أكد قائد قوات الدفاع المدني بالحج اللواء محمد بن عبدالله القرني شمولية خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام لكافة المستجدات والمتغيرات في العاصمة المقدسة وفي مقدمتها مشروع قطار المشاعر, وزيادة عدد الأبراج والمباني المرتفعة في المنطقة المركزية في محيط الحرم. ولفت اللواء القرني في حوار ل(الجزيرة) إلى نشر 11 وحدة دفاع مدني للحفاظ على سلامة مستخدمي قطار المشاعر, بالإضافة إلى تطوير خطط انتشار وتمركز وحدات وفرق الدفاع المدني لضمان التدخل السريع في حالات الطوارئ على أساس من التخصص الدقيق في أداء المهام. وأشار اللواء القرني إلى أن مخاطر الأمطار والسيول تتصدر قائمة المخاطر الافتراضية في خطة تدابير الدفاع المدني بالحج هذا العام, مؤكداً وجود خطة تفصيلية لتعزيز الإجراءات الوقائية وإخلاء الحجاج إلى معسكرات أمنة في المشاعر المقدسة, وفيما يلي تفاصيل الحوار: ) بداية نود التعرف على أبرز ملامح «خطة تدابير» الدفاع المدني لحج هذا العام؟ - تحرص المديرية العامة للدفاع المدني ممثلة في قيادة قوات الدفاع المدني بالحج على بدء استعداداتها لموسم الحج في وقت مبكر, وذلك بهدف الوصول لأعلى درجات الجاهزية لقوات الدفاع المدني المشاركة في أعمال الحج لمواجهة المخاطر الافتراضية المحتملة وتنفيذ المهام التي تضمّنتها «الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ وتوفير التجهيزات الآلية والفنيّة المناسبة، ورفع كفاءة الأداء للمشاركين وتحديد مهامهم وواجباتهم أثناء المهمة بشكل دقيق, كذلك تهيئة بيئة العمل بما يساعد على جودة الأداء وتهدف الخطة العامة لتنفيذ تدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ بالحج إلى تحقيق أقصى قدر ممكن من التنسيق الكامل بين جهود الجهات الحكومية المختلفة أثناء مساندتها للدفاع المدني في التعامل مع المخاطر التي يحتمل وقوعها أثناء موسم الحج، وفي هذا العام 1432ه تتضمن الخطة على عدد من التدابير لسلامة الحجاج والمواطنين وتوفير الحماية لهم ولممتلكاتهم بما يتناسب مع المتغيرات التي طرأت خلال هذا الموسم ومنها التشغيل الكامل لمشروع قطار المشاعر ومشروع التوسعة الضخمة للحرم المكي الشريف. ) ما هي آليات إعداد خطة تدابير الدفاع المدني لموسم الحج؟ - تبدأ صياغة خطة الدفاع المدني بالحج بتحديد المخاطر الافتراضية التي قد تحدث أثناء أداء الحجاج لهذه الشعيرة العظيمة، ووفقاً لهذه الافتراضات يتم وضع آلية دقيقة للتعامل معها، تبدأ بالإجراءات الاحترازية لمنع وقوع الخطر أو التخفيف من آثاره في حال وقوعه, ثم آليات مرحلة المواجهة الفعلية للمخاطر وتشمل الخطة خطوات المواجهة بشكل تفصيلي لكل نوع من المخاطر المحتمله، ثم مرحلة إعادة الأوضاع وهي المرحلة الأخيرة، لكل افتراض من الافتراضات التي تضمّنتها الخطة إجراءات خاصة وهذا ما يتم مراعاته في برامج تدريب قوات الدفاع المدني بالحج, ونظراً لأن المخاطر المحتملة في الحج تتغير من عام لآخر يتم ترتيب أولويات التعامل معها عاملين رئيسيين هما: شدّة الأثر المتوقّع نتيجة تحقق هذا الافتراض ووقوع الكارثة أو الحوادث، والعامل الثاني هو مستوى احتمالية وقوع الافتراض بناءً على تقارير الجهات ذات العلاقة بالرصد كالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية, وعلى ضوء ذلك الترتيب، وبناءً على ترتيب الأولوية للافتراضات، يتم إعداد خطة قيادة قوات الدفاع المدني بالحج، وتحديد حجم ونوعية القوات المطلوبة لتنفيذها. ) وما هي أبرز المخاطر الافتراضية في حج هذا العام؟ - رصدت خطة تدابير الدفاع المدني في الحج هذا العام 12 افتراضاً للمخاطر المحتملة تشمل وقوع حرائق في مساحات كبيرة، وهطول أمطار غزيرة وحدوث فيضانات، وتساقط الصخور والانهيارات جبلية، وتعرّض منطقة المشاعر للعواصف الشديدة، وأيّ خلل في سير الحياة الطبيعية مثل انقطاع الكهرباء أو تعطّل الاتصالات أو المواصلات، وحوادث الأنفاق، وحوادث التسمم، وانتشار الأوبئة والأمراض بين الحجاج، وحوادث الزحام والتدافع، والتعّرض لبعض المواد الكيميائية أو الإشعاعية أو البيولوجية، ووقوع زلازل أو تصدعات أرضية، أو وقوع حالات أخرى استثنائية أن تهدد سلامة الحجيج. ) وماذا عن احتمالات سقوط أمطار غزيرة, والاستعداد لذلك؟ - تبقى الاستعدادات لمواجهة هذا النوع من المخاطر الطبيعية دائماً في الحسبان نظراً لطبيعتها الفجائية ويأتي افتراض هطول الأمطار الغزيرة في مقدمة المخاطر الافتراضية التي تحظى باهتمام الدفاع المدني خلال الحج وخطط هذا العام ركّزت على مواجهة هذا التهديد من خلال تطوير آلية الإسناد البشري والآلي ليس على مستوى منطقة المشاعر المقدسة فحسب، بل مناطق المملكة جميعها, وتتضمن الخطة متابعة سلامة وفاعلية شبكات تصريف السيول في المشاعر المقدسة, ورصد مواقع تجمعات مياه الأمطار واتجاهات سريانها, ونشر عدد من الوحدات والفرق المتخصصة في أعمال الإنقاذ المائي في المواقع المعرضة للخطر. ) وماذا عن حجم القوات المشاركة في مهمة الحج ونوعية الآليات؟ - تشارك المديرية بقوات كبيرة في أعمال الحج لتغطي خدماتها كافة المواقع داخل منطقة المشاعر المقدسة ومدينتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة مع وجود قوات إسناد احتياطية للحالات الطارئة, ويصل إجمالي عدد القوات إلى قرابة 22 ألف ضابط وفرد يدعمهم حوالي 5900 آلية.. ورغم أهمية حجم القوات فإن التخصص في أعمال الدفاع المدني هو الأساس لنجاح هذه القوات في أداء مهامها -بمشيئة الله تعالى- لأنه يعني امتلاك الفاعلية في إنجاز المهام وجودة تنفيذها؛ وهذا قد يدفع لتقليص القوة في تخصصات معينة وتكثيفها في تخصصات أخرى بما يحقق أهداف الخطة العامة لأعمال الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في الحج. ) وماذا عن مستوى تدريب قوات الدفاع المدني في الحج؟ - معظم أفراد الدفاع المدني المشاركين في مهمة الحج هذا العام سبق لهم العمل خلال مواسم الحج لسنوات طويلة, كما أن جميعهم حصلوا على الدورات التأهيلية والتأسيسية والمتقدمة في أعمال الدفاع المدني، يضاف إلى ذلك خبراتهم الميدانية واستفادتهم من برامج التدريب المستمرة في وحداتهم, بالإضافة إلى الجرعات التدريبية لتنمية قدراتهم على رأس العمل لمواجهة المخاطر المحتملة وقوعها أثناء مهمة الحج, والتي قد تختلف عن الحوادث التي يتعاملون معها في أماكن عملهم باختلاف الطبيعة الجغرافية للمشاعر, واجتماع هذه الأعداد الهائلة من الحجاج في أماكن محدودة وفي توقيتات بعينها. ) مع تشغيل قطار المشاعر بكامل طاقته في حج هذا العام, هل ثمة استعدادات خاصة ترتبط بهذا المشروع؟ - هناك خطة باسم «خطة منسق عمليات قطار المشاعر» وهي واحدة من تلك الخطط التفصيلية للدفاع المدني التي شملتها عملية التطوير بهدف تحديد المهام بشكل دقيق خاصة وأن هذه المهمة تتطلب مشاركة أكثر من جهة مع الدفاع المدني في مواجهة أيّ حالة طارئة -لا سمح الله- ومنها «الشركة المشغّلة للقطار» والتي تتحمل مسؤولية القيام ببعض الأعمال المهمة كفصل التيار الكهربائي وتقديم الدعم الفنّي والتقني والمشاركة في إخلاء الركاب من قطار إلى آخر إذا تطلب الموقف ذلك. أما بالنسبة لضبط حركة الحجاج وتنفيذ عمليات الإخلاء في محطات القطار ومخارج الطوارئ المرتبطة بالمشروع فتتولى إحدى عشرة وحدة متخصصة من الدفاع المدني القيام بذلك وقد تم ربط هذه الوحدات بقيادات الدفاع المدني بالمشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة. ) ماذا عن جهود الدفاع المدني بشأن شروط السلامة في مساكن الحجاج في العاصمة المقدسة والمشاعر؟ - تتابع فرق الدفاع المدني التزام جميع المنشآت الخاصة بإسكان الحجاج بما جاء في اللائحة التنفيذية للنظام الخاص بالمنازل المعدّة لإسكان الحجاج والمعتمدة من قبل صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا والمشاركة في اللجنة المعنية بمتابعة وسائل ومتطلبات السلامة بمساكن الحجاج وفحص كفاءتها, بالإضافة إلى القيام بجولات تفتيشية من قبل فرق السلامة لمتابعة هذه الاشتراطات وتطبيق الإجراءات النظامية بحق المنشآت المخالفة والتي تصل إلى حد إغلاق المنشأة وإخلاء ساكنيها, بالإضافة إلى تفقد مخيمات الحجاج بالمشاعر المقدسة, وإزالة أي مخالفات بها تعوق عمل فرق الدفاع المدني في حالات الطوارئ. ) هل فرضت المتغيرات الجديدة في حج هذا العام تحديثاً لخطط الإيواء في حالات الطوارئ التي تتطلب إخلاء الحجاج إلى مواقع آمنة؟ - تتضمن الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني بالحج استعدادات كاملة لإخلاء الحجاج إلى معسكرات الإيواء في حالات الطوارئ بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية, وتم تجهيز عدة معسكرات للإيواء في عرفة والعوالي ومنى لاستقبال الحجاج الذين قد يضطر لإخلائهم ويبلغ إجمالي القدرة الاستيعابية لهذه المعسكرات قرابة 60 ألف حاج. ) ماذا عن استعدادات الدفاع المدني للتعامل مع حوادث الأبراج العالية في مكةالمكرمة؟ - لا شك أن زيادة عدد الأبراج والمنشآت المرتفعة بالعاصمة المقدسة يضاعف من الأعباء التي يتحملها الدفاع المدني، حيث إن تعرّض هذه الأبراج لمخاطر الحرائق على سبيل المثال يتطلب إجراءات وآليات خاصة للتعامل معها ومن ثم كان الحرص على إخضاع هذه الأبراج للإشراف الوقائي مبكراً ومتابعة توافر متطلبات السلامة بها من أجهزة الإنذار والإطفاء ومخارج الطوارئ، ونظراً لأن التعامل مع هذه النوعية من الحوادث تتطلب تدخل آليات متخصصة مثل سيارات السلالم والتي يتأثر أدائها بمشكلة الازدحام المروري وصعوبة التمركز في الموقع المناسب، أنصب الاهتمام على تعزيز الإجراءات الوقائية في هذه المنشآت, بالإضافة إلى تمركز الوحدات المجهزة للتعامل مع حوادث الأبراج في مواقع مدروسة بعناية لإمكانية التدخل في أسرع وقت ممكن.