أكد الأمير طلال بن عبدالعزيز، رئيس برنامج الخليج العربي التنمية (أجفند)، الرئيس الفخري لجمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية، أن "إبصار" نجحت في تكوين صورة إيجابية عن أدائها، واعتبر أن "الشفافية المالية والإعلامية التي تنتهجها الجمعية" هي السبب الرئيس في ما تحققه من نجاح. ولدى رعايته الاجتماع العاشر للجمعية العمومية ل"إبصار" بفندق شيراتون جدة، ظهر اليوم الخميس، قال الأمير "طلال": إن "إبصار" تطوِّر رؤيتها الإستراتيجية في ضوء تنامي الحاجة إلى خدماتها، وفي هذا الإطار يأتي مشروع "قرية الإبصار" منظومة متكاملة لمواجهة ضعف الموارد المالية للجمعية، والبطالة بين ذوي الإعاقة البصرية. وتقوم فكرة "قرية إبصار" على إيجاد منظومة حديثة للتنمية المستدامة وبناء القدرات لذوي الإعاقة البصرية والكوادر في مجال العناية بالعوق البصري، من خلال إنشاء قرية نموذجية بمحافظة جدة للعناية بضعف البصر، وإعادة تأهيل وتوظيف المعاقين بصرياً، وتدريب وتعليم المختصين في مجالات الإعاقة البصرية، بطاقة استيعابية ألف شخص في اللحظة الواحدة. ووصف الأمير "طلال" مشروعات "إبصار" بأنها طموحة، وتمثل حلماً لمنسوبي الجمعية والفئات المستهدفة، معرباً عن ثقته بأن هذه المشروعات ستلقى المساندة من داعمي نشاطات الجمعية، ومن مجلس الإدارة كلٌّ حسب قدرته واستطاعته، حتى تصبح "إبصار" مرجعية للجمعيات في مجال الإعاقة البصرية محلياً وإقليمياً. ولفت الأمير "طلال" إلى الدعم الذي تلقاه الجمعيات الأهلية عموماً من الدولة، مشيراً إلى إعلان مجلس الوزراء مؤخراً منح كل جمعية خيرية قطعة أرض. وأعرب عن أمله في "أن يكلل هذا العطاء بدعم بناء البنيات التحتية والمشاريع التنموية التي تبادر بها المؤسسات الخيرية مثل مشروع قرية إبصار الخيرية". من جهته كشف رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور أحمد محمد علي أن مجلس الإدارة درس مشروع إنشاء مصانع في المملكة للمكفوفين، وتم الاتفاق حديثاً مع أعضاء مجلس الإدارة ولجنة الاستثمار وتنمية الموارد المالية بأن يتم تسميته "قرية إبصار الخيرية". وقال "علي": إنه تم توسيع نطاق حملة دعم تعليم وتأهيل ذوي الإعاقة البصرية التي يرعاها الأمير "طلال" في عامها الرابع، بتثقيفهم بصرياً وتوعية أسرهم والمختصين بأهمية التعليم والتأهيل لذوي الإعاقة البصرية بالأساليب والطرق المتاحة، خصوصاً طريقة "برايل"، وقارئات الشاشة للحاسب الآلي، وعصي الحركة والتنقل، ومهارات الاعتماد الذاتي. ولفت "علي" إلى توزيع 2177 وسيلة من وسائل التعليم بطريقة "برايل"، وعدد 37 برنامجاً من برامج قارئات الشاشة "إبصار"، و69 عصا حركة. كما لفت إلى تقديم رزمة من برامج التدريب المختلفة للمعاقين بصرياً والمختصين، اشتملت على تعليم مبادئ برايل، والتقوية المدرسية، ومحو الأمية بطريقة برايل، وتطبيقات الحاسب الآلي، وتدريب المختصين في مجال تدريب المعوقين بصرياً على استخدم الحاسب الآلي والعناية الإكلينيكية بضعف البصر. وكشف عن استفادة 378 معاقاً بصرياً، و44 أخصائي وفني بصريات وأطباء عيون، و87 مختصاً في التربية الخاصة، موضحاً أن الجمعية أسهمت بدعم معاهد النور وعدد من الجامعات والاهتمام بالأطفال من ذوي الإعاقة البصرية، وإبراز مواهبهم وتقديم الدعم الفني لصيانة الأجهزة والوسائل المساندة لذوي الإعاقة البصرية مجاناً. وقال "علي": إنها نفذت مجموعة من الأنشطة التدريبية والاجتماعية والتوعوية بهدف تسهيل الحصول على الوسائل التعليمية والمعدات المساندة، ونشر التقنيات والتشجيع على الانخراط في برامج التأهيل. وأشار إلى أنه في مجال التنمية البشرية للمعاقين بصرياً تم تنفيذ برنامج توظيف وتدريب لذوي الإعاقة البصرية استفاد منه 66 معاقاً بصرياً من الإناث والذكور، حصلوا على فرص وظيفية في "مجموعة بن لادن" و"شركة الربيع" وإنشاء مركز إبصار للدراسات الإحصائية الذي تم من خلاله بناء قاعدة بيانات لذوي الإعاقة البصرية. وأوضح "علي" أن الجمعية قامت بدراسة احتياجات المملكة لمصاحف "برايل" بالتعاون مع عدة جهات، حيث تم التواصل مع كلٍّ من مطبعة خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف بطريقة "برايل" بالرياض، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وقال: إن الدراسة خلصت إلى أن إجمالي احتياج المملكة الفعلي لهذا النوع من المصاحف في الوقت الراهن هو 26 ألف نسخة، وأن الطاقة الاستيعابية للمطابع 1500 نسخة في كل مرحلة، ويتراوح عدد المراحل ما بين ست وثماني مراحل سنوياً، وبناء عليه أطلقت الجمعية هذا العام "برنامج توزيع مصاحف برايل" بالتعاون مع مطبعة خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف بطريقة برايل بالرياض؛ لتوزيعها على المستفيدين من الجمعية وعدد من الجهات المحلية والخارجية التي تقدمت بطلبات للحصول عليها. وأكد "علي" استمرار الجمعية في برنامجها لمكافحة الفقر الذي أطلقته منذ العام 1431ه، واستفاد منه شهرياً 225 أسرة حصلوا على 1615 سلة غذائية، بالإضافة إلى توفير الأدوات المدرسية، ، كما تم تقديم خدمات تنسيق وتنظيم برامج العمرة للمكفوفين وأسرهم من الأردن بتمويل من رجال أعمال أردنيين وسعوديين. ولفت إلى استضافة 257 معاقاً بصرياً وأسرهم بتكلفة إجمالية بلغت 396 ألف ريال. وحول نشاط الجمعية لمكافحة العمى الممكن تفاديه أوضح أن الجمعية عملت بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة العمى (لمع) على إعداد النظام الأساسي للجنة، وتكوين الإدارة التنفيذية، ونفذت الجمعية برنامجاً لتحقيق مبادرة الرؤية 2020م، التي تسعى اللجنة إلى تحقيقه، وذلك من خلال التحويل الطبي إلى المستشفيات، وعلاج أمراض العيون المؤدية للعمى الذي بالإمكان تفاديه، من خلال تحمل تكاليف العمليات الجراحية للمرضى المصابين من غير القادرين، وذلك بتكلفة مالية بلغت أكثر من 897 ألف ريال. ونوَّه المهندس عبدالعزيز حنفي عضو الجمعية المشرف المالي بجهود الأمير "طلال"، التي حققت بحمد الله نتائج إيجابية على مدى السبعة الماضية. وقدَّم "حنفي" ملخصاً عن ملامح الخطة التي تسير عليها الجمعية في العام الحالي، مشيراً إلى مواصلة تنفيذ حملة دعم تعليم وتأهيل المعاقين بصرياً التي يرعاها الأمير "طلال". وتوقَّع حنفي أن يبلغ إجمالي المصروفات بنهاية العام 1434ه ستة ملايين ريال و642 ألف ريال؛ بارتفاع بنسبة 7.3% عن المصروفات الفعلية لعام 1433ه؛ بسبب الاستمرار في تنفيذ أنشطة العام السابق. وتوقع أن يبلغ إجمالي الإيرادات خلال عام 1434ه ستة ملايين ريال و975 ألف ريال بنسبة 5% عن الإيرادات الفعلية لعام 1433ه، في حال تم سداد العجز النقدي لعام 1433ه الذي بلغ 373 ألف ريال. وقدَّم أمين عام جمعية إبصار محمد توفيق بلو عرضاً عن مشروع قرية إبصار الخيرية، مشيراً إلى قرار الجمعية العمومية السادس في اجتماعها غير العادي، الذي عقد برئاسة الأمير "طلال" وما تلاه من قرار اجتماع مجلس الإدارة ولجنة الاستثمار ولجنة تنمية الموارد المالية بخصوص إطلاق اسم قرية إبصار على المشروع، وما أعقب ذلك من إجراءات بتت أمانة الجمعية فيها. ولفت إلى عقد اجتماعات مع شركة نور ومكتب المهندس المعماري زكي دمنهوري الذي تطوع لإعداد الرسومات الأولية للمشروع، الذي يهدف إلى إيجاد منظومة حديثة للتنمية المستدامة وبناء القدرات لذوي الإعاقة البصرية والكوادر في مجال العناية بالعوق البصري، من خلال إنشاء قرية نموذجية بمحافظة جدة للعناية بضعف البصر وإعادة تأهيل وتوظيف المعاقين بصرياً وتدريب وتعليم المختصين في مجالات الإعاقة البصرية، بطاقة استيعابية ألف شخص في اللحظة الواحدة.