أكد المدير العام للدفاع المدني الفريق سليمان بن عبدالله العمرو، أن الدفاع المدني قد أنهى استعداداته لموسم الحج، وأنه بدأ في تنفيذ خطة الطوارئ الشاملة التي تم إعدادها بعد دراسة وتقويم أداء العام الماضي. وقال إن «الخطة راعت المخاطر المحتملة، الناجمة عن التغيرات المناخية والزحام والمخاطر البيئية والمستجدات في منطقة المشاعر المقدسة والمدينة المنورة، إلى جانب المشاريع الضخمة الجاري تنفيذها بالعاصمة المقدسة». وكشف العمرو خلال حديثة ل «عكاظ» مستجدات الدفاع المدني واستعداداته لموسم حج هذا العام، مبينا أنه تم تطوير وتحديث العديد من البرامج والنظم الخاصة بالدفاع المدني، إضافة إلى إدخال آليات حديثة للتعامل مع المخاطر المحتملة بكفاءة عالية للحد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، وإلى نص الحوار: بداية هل تطلعونا على استعدادات المديرية العامة للدفاع المدني لموسم الحج هذا العام؟ بدأت استعدادات الدفاع المدني لموسم حج هذا العام 1437ه عقب انتهاء أعمال الحج للعام الماضي، إذ تمت دراسة وتقويم الأداء للوقوف على أبرز الإيجابيات وتعزيزها، ورصد السلبيات وأوجه القصور لعلاجها، إضافة إلى رصد المستجدات والمتغيرات كافة في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، والتعرّف على المخاطر التي تمس أمن وسلامة الحجيج. وفي ضوء هذه الدراسة التي أشرفت عليها لجان وفرق متخصصة ضمت نخبة مميزة من ضباط الدفاع المدني، تم وضع خطة طوارئ متكاملة لموسم الحج شملت قائمة بالمخاطر الافتراضية المتوقعة خلال موسم حج هذا العام، والمواقع التي قد تكون أكثر عرضة لهذه المخاطر، وسبل الوقاية منها، وذلك تمشياً مع الإجراءات المتبعة للدفاع المدني والمتمثلة في التثقيف والتوجيه والتحذير للحد من المخاطر المحتملة خلال موسم الحج، إضافة إلى مراجعة أعمال الإنذار، والإيواء، والإخلاء، والإسعاف، والإنقاذ، والإسناد، والإخلاء الطبي، والإغاثة، والإطفاء، والرصد، والتطهير. وأود أن أؤكد هنا أن الخطة العامة للطوارئ في حج هذا العام، توافرت لها كل مقومات النجاح لتحقيق أهدافها في الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن والقائمين على خدمتهم، وأهم هذه المقومات بعد توفيق الله سبحانه وتعالى الإمكانات الكبيرة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من خلال الترتيب الجيد لإقامتهم طوال موسم الحج، وتسهيل السبل كافة لراحتهم والاعتناء بسلامتهم وأمنهم، وذلك بمتابعة واهتمام ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف. تطوير مرافق الحج في إطار دراسة وتقويم الدفاع المدني لأداء موسم الحج الماضي، ما الإجراءات التي سيتم تطبيقها للمرة الأولى في حج هذا العام، وما الهدف من تطبيقها؟ من واقع الخبرات المتراكمة والتجارب العملية خلال مواسم الحج نجد أن الأخطار في تغير مستمر تبعاً لما تشهده المشاعر المقدسة من تطور مستمر ومشاريع جبارة للتسهيل على الحجاج لأداء فريضتهم، علاوة على المتغيرات الجوية السنوية التي قد تصادف وقت موسم الحج مثل ارتفاع درجة الحرارة والأمطار والعواصف وغير ذلك من التقلبات الجوية، لذا جاءت الخطة العامة للطوارئ بالحج لهذا الموسم متضمنة بعض المخاطر المتوقعة. وللتعامل مع هذه الأخطار دأبت المديرية العامة للدفاع المدني على تطوير البنية التحتية الأساسية لمرافق الحج، كما تحرص على تطوير خططها وأدائها بشكل مستمر، وخصوصاً في موسم الحج، بما يحقق طموحات القيادة ويلبي حاجات المواطنين والحجاج والمعتمرين والزوار. حيث نعتمد على الوسائل التقنية المتطورة والبرامج والنظم الحديثة لضمان سلامة وراحة وطمأنينة ضيوف الرحمن، وقد تم العمل بكثير منها خلال مواسم الحج الماضية، وواصلنا تطوير وتحديث الكثير من البرامج والنظم في خططنا هذا العام، علاوة على إدخال الآليات الحديثة للتعامل مع المخاطر المحتملة بكفاءة عالية للحد من الخسائر في الأرواح والممتلكات. وإلى جانب استخدام التقنية الحديثة والآليات المتطورة، يتم تدريب قوات الدفاع المدني المشاركة في الحج، باعتبارها تمثل حجر الزاوية والركيزة الأساسية لتطوير وتحديث قدرات الدفاع المدني وأداء مهماته خلال موسم الحج وغيره من المواسم، إذ تنفذ المديرية العامة للدفاع المدني برنامجاً تدريبياً سنوياً لتنمية قدرات رجال الدفاع المدني ضباطاً وأفراداً للتعامل مع المخاطر والظروف كافة، بما في ذلك موسمي الحج والعمرة، إضافة إلى برامج التدريب على رأس العمل والتدريب التنشيطي والمعرفي والإثرائي، ويصاحب ذلك تنفيذ برامج تدريبية لرفع كفاءة الجهات الحكومية والأهلية المشاركة في التعامل مع مثل هذه المخاطر، وتنفيذ فرضيات عملية لتقويم الخطة ومعالجة أي سلبيات قد تطرأ فيها. علاوة على ذلك يتم التنسيق مع الجهات المشاركة في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ بالحج للارتقاء بمستوى الخطط المستقبلية والتعامل مع الحوادث المتوقع حدوثها أثناء موسم الحج. لذا فقد جاءت الخطة هذا العام، ولله الحمد، تستوعب المخاطر المحتملة كافة سواء الناجمة عن المتغيرات المناخية أو المخاطر المرتبطة بطبيعة مناسك الحج والتي تستلزم وجود أعداد كبيرة من الحجاج في أوقات وأماكن محددة مثل الزحام والتدافع وانتشار الأمراض أو الأوبئة وتلوث البيئة. تنسيق أمني متكامل كيف تنظرون إلى مستوى التنسيق بين القطاعات الأمنية العاملة في الحج؟ تتكامل جهود الدفاع المدني مع كل الجهات المعنية بتنفيذ الخطة العامة للطوارئ بالحج، واتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية ضيوف الرحمن من المخاطر المحتملة، إذ يوجد تنسيق مع جميع الجهات الحكومية الأعضاء في مجلس الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لأعمال الدفاع المدني في حالات الطوارئ بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، من خلال الاجتماعات التحضيرية، أو مركز تنسيق العمليات الذي يوجد به مندوبون من كل جهة حكومية على مدار الساعة لضمان سرعة اتخاذ القرار والاستفادة من إمكانات جميع الجهات المشاركة في حالات الطوارئ وفق المهام المنوطة بكل جهة. وتتكاتف جميع الجهات المشاركة في تنفيذ الخطة والبالغ عددها 25 جهة، وتبذل كل جهودها لمواجهة الظروف الطارئة في الحج، باعتبار ذلك أمرا حيويا، ومهمة جليلة لتأمين سلامة ضيوف الرحمن وحمايتهم من الأخطار، وهي مسؤولية تتطلب من الجميع العمل بكل جدية وسرعة لمراجعة وتحديث الخطط والاستعدادات الفاعلة لمواجهة أي حالات طارئة في موسم الحج. وفي هذا الإطار استضافت المديرية العامة للدفاع المدني ورشة عمل بنادي ضباط قوى الأمن بالرياض ضمت العديد من هذه الجهات نوقش من خلالها بعض المواضيع والملاحظات المرصودة أو المرئيات الجديدة وانتهت بعدد من التوصيات البناءة في هذا الجانب، كما تم تنفيذ عدد من الورش مع بعض الجهات الحكومية بهذا الشأن، أسهمت ولله الحمد جميعها في بناء خطة متكاملة وفاعلة لضمان سلامة وراحة الحجيج. إستراتيجية الحد من الكوارث تعمل المديرية العامة للدفاع المدني بالتعاون مع أجهزة حكومية أخرى على وضع إستراتيجية وطنية شاملة للحد من أخطار الكوارث بالمملكة، إلى أين وصلت، وما الجهات المشاركة، وما أبرز ملامحها؟ بدأ الفريق الوطني للحد من الكوارث الذي تم تشكيله بناءً على توجيهات ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني الأمير محمد بن نايف، أعماله لبناء الإستراتيجية الوطنية للحد من الكوارث، إذ يقوم هذا الفريق بالتنسيق بين الجهات المختلفة المعنية ببناء هذه الإستراتيجية الوطنية. ونحن من جانبنا في المديرية العامة للدفاع المدني نواصل العمل لبناء تلك الإستراتيجية، بهدف إرساء ثقافة الحد من أخطار الكوارث ورفع مستوى الوعي بها والقدرة على مواجهتها من خلال المعرفة والبحث العلمي والتدريب، وتيسير دمج سياسات وإجراءات الحد من أخطار الكوارث ضمن السياسات والخطط والبرامج الوطنية في مختلف القطاعات، وتعزيز الالتزام بمنهج شامل ومتكامل للحد من أخطار الكوارث في جميع هذه القطاعات. كما تهدف الإستراتيجية إلى بناء القدرات اللازمة لتحديد ورصد وتقويم مخاطر الكوارث، وتحسين المساءلة في ما يتعلق بإدارة مخاطر الكوارث على الصعيد الوطني، علاوة على إدراج الحد من مخاطر الكوارث في خطط وعمليات الاستجابة للطوارئ، والاستعداد، والتعافي. ونود التأكيد هنا أن الإستراتيجية الوطنية التي يجري العمل عليها تتماشى مع متطلبات الإستراتيجية الدولية للحد من أخطار الكوارث بالأمم المتحدة، وتواكب جهود الدولة في الحد من أخطار الكوارث الطبيعية وغيرها، وما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام كبير وأولوية فائقة للحفاظ على الأرواح والممتلكات من أخطار الكوارث والإعداد لمواجهتها بكل الوسائل، ودعم كل ما من شأنه الإسهام في تحقيق هذا الهدف. مشروع الإنذار الشامل أين وصل مشروع نظام الإنذار الشامل، وكم عدد الصافرات في المملكة، وما الهدف من هذا المشروع؟ يعتبر مشروع نظام الإنذار الشامل الذي أطلقته المديرية العامة للدفاع المدني والذي يحظى بمتابعة واهتمام ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مشروعا متقدما جدا، ويستهدف كل التجمعات السكنية في المملكة، وهو عبارة عن دراسة لتحديث صافرات الإنذار بالمملكة، بحيث يمكن تحديد المنطقة التي يتطلب الأمر الإنذار فيها، وبالتالي يتم تحذير سكان المنطقة أو الحي من أي خطر يقع مثل وجود مخاطر كيماوية أو سيول أو مخاطر حربية، وذلك عن طريق صافرات الإنذار التي تحتوي على نغمات عدة، مع إمكان التحدث عن طريق الصافرات لتوجيه وتثقيف الذين يتطلب الأمر تحذيرهم، ويمكن التحكم بها عن طريق مراكز القيادة والسيطرة في الدفاع المدني. ويتضمن المشروع تحديث صافرات الإنذار بما يتلاءم مع حاجات جميع مناطق المملكة، وتحديد مواقعها في المدن والمحافظات والمراكز والقرى والهجر وفق الإحداثيات الجغرافية في كل موقع. وبدأنا بتنفيذ المشروع في مدينة جدة، والمنطقة الشرقية، ومن ثم مدينة الرياض والمناطق الجنوبية، وتبوك، وستتم تغطية بقية المناطق في المراحل القادمة -بمشيئة الله - وعندما يكتمل سيتم تحديد نوع نغمات هذه الصافرات من ناحية احتمالية وقوع الخطر وبداية وقوع الخطر، ونهايته، مع تحديد فرضية الإخلاء على حسب نوع الخطر، وكل حادث طارئ تكون له فرضية معينة. وسيسهم مشروع نظام الإنذار الشامل في سرعة الاستجابة والاستدلال على المواقع وتحديدها على الخريطة. فرض عقوبات على المتهورين هل هناك توجه لفرض عقوبات على المتهورين في مواسم الأمطار بعبور مجاري السيول والمخاطرة بأنفسهم؟ انطلاقا من شعار «السلامة أولا» يحرص الدفاع المدني على سلامة الروح البشرية في المقام الأول قبل فرض العقوبات. ومن هنا ندعو الجميع بشكل عام والشباب بشكل خاص إلى تجنب عبور مجاري السيول في مواسم الأمطار وعدم المخاطرة بأنفسهم، ومما يؤسفني مثل هذه الحوادث المؤلمة التي تقع لبعض المركبات بسبب التهور والمجازفة من البعض في عبور الأودية خلال موسم الأمطار، دون أي شعور بالمسؤولية، ونأمل أن نرى قريبا تشريعا يتضمن عقوبات على المتهورين الذين يعرضون حياتهم وحياة مرافقيهم للهلاك، إذ يعتمد الدفاع المدني على جانب التثقيف والتحذير والتوجيه في التعامل مع المخالفين، وتنمية الوعي المجتمعي بأهمية عدم التهور بالنزول إلى الأودية أثناء جريانها، وتجاوزها بمركباتهم وتعريض حياتهم وحياة مرافقيهم للخطر، والدفاع المدني يقوم بإصدار التعليمات، والإرشادات من خلال وسائل الإعلام المختلفة في إيضاح خطورة هذه التصرفات التي لها عواقب وخيمة وتحتاج إلى تفعيل الدور الأسري والاجتماعي لكون السلامة مسؤولية مجتمعية بالدرجة الأولى. ولا شك أن التزام الشباب وكل فئات المجتمع باتباع إرشادات الدفاع المدني بتجنب النزول إلى الأودية أثناء جريانها، وتنفيذ تعليماته في حالة الحوادث والطوارئ سيسهم في إنجاح خطط الدفاع المدني في الحفاظ على الأمن والسلامة، والحد من وقوع الحوادث وتقليل حجم الخسائر. خطة طوارئ للأمطار في موسم الأمطار يحدث أحيانا تقصير من بعض الجهات الحكومية مما ينتج منه وقوع أخطار كبيرة داخل المدن، مما يزيد العبء على الدفاع المدني لإنقاذ المحتجزين، ومعالجة الأضرار، هل هناك تنسيق أو إجراءات للحيلولة دون وقوع مثل هذه الأضرار؟ يحرص الدفاع المدني على تطبيق خطة الطوارئ والأمطار المعدة مسبقا قبل موسم الأمطار، والتي تتضمن نشر الوحدات في الميادين المحددة احترازيا، وتمرير البلاغ للجهات المساندة للاستعداد لتشغيل غرفة التنسيق بمركز التحكم والتوجيه، والتعامل المباشر مع الأمطار والسيول للوقوف على استعدادها وجاهزيتها. ونسعى إلى دعم التنسيق والتعاون مع كل أجهزة الدولة المعنية، وتنفيذ حملة إعلامية لتثقيف وإرشاد المواطنين والمقيمين لمواجهة الأمطار وتقلبات الأحوال الجوية، تتضمن نشر العبارات الإرشادية والتحذيرية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة كافة، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يراعى فيها الجانب الوقائي وأهمية الاستعداد المبكر لهذه الأجواء الممطرة.