يترقب منتجو النفط الصخري في الولاياتالمتحدة ومسؤولون وتنفيذيون بشركات تنقيب كلمة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أمام مؤتمر سيراويك في هيوستن (الثلاثاء) القادم. فيما سيكون المؤتمر أول مناسبة عامة يشارك فيها النعيمي في الولاياتالمتحدة منذ تبني منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قرارا في نوفمبر 2014 بالإبقاء على مستويات الإنتاج رغم أن تنامي فائض المعروض كان قد بدأ بالفعل في دفع الأسعار للهبوط. وقال النعيمي آنذاك: «إن القرار ليس محاولة لاستهداف دولة أو شركة بعينها ولا يزيد عن كونه مسعى لحماية حصة السعودية في السوق في مواجهة منتجين يتحملون تكلفة أعلى ويسجلون نموا سريعا». ويأتي المؤتمر في الوقت الذي اشتدت فيه المصاعب المالية للمنتجين الأمريكيين، إذ أعلنت أكثر من 40 شركة طاقة إفلاسها منذ بداية 2015 . وينتظر آخرون المصير نفسه مع خفض مقرضين قيم احتياطيات الشركات التي تستخدم عادة لضمان ديونها. في حين خفضت اناداركو بتروليوم ومنافستها كونوكو فيليبس التوزيعات النقدية لكل منهما الشهر الجاري وهي خطوة استثنائية تنم عن ضغوط مالية. وبحسب بعض المسؤولين في الصناعة فإن إجراء مفاوضات بين الأعضاء في (أوبك) تعطي بريقا من الأمل وتعد مؤشرا على أن جهود التوصل لاتفاق ينعش أسعار النفط قد يكلل بالنجاح. وقال بيل توماس الرئيس التنفيذي لشركة إي.او.جي ريسورسيز وهي واحدة من أكبر الشركات المنتجة للنفط الصخري في مؤتمر للصناعة الاسبوع الماضي: «أوبك رفعت الإنتاج بدلا من خفضه وهذه هي المعضلة التي نواجهها الآن». وتوقع أن الأسعار سترتفع إلى 80 دولارا في النصف الثاني من العام الجاري. وبين الرئيس السابق لشركة سويفت انرجي لإنتاج النفط الصخري ومقرها هيوستن بروس فنسنت، الذي تقدمت شركته بطلب إعلان إفلاسها في آواخر العام الماضي قائلا: «إن عددا كبيرا من المسؤولين التنفيذيين في صناعة النفط في الولاياتالمتحدة يدركون أن كل شيء مباح في الحب والحرب وسوق النفط أيضا». وكانت آخر مرة تحدث فيها النعيمي في سيراويك قبل سبعة أعوام، حين خفضت (أوبك) الإنتاج لدعم الأسعار التي هوت إلى 40 دولارا للبرميل وسط الأزمة المالية العالمية ولام حينها المضاربين وحملهم مسؤولية هبوط الأسعار. فيما لم يتوقع المسؤولون التنفيذيون في قطاع النفط أن تنهار الأسعار مرة أخرى. بل إن البعض من بينهم الرئيس التنفيذي لكونتننتال ريسوريز هارولد هام تحدى حدوث ذلك وقبل اجتماع أوبك في نوفمبر 2014 سيل هام مراكز التحوط لشركته. وفي مؤتمر للمستثمرين في أغسطس الماضي توقع هام أن تخفض أوبك الإنتاج في سبتمبر مضيفا: «أعتقد أنه قد يكون الأول وستتلوه تخفيضات عديدة». وهوت أسهم كونتننتال أكثر من 60 % مع بدء التراجع وتراجعت ثروة هام الشخصية أكثر من عشرة ميارات دولار منذ 2014.