خرجت محاضرة الدكتور عبدالله الغذامي، بكرسي غازي القصيبي للدراسات الثقافية بجامعة اليمامة أمس، بعدة نقاشات حول التعبير في «تويتر»، قدم فيها الغذامي رؤية فلسفية تتجه نحو بيئة الاتصال الإلكتروني عبر طرح أسئلة «تويتر» بوصفها خطابا تفاعليا نقديا، وبوصفها ما فوق تفاعلية، متطرقا إلى «ثقافة تويتر» التي جاء بها في كتابه «ثقافة التعبير.. حرية التعبير أو ثقافة التعبير»، وينطلق إلى موضوع «مسؤولية التعبير»، مبينا أن المرء في «تويتر» هو المالك المطلق لحريته ولكنه يكتشف تلقائيا أن غيره يملك حرية مماثلة فتتصارع الحريات. ويرى الغذامي أن الحرية باتت في تويتر مزية وعيبا معا؛ لأن حرية هذا تحتك بحرية ذاك مباشرة، ودون ضوابط مادية ولا زمانية، وهي فعالية تكشف عن تحول الخطاب من الورقة والصفحة إلى الإصبع والشاشة، وهذا اقتضى سرعة التفاعل حتى تكون ضربة الإصبع أسرع من حركة الذهن، ويسبق القول التفكير، وينكشف المخبوء الذاتي دون رقيب حتى ليعجز الرقيب الذاتي عن التحكم بسرعة الإرسال، وهذا تغير نوعي عميق في تفاعلية الثقافة، تبعه تكشف حالة الخطاب كمن يستحم في بيت زجاجي على شاشة من سمتها أنها كاشفة ومكشوفة.