رصدت عدسة "سبق" عدداً من المشردين والمرضى النفسيين في شوراع وحدائق مكةالمكرمة؛ فلا تكاد تذهب إلى حديقة عامة أو تسير من تحت كوبري، إلا وتقع عينك على أحدهم؛ بعضهم يهيم في الطرقات، وآخر يفترش الرصيف، وثالث يجلس بجوار حديقة ويبثّ الرعب في قلوب المتنزهين. ومنهم من يعاني من اعتلالات نفسية، وآخرون عانوا من إدمان المخدرات، والبعض الآخر هربوا من مشكلاتهم الاجتماعية وظروفهم المادية، وجميعهم يحملون قصصاً من المآسي والأحزان لا أحد يقوى على تحملها.
وأبدى المواطنون والمقيمون تخوّفهم من هؤلاء المرضى والمشردين بعد حادثة "أبو معلقة" الشهيرة بالرياض، وأصبح تكاثرهم في الآونة الأخيرة يشكل خطراً مُحدقاً بالجميع، وإذا لم تتحرك الجهات المعنية لمعالجة هذه المشكلة؛ فسيحدث ما لا يُحمد عقباه.
وعندما تسأل عنهم لا تجد إجابة شافية؛ فالجميع لا يعرف عنهم شيئاً، وجميع الجهات تتقاذف المسؤولية فيما بينها، وإذا وقعت كارثة -لا سمح الله- فكل جهة تُبرّئ نفسها وترمي بالمسؤولية على غيرها.
طرحت "سبق" السؤال على مشرف هيئة حقوق الإنسان بمكةالمكرمة الدكتور سليمان الزايدي وقال: "لاشك أن وضع هؤلاء غير إنساني، ومرفوض، وهو مثال صارخ لحالات المشردين الذين ليس لهم أُسَر أو تخلّت عنهم أسرهم، والجهة المسؤولة هي وزارة الشؤون الاجتماعية".
وأضاف "الزايدي": "كان على فِرَق الوزارة الميدانية التي تتابع حالات المتسوّلين أن تتولى نقل هؤلاء إلى دار الإيواء، وأن تشمل بخدماتها فئة أخرى مهملة وهي أكثر بؤساً وحرماناً؛ وهم المرضى النفسيون".
وأشار "الزايدي" إلى أن الجمعية قد رصدت هذه الحالات في أكثر من مكان عام في مدينة مكةالمكرمة، ورفعت عن وضعهم المحزن، ونبّهت بأنهم قد يشكلون خطراً على أنفسهم وعلى الآخرين، واقترحت نقلهم إلى المصحات لرعايتهم طبياً؛ لكن لم نلحظ أي تجاوب مع الوزارة المسؤولة، ولا بد من المسارعة إلى اتخاذ إجراء فوري لرعايتهم والاهتمام بوضعهم الصحي والاجتماعي؛ خاصة أن معظم هذه الحالات ليس لها أُسَر راعية.