أكد الشيخ حسن بن شريف المشيخي، عضو الدعوة بالرياض، ومفسر الرؤى والأحلام المعروف، أنه مع كثرة الخوض في الرؤى والأحلام، فلابد أن يعلم من أوتي التعبير وغيره أموراً لابد أن يُتنبه لها، مشيراً إلى أنه قد يتناقل الناس في بعض الأحيان رؤى منامية، ويكثر تداولها عند الأزمات والأحداث، وعند النظر يتبين أن ذلك يرجع إلى أنه قد يعرض أحلام منامية، ترمز في محتواها لهلاك ظالم، أو أحداث جوهرية أخرى يُتوقع حدوثها في بعض الأزمنة أو بعض البلدان. وقال المشيخي: "ومثل هذه الأحلام مشكلتها أنها قد لا تكون رؤى في الأصل، وإنما حديث نفس، نتيجة لحصول بعض الأحداث الدامية، كالتي تحصل حالياً في الشام، وقبلها في بعض البلدان، فتُعرض مثل هذه الأحلام على المُعبر فيعتمدها ويُعبرها، وقد يُفرط في التفاؤل، فيصدر منه تعبير، وهي ليست سوى حديث نفس".
وأوضح أن: "من يعايش أحداثاً جسيمة أثناء اليقظة يرى في الغالب ما يُقارب أو يضاد تلك الأحداث في المنام، ثم تمر الفترة، ولا يقع التعبير؛ لأن ما عُبر ليس برؤيا أصلاً، فعلى المعبر التنبه! ففي الساحة أقاويل كثيرة؛ نتيجة تأويل لرؤى عبرت بطرق خاطئة لا أحبذ إثارتها، أو التعليق عليها".
وأشار المشيخي إلى أنه: "قد تُعرض رؤى صحيحة، لكنه يتم التعامل معها بشيء من المبالغة، وقد تكون من أشخاصٍ عوام، فكيف تنزل رؤيا رآها فردٌ من العوام ويُنسج منها آمال عريضة وتوقعات تحاكي مستقبل الأمة؟!".
وأضاف قائلاً: "لو كان الرائي عالماً من علماء الأمة، أو أميراً، أو وزيراً، أو قائداً، لكان الأمر أقرب وأجدر بالنظر والتدقيق؛ لأنهم أقرب لهموم الأمة وتطلعاتها، لكن شخصاً آخر من نكرات الناس يجهل الكثير من الأمور، فهو مشغول بشأنه، ويجهل الكثير عن غيره، فهذا خلل يحتاج لمراجعة، فالرائي قد يرى في منامه الملوك والأمراء والعلماء، وقد يرى الرؤساء، ويعايش في منامه الحروب وركوب الأهوال، بل إنه قد يرى في منامه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويرى أبا بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم أجمعين - ثم تُعبر له تعبيراً يخصه، ولا يتعدى إلى غيره".
وأوضح أن: "من الافتراء في الرؤيا قول: إنه رأى كذا وكذا، وهو لم يرَ شيئاً، بل يدعي كذباً وافتراء، حيث يعمد إلى تأليف أخبار، وينسجها على شكل رؤى مكذوبة لأهداف ومبررات تخصه، ولو دقق من أوتي التعبير في نبرة هذا المتصل وحديثه لتبين كذبه؛ لذا فإنه يحسن بالمعبر أن يمحص الرؤى والأحلام التي تعرض عليه، ويميز الصادق من الكاذب، وهذا قد يتضح للمُعبر، كما أنه يستطيع بالنظر والتدقيق تمييز الرؤيا من حديث النفس".