توصلت إيران والقوى العالمية الست لاتفاق مؤقت للحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف محدود للعقوبات، وذلك حسبما ذكرت عدة وفود في المحادثات اليوم الأحد، بعد مفاوضات استمرت أربعة أيام. وقال محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران، على "تويتر": "توصلنا لاتفاق".
وقالت الولاياتالمتحدة في وصف الاتفاق إن إيران ملتزمة بوقف توسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم وعدم المضي قدماً في مفاعل "آراك" أو برنامج البلوتنيوم المتصل بذلك.
وأضافت أنه سيكون بإمكان "طهران" الحصول على عائدات يبلغ حجمها مليارات الدولار من بيع كميات محدودة من النفط والبتروكيماويات والتجارة في الذهب والمعادن النفيسة الأخرى.
وفي وثيقة وزعها البيت الابيض بشأن الاتفاق المؤقت سيتم تخفيف العقوبات عن إيران مقابل تعليق بعض جوانب برنامجها النووي، من بينها ما يلي:
- احتمال حصولها على عائدات تبلغ 1.5 مليار دولار من التجارة في الذهب والمعادن النفيسة، وتعليق بعض العقوبات على قطاع السيارات الإيراني وصادرات إيران من البتروكيماويات.
- السماح ببقاء مشتريات النفط الإيراني عند مستوياتها الحالية المخفضة بشكل كبير، وسيسمح بتحويل 4.2 مليار دولار من هذه المبيعات على أقساط إذا نفذت إيران التزاماتها.
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الاتفاق سيجعل من الصعب على إيران الاندفاع نحو صنع سلاح نووي، وسيجعل إسرائيل وحلفاء أمريكا الآخرين أكثر أمناً.
وقال "كيري" بعد توقيع الاتفاق إنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يستبعد استخدام التهديد بالقوة كخيار في المواجهة النووية الإيرانية، لكنه يرى أنه يجب أولا استنفاد السبل الدبلوماسية.
وأضاف "كيري" متحدثاً عن واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الأزمة النووية المستمرة منذ عشر سنوات أن الاتفاق لا يتضمن أي اعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم.
من جانبه قال "أوباما" إن الاتفاق خطوة أولى مهمة في اتجاه التوصل لحل شامل للبرنامج النووي الإيراني.
وأضاف "أوباما" في كلمة له في البيت الأبيض أنه إذا لم تف إيران بالتزاماتها خلال ستة أشهر فإن الولاياتالمتحدة ستوقف تخفيف العقوبات "وتصعد الضغط".
وذكر "أوباما" أن إيران لن تتمكن من استخدام الجيل المقبل من أجهزتها للطرد المركزي بموجب الاتفاق النووي.
ومع تحذير هاري ريد، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، من أن المجلس سيسعى إلى فرض عقوبات إضافية على إيران قال "أوباما" أن إدارته ستتشاور عن كثب مع الكونجرس، ولكن "الآن ليس وقت التحرك نحو فرض عقوبات جديدة".
وقالت فرنسا إن الاتفاق خطوة مهمة للحفاظ على "السلام والأمن"، ولكنه سيكون من المتعين مراقبته عن كثب لضمان تنفيذه.
وقال لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، في بيان "بعد انسداد استمر سنوات يعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني خطوة مهمة للحفاظ على الأمن والسلام".
وأضاف أن الاتفاق يؤكد فقط على حق إيران في الحصول على طاقة نووية مدنية.
وقالت "كاثرين أشتون"، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن الاتفاق سيوفر الوقت والمجال لمحاولة التوصل إلى حل شامل للأزمة النووية المستمرة منذ عقد بين طهران والغرب.