تستعد قرية "القصار" الأثرية لجزيرة فرسان، لاستقبال زوار مهرجان "الحريد 11"، بعد أن عملت الهيئة على تطويرها بتكلفة بلغت مليونين ومائة ألف ريال، ضمن خطتها لإحياء القرى التراثية ب"جازان"، كما تقام فيها هذه الفترة الكثير من الفعاليات التي ينفذها مجلس التنمية السياحية. و"القصار" قرية أثرية مبنية بالحجارة وجريد النخل، وتبعد عن "فرسان" نحو خمسة كيلومترات، وتضم أكثر من 400 منزل حجري، بنيت على طراز فريد، وهي قرية تراثية سياحية ترفيهية شعبية، تحتوي على: مطاعم، ومقاهٍ شعبية، ومعرض للحِرَف البحرية، ومتحف للتراث الفرساني، ومحالّ لبيع المنتجات الفرسانية التراثية.
وكانت "القصار" تشكّل أهمية كبيرة للفرسانيين؛ كونها منتجعاً صيفياً يقضي فيه الفرسانيون جُل أوقاتهم، وأوشكت على الاندثار منذ أكثر من 50 عاماً، قبل أن ينتقل سكانها إلى البيوت الحديثة.
ويقول المؤرخ السعودي إبراهيم عبدالله مفتاح المهتم بالآثار في المنطقة: "قرية القصار هي الجرح الدامي؛ فهي منطقة خصبة بالآثار التي تعود إلى العهد الروماني؛ إذ بداخلها ما يشبه كنيسة قديمة، وفيها بعض الرسومات والكتابات القديمة جداً، بعضها يعود للعهد الحميري، والمؤسف في الأمر أنها تتعرض في بعض الأحيان إلى السرقة من قِبَل أناس لا يَعُون أهمية التراث، وتُبَاع على مرأى من الناس من دون أي اهتمام بقيمتها التاريخية، ولم تَنَلْ القرية اهتمام المسؤولين الأثريين".
وتقع بالقرب من "القصار" أيضاً قلعة "لقمان" على بُعد 2 كم منها؛ فتظهر على مكان مرتفع أطلال لبرج أو حصن دفاعي قُطره أكثر من عشرة أمتار مبنيّ بحجارة ضخمة، وهو في مكان استراتيجي بالنسبة للجزيرة، ويعود هذا الحصن الأثري إلى الفترة الإسلامية المتأخرة؛ ويتضح ذلك من نوعية الفخار المنتشر حول الموقع.