كشفت مصادر في "الجيش السوري الحر"، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، أن عملية تأمين وصول عضو مجلس الشعب السوري المنشق، ناصر بن محمد خير الحريري، إلى الأراضي الأردنية، استغرقت ثلاثة أيام، فيما بدأ التخطيط لها قبل 15 يوماً. وأكدت الحكومة الأردنية وصول النائب الحريري إلى الأردن مساء الخميس، بعد ساعات قليلة من تأكيد مصادر في المعارضة السورية ذلك، حيث اكتفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، بتأكيد النبأ لCNN بالعربية، دون الإدلاء بأي تفاصيل أخرى.
وكان الحريري يخضع للإقامة الجبرية منذ شهر أبريل/ نيسان الماضي في دمشق، فيما يأتي انشقاقه بعد أسابيع من انشقاق رئيس الوزراء السوري، رياض حجاب، ودخوله إلى الأراضي الأردنية. وفي الأثناء، قال قائد المنطقة الجنوبية للجيش الحر، المقدم الركن ياسر العبود، إن خطة انشقاق وتهريب الحريري بدأت منذ نحو 15 يوماً، واستغرقت ثلاثة أيام بين خروجه من دمشق حتى وصوله إلى الأراضي الأردنية. وبيّن العبود، في تصريحات ل CNN بالعربية، أن عملية تأمين الحريري لم "تقل تعقيداً" عن عملية حجاب، بحسب قوله، مرجعاً ذلك إلى الإقامة الجبرية المفروضة عليه منذ شهر أبريل/ نيسان الماضي.
ووصل الحريري، الذي يعاني وضعاً صحياً صعباً، وفقاً للعبود، مساء الخميس، برفقة 38 فرداً من أفراد عائلته الممتدة، والمكونة من أبنائه وعائلاتهم. وأوضح القائد العسكري، الذي أشرف أيضاً على عملية تأمين حجاب: "استطعنا سحبه من دمشق باتجاه منطقة آمنة في الأراضي السورية، ضمن المرحلة الأولى، ومن ثم تم نقله إلى قرية حدودية جنوب سوريا، ومن ثم إلى الأراضي الأردنية، بينما كان يتم نقل أفراد عائلته بالتوازي من قرية الشيخ مسكين، باتجاه الحدود الأردنية".
وأكد القيادي بالجيش السوري الحر أن الشيخ الحريري كان قد طلب تأمينه من قبل الجيش الحر، قبل أيام، واستقبلته السلطات الأردنية عبر الحدودية الشمالية للأردن، بحضور شخصية أمنية أردنية، بحسب العبود.
وفيما رجّح العبود تقدم الحريري بطلب لجوء سياسي إلى الأردن، أوضح أنه مكث في مدينة "الرمثا"، شمال شرقي الأردن، قبل أن يتم نقله إلى إربد شمالاً، وأن صعوبة العملية تركزت في عملية نقل الأطفال، والوضع الصحي للنائب الحريري. من جانبه، أعلن الحريري، وهو نائب في مجلس الشعب عن مدينة "درعا" السورية، استقالته في أبريل/ نيسان الماضي، عبر وسائل الإعلام، حيث خضع بعدها للإقامة الجبرية. ويُعد الحريري أبرز وجهاء "حوران" في محافظة درعا، كما يعد والده الأمير محمد خير بن إسماعيل الحريري من أشهر شيوخ حوران في القرن العشرين، بحسب المصادر التاريخية.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر من المعارضة السورية ل CNN بالعربية، أن الجهات الرسمية في الأردن قررت تخصيص نحو 20 وحدة سكنية في محافظة الزرقاء، شرقي العاصمة عمّان، لإيواء الضباط السوريين المنشقين من فئة "العمداء"، ليصار إلى نقلهم من المخيم الخاص بهم في منطقة "منشية العليان"، الكائنة بمحافظة المفرق، شمال شرقي البلاد. وبيّنت المصادر أن تخصيص تلك الوحدات جاء "بتمويل من دولة قطر" كمرحلة أولى، فيما سيتم تخصيص وحدات سكنية أخرى للضباط المنشقين من فئة "العقداء"، في مرحلة لاحقة.
وشهدت الأردن موجة نزوح بالمئات للاجئين السوريين، من بينهم عدد من الضباط الجدد ليل أول من أمس الأربعاء، فيما تعذر دخول نحو 400 لاجئ ليلة الخميس إلى الأراضي الأردنية، عقب نصب الجيش النظامي السوري لكمين لهم حال دون مغادرة الأراضي السورية، برفقة عدد من الضباط المنشقين، وفقاً لمصادر في المعارضة السورية.