دعت ورقة عمل من إعداد أمين عام جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية محمد توفيق بلو، شاركت ضمن أوراق عمل مؤتمر طب العيون السعودي 2013، المنعقد أخيراً في مارس الحالي، وحملت عنوان "خدمات الجمعيات العاملة في إعادة تأهيل المكفوفين وضعاف البصر في السعودية "، إلى دعم فتح مزيدٍ من الجمعيات الخيرية المتخصصة في خدمة الإعاقة البصرية في باقي مناطق المملكة والتي بحاجة إلى خدمات. كما دعت إلى تكثيف برامج التوعية والإعلام عن خدمات الإعاقة البصرية المتوفرة، ودعم مشاريع الجمعيات الخيرية بصورة أكبر، ودعت إلى تدريب كوادر في مجال العناية بضعف البصر وفتح مراكز ضعف بصر غير حكومية، ونشر الوعي بين الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة البصرية لتنفيذ برامج مكافحة العمى وتقديم الدعم والمساندة لها.
وطالبت كذلك بزيادة دعم الجمعيات المتخصصة وتوعيتها بأهمية زيادة برامج التأهيل والتدريب، للمواكبة بالتساوي مع برامج وخدمات المساعدات الإنسانية.
واستعرضت ورقة أخرى من الدكتور أحمد موسى أستاذ طب وعلم الأوبئة بكلية الطب بجامعة الملك سعود، نبذة عن أهم ملامح الإعاقة البصرية في المملكة العربية السعودية، مسلطة الضوء على الجمعيات الخيرية العاملة في مجال الإعاقة البصرية وخدماتها وآلية الحصول عليها.
وأشارت إلى أن اللجنة السعودية لمكافحة العمى "لمع" قدرت أعداد المعوقين بصرياً في العام 2010م، بمليون شخص منهم 150 ألف كفيف، وزعها مركز إبصار للدراسات الإحصائية جغرافياً لتمثل ما نسبته 28.7 % بالمنطقة الوسطى، و18.6 % بالمنطقة الجنوبية، و18.2 % المنطقة الشمالية، و17.5 % بالمنطقة الغربية، فيما مثلت المنطقة الشرقية أقل نسبة في التوزيع بنسبة 17 %.
وأوضحت الورقة أن إجمالي الجمعيات الخيرية في المملكة بلغ 617 جمعية خيرية منها ثلاث جمعيات متخصصة في مجال الإعاقة البصرية، وجمعيتان تقدم خدماتها للمعاقين بصفة عامة، بالإضافة إلى الإعاقة البصرية، وهي: جمعية كفيف بالرياض، وجمعية إبصار الخيرية بجدة، وجمعية العوق البصري ببريدة، وجمعية الأمير مشعل بن عبدالله لذوي الاحتياجات الخاصة بنجران، إضافة إلى جمعية مضر الخيرية بالمنطقة الشرقية.
وقدرت إجمالي عدد المستفيدين منها نحو أربعة آلاف معاق بصرياً وهو يمثل أقل من 1 % من العدد المتوقع للمعاقين بصرياً، خصوصاً إذا ما علمنا أن إجمالي الطلبة والطالبات المعوقين بصرياً في المملكة بلغ 2634 منهم 1662 معاقاً بصرياً يدرسون في عدد ستة معاهد للنور و143 فصولاً من فصول الدمج، و972 معاقة بصرياً يدرسن في سبعة معاهد للنور ومن خلال 39 فصلاً من فصول الدمج.
وفصلت الورقة أنواع الخدمات المقدمة من قِبل هذه الجمعيات الخمس كالتدريب على الحاسب الآلي، والحركة والتنقل والمهارات والتدريب الوظيفي، وكذلك الخدمات التعليمية كالتدريب على طريقة "برايل"، والتقوية المدرسية، وتعليم اللغة الإنجليزية، أو الخدمات الإنسانية كتوزيع السلال الغذائية، وتوزيع الزكاة.
وانفردت جمعية إبصار بتقديمها للخدمات الصحية المتخصصة كخدمات ضعف البصر، ومكافحة العمى، وتقديم المعينات البصرية، وتوزيع الأدوية الطبية، من خلال التحويل من الجهات الحكومية "الشؤون الاجتماعية، الإمارة" أو التحويل من قِبل مستشفيات العيون أو أقسام الخدمة الاجتماعية بالمستشفيات، أو التقدم مباشرة بطلب الخدمة من الجمعية.
وكشفت الورقة عن أن سبعاً من مناطق السعودية الرئيسية لا توجد بها خدمات لذوي الإعاقة البصرية، إضافة إلى انخفاض نسبة المخدومين مقارنة بحجم الإعاقة البصرية في المملكة، وعدم توفّر أي خدمات غير حكومية للعناية بضعف البصر وبرامج لمكافحة العمى باستثناء ما تقدمه جمعية إبصار بمحافظة جدة، إضافة إلى ارتفاع نسبة خدمات المساعدات الإنسانية على خدمات التدريب وإعادة التأهيل بين الجمعيات الخيرية التي تقدم خدماتها للمعاقين بصرياً.
وأشار أمين عام جمعية إبصار إلى ضرورة التكاتف الاجتماعي والحكومي للرقي بخدمات ضعف البصر، منوهاً بالدور الذي تقوم به الجمعية في خدمة وتأهيل ذوي الإعاقة البصرية، من خلال الاهتمام الذي تلقاه من الأمير طلال بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية.