ما زالت تتوالى الحقائق، وتتضاعف المؤشرات الدالة بما لا يدع مجالاً لمزيد من «الفرجة» على ما سيؤول إليه مصير أنديتنا الرياضية «المحترفة» في ظل واقع أكثر تأزماً وتقهقراً وانهزاماً أمام شبح الالتزامات والأزمات المالية المهولة. هذا الشبح «الفتاك» لن يقف عند حدود تحجيم بعض هذه الأندية الكبيرة، وكبح جماحها، و«الخسف» بها من القمة إلى السفح، غير آبه بما كان من منجزات أمسها القريب، نعم لن يقف عند هذا المستوى من الإطاحة بهذا أو ذاك من كبار أنديتنا الرياضية «المحترفة». فليس ببعيد إذا ما ظل «حال احترافنا» على ما هو عليه، أن يتعاظم هذا الشبح في فتكه، فيهوي بمن يقع عليه الدور من بين هذه الأندية، لكن هذه المرة لن يلقى به في مؤخرة ترتيب دوري «المحترفين»، بل سيقذف به في غياهب الهبوط إلى الدرجة الأدنى، أو بالأحرى إلى دوري الدرجة الأولى، الذي غلبت عليه عندنا «دون سوانا» صفة المظاليم! ودون الحاجة للبحث عن «حقيقة» ما ترمز له هذه الصفة، علينا أن نسأل عن المتسبب الأبرز في الدفع بأندية دوري المحترفين، لمواجهة شبح الالتزامات والأزمات المالية، أليس هو «قصور احترافنا» الذي استعصى على المعنيين تقويمه طوال كل هذه السنين وقبولهم باستمراء القفز عليه و«الفرجة» على هذه الأندية وهي تتوكأ على «عكاز التطوع»؟!. هذا القصور المتمثل في أهم ركائز الاحتراف «السوي»، لم يؤخر تعرية سوأته في «احترافنا»، وضخامة تبعاته المجيرة «جوراً» على كاهل الأندية «المحترقة» إلا ينابيع الدعم «التطوعية» التي كانت تتدفق وبغزارة على بعض هذه الأندية وخصوصا الأندية الكبيرة، وبمجرد أن أخذت تلك الينابيع في النضوب، بدأت أعراض «الجدب والجفاف» تعصف بهذه الأندية. ومما يؤكد أن الخلل يفوق في حجمه وخطورته، أي حلول جزئية ومؤقتة، ما تابعناه أخيراً من أحدث أعراض «الجدب والجفاف» الكبيرين من خلال عدد المتقدمين في انتخابات الترشيح لرئاسة أحد أهم أنديتنا الرياضية الكبرى، فماذا بعد هذا ينتظر المعنيون عن رياضتنا عامة وكرة القدم خاصة و«احترافنا» على وجه التحديد؟!. والله من وراء القصد. تأمل: محاولات التغلب على الإخفاق مع مواصلة القفز على الخلل، هدر ومغالطة. فاكس 6923348