قالت "دويتشه تليكوم"، كبرى شركات الاتصالات الألمانية، أمس الجمعة، إنها ستقصر نقل البريد الإلكتروني على أجهزة الخوادم الخاصة بها داخل البلاد استجابة للاستنكار العام لاطلاع برامج التجسس الأمريكية على رسائل المواطنين الشخصية. وبدأت "دويتشه تليكوم" ما أطلقت عليه مبادرة "بريد إلكتروني صنع في ألمانيا"، بعد قرابة شهر من حالة الاستياء العام التي أثارتها أنباء تجسس الولاياتالمتحدة على البريد الإلكتروني استناداً إلى وثائق سربها موظف وكالة الأمن القومي الأمريكية السابق الهارب ادوارد سنودن.
وأصبحت فضيحة التجسس التي انشغلت بها الصحف الألمانية لأسابيع مشكلة مزعجة للمستشارة أنجيلا ميركل قبل انتخابات تجرى يوم 22 سبتمبر.
والمراقبة الحكومية للمواطنين مسألة حساسة في ألمانيا؛ بسبب تاريخ تعرض المواطنين للمراقبة إبان الحقبة الشيوعية في الشرق، وقبله في عهد الحكم النازي.
وقال المدير التنفيذي ل"دويتشه تليكوم" رينيه أوبرمان في مؤتمر صحفي في برلين أمس الجمعة لإعلان المبادرة التي تهدف إلى توفير "مزيد من الأمن" للاتصالات عن طريق البريد الإلكتروني في ألمانيا: "حملة التجسس هزت الألمان من الأعماق".
وقالت "دويتشه تليكوم" وشريكتها "يونايتد إنترنت"، اللتان تستحوذان معاً على ثلثي عدد مستخدمي البريد الإلكتروني في ألمانيا، إنهما ستضمنان تشفير الرسائل الإلكترونية لكل عملائهما.
وأضافت "دويتشه تليكوم" التي كانت تحتكر قطاع الاتصالات في ألمانيا، وما زالت الدولة تسيطر على حصة فيها نسبتها 32 في المائة، إن معالجة البيانات وتخزينها ستتم كلياً في ألمانيا.
وكانت مجلة "دير شبيجل" الإخبارية الألمانية قد أفادت في يونيو مستشهدة بإحدى وثائق وكالة الأمن القومي الأمريكية بأن الولاياتالمتحدة تطلع على نصف مليار اتصال هاتفي ورسالة إلكترونية ورسالة نصية قصيرة في ألمانيا في الشهر الواحد.