لإحراز تقدم ملموس في مهارات وقدرات أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا بد أن يكون هناك تكامل بين أسرهم ومراكز الرعاية النهارية، فالطفل المعوق يقضي نحو ست ساعات داخل المركز الملتحق به، يتدرب خلالها على المجالات التي تمثل نقاط ضعف لديه، من خلال خطة تربوية تتناسب مع قدراته وإمكاناته، ثم ينتقل إلى منزله فيحدث فقد جزئي أو كلي لما تم تدريبه عليه، لأن بيئة المنزل تختلف عن بيئة المركز وكذلك الأشخاص الذين يتعامل معهم الطالب من خلال ردود أفعالهم في مواقف الحياة اليومية. من هنا كان لزاما على أسرة المعوق أن تتلقى تأهيلا تربويا لتقوم بدور المعلم وليحسن جميع أفراد الأسرة التعامل مع ابنهم المعوق بل ويقوموا بإسقاط التدريب الذي تلقاه الطالب داخل المركز الملتحق به على أرض الواقع من خلال الممارسة في مواقف الحياة اليومية، ولتطبيق عملية التدريب والتأهيل للمعوق على الوجه الأكمل، يجب أن تلتزم الأسرة العديد من الخطوات منها إدراك قدرات المعوق الذهنية والجسمية والحسية والنفسية وأن يراعوا ذلك جيدا ويقدموا الدعم والتعزيز الدائم للطالب من خلال غرس ثقته بذاته وإمكاناته، ولا بد أن تتلقى الأسرة قدرا من التدريب التربوي و أن يكونوا باحثين ومطلعين على سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية التعامل معهم. ويجب أن تفتخر الأسرة بابنها ولا تخجل من أن قدراته أقل من الأسوياء، كما يستدعي الأمر تواصل الأسرة باستمرار مع مركز الرعاية النهارية الذي يلتحق به ابنهم ويشاركون المركز في وضع الأهداف التربوية والتدريب عليها وموافاة المركز بكل جديد في حالة ابنهم. فعلاقة المركز بالأسرة علاقة شراكة من أجل النهوض بمستوي الابن التعليمي والتدريبي والتأهيلي ليكون فاعلا وفعالا في مجتمعه، ويحول العجز إلى إبداع بفضل الإرادة الفولاذية لدى أطراف العملية التأهيلية وهم المركز، الأسرة، الطالب، المجتمع والبيئة. محمد بن شاكر الشريف المدير العام لمركز الرعايةالمتطورة