مشتركة من خلال التعاون مع كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبد العزيز للبنات في مجال تدريب طالبات العلاقات العامة والصحافة في الجمعية حيث تم منح الجمعية صلاحية 40% من درجة التخرج والتحقت 41 طالبة للمنافسة في تقديم مشروعات تخرج مختلفة تخص الجمعية".
وقال: "تم تأسيس أول جناح خاص بالمكفوفين "إبصار" في مكتبة الملك فهد العامة بالتعاون مع الوقف العلمي بجامعة الملك عبد العزيز، مع دعم وتطوير البرامج القائمة خصوصاً المتعلقة بتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وزيادة عدد المعاقين بصرياً العاملين في الجمعية وتنفيذ عدد من البرامج التأهيلية ضمن برنامج بناء الأمل الصيفي". وأشار إلى الانتهاء من بلورة فكرة مصنع المكفوفين بمدينة جدة ليكون في إطار مجمع نموذجي لخدمات ضعف البصر والتدريب الوظيفي للمعاقين بصرياً.
وأشاد بدور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، والإعلام الجديد، والتصوير التلفزيوني في مواكبة أنشطة وخدمات الجمعية، بصورة ساهمت في جذب اهتمام المسؤولين والمختصين والعامة نحو الجمعية وخدماتها بصورة أكبر.
من ناحيته، استعرض عضو مجلس الإدارة رئيس اللجنة التنفيذية المشرف المالي بالجمعية المهندس عبد العزيز بن عبد الله حنفي، الموازنة لتقديرية لعام 1435ه التي عملت بها منذ بداية العام لتنفيذ خطة العمل، وقال: "الخطة تسير بنجاح خلال الأشهر التسعة الماضية، حيث تم رفع موازنة العام 1435ه بنسبة 15% لتغطي قيمة الخدمات المتنامية؛ خصوصاً بالنسبة لبرنامج مكافحة العمى الممكن تفاديه وغيرها من المساعدات الضرورية الأخرى للمستفيدين".
وأضاف: "استمر العمل على إنهاء الدراسات الفنية والمالية لمشروع قرية إبصار الخيرية المتضمنة مصنع المكفوفين، وتواصل تنفيذ برنامج توظيف وتدريب ذوي الإعاقة البصرية، وتنفيذ دورة للمختصين في العناية الإكلينيكية بضعف البصر، بالإضافة إلى تنفيذ الصيانة اللازمة لمقر الجمعية".
وأردف: "من المتوقع أن يبلغ إجمالي المصروفات ستة ملايين و870 ألفاً و600 ريال بينما يبلغ إجمالي الإيرادات سبعة ملايين و190 ألف ريال، كما ستحقق الموازنة فائضاً في الإيرادات عن المصروفات بنسبة 5%".
وتابع "حنفي": "الجمعية قدمت عدة برامج من برمجها المعتمدة في خطة عملها لهذا العام بإجمالي خمسة ملايين و218 ألفاً و381 ريالاً، مقابل تحصيل إيرادات بقيمة مليونين و826 ألفاً و828 ريالاً، مما جعل الجمعية مدينة بمبلغ مليونين و391 ألفاً و553 ريالاً، عبارة عن قيمة برامج مكافحة العمى وبرنامج العناية بضعف البصر والتدريب والتأهيل، والسبب في ذلك هو تأخر حصول الجمعية على دعم الوزارة هذا العام حتى تاريخه إضافة إلى تأخر وصول بعض التبرعات والاعتمادات السنوية التي لم يتم تحصيلها بعد".
ودعا "حنفي" الأعضاء إلى دعم موازنة الجمعية التقديرية لعام 1436ه التي يتوقع أن تزيد موازنتها التقديرية بنسبة 15% عن العام 1435ه باستثناء بند دراسات قرية إبصار الخيرية والذي يحتاج إلى تخصيص مبلغ مليون و400 ألف ريال لإتمام دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية والهندسية للمشروع.
بدوره، قدم الأمين العام لجمعية "إبصار"، محمد توفيق بلو، عرضاً للحملة الوطنية للفحص المبكر لعيون الأطفال "آي سباي eye spy" الذي تستعد الجمعية لتنفيذه باستخدام البرنامج الرائد في اكتشاف عيوب الإبصار وعمى الألوان لدى الأطفال.
وأوضح أن هذه الخطوة تعتبر الأولى من نوعها في العالم العربي، وستنطلق خلال الدورة الثامنة للعناية الإكلينيكية بضعف البصر بعد إعلان شركة "قود لايت" الأمريكية المالك الحصري للبرنامج عن منح "إبصار" حق توزيع برنامج " آي سباي eye spy" في أي مكان في العالم خارج القارة الأمريكية، وتخصيص عائدات البرنامج في المملكة العربية السعودية والعالم العربي لدعم الجمعية في مكافحة العمى بين الأطفال، وذلك تقديراً لجهودها في مجال مكافحة العمى والعناية بضعف البصر.
ومن المقرر أن تستهدف الحملة الأطفال من سن "3 إلى 12 سنة" في المراحل التعليمية لرياض الأطفال والابتدائية.
وفي النهاية، بدأ إعلان التبرعات حيث قدّم الأمير طلال بن عبدالعزيز مبلغ مليون ريال، وقدم الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود ووالدته وإخوانه مائة ألف ريال سنوياً، وتبرع إبراهيم محمد السبيعي بمائة ألف ريال سنوياً، وقدم إبراهيم الجميح مائة ألف ريال سنوياً، وتبرع الدكتور واصف كابلي بمائة ألف ريال سنوياً، وقدم كمال حسين شكري 50 ألف ريال سنوياً، بينما تبرع عبدالخالق محمد سعيد ب 50 ألف ريال سنوياً.
واختتم اللقاء بتكريم عدد من ذوي الإعاقة البصرية لتميزهم في مجال خدمة الجمعية.