عزا مختصون فشل الإعلام العربي في فضح سياسات إيران الطائفية وانتهاكاتها للأعراف والمواثيق الدولية واضطهادها للسنة وعرب الأحواز، إلى انشغاله بالنتائج الكارثية ل «الربيع العربي». ودعوا إلى وضع إستراتيجية إعلامية شاملة لفضح وتعرية نظام الملالي داخليا وخارجيا الذي انكشف وجهه الحقيقي بعد الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية. وأرجع وزير الإعلام المصري السابق أسامة هيكل، إخفاق الإعلام العربي في فضح وكشف الممارسات الإيرانية، إلى الانشغال أكثر من اللازم ب «الربيع العربي» وما نجم عنه من صراعات سياسية وتدخلات خارجية ومحاولات أجنبية لإعادة تقسيم المنطقة وفقا لسايكس بيكو جديدة. ولفت إلى أن طهران استغلت ذلك بحملات دعائية ضد السنة ونشر فكرها الطائفي لإشعال المنطقة بالخلافات والإرهاب والحروب، وجندت أمولا طائلة لذلك. وطالب هيكل وزراء الإعلام العرب، ببلورة إستراتيجية متكاملة لفضح سياسات إيران في المنطقة. ورأى الخبير الإعلامي الدكتور سامي الشريف، أن الإعلام العربي انصرف إلى القضايا الداخلية والإرهاب والتطرف، ولم يهتم بشكل كاف بمخططات إيران لنشر فوضى المذهبية والطائفية وفرض أذرعها في سوريا واليمن ولبنان. وانتقد تركيز الإعلام العربي على الفضائح والبرامج التافهة والغرائزية بحثا عن الأرباح. وقال نقيب الصحفيين المصريين الأسبق مكرم محمد أحمد نقيب، إن الأحداث التي مرت على العالم العربي في السنوات الماضية أحدثت شروخا صعبة في بنية المجتمعات العربية، ومنها الإعلام الذي انشغل بتحديات الداخل من انقسامات وحروب، وخلت أجندته من المؤامرات الإيرانية لتمزيق الصف العربي وتهديد الأمن القومي. ودعا إلى وضع خطة إعلامية عربية موجهة ضد إيران تخاطب الداخل بلغته، بجانب توجيه خطاب سياسي باللغات الأجنبية في كبرى الصحف العالمية يفضح سياساتها الطائفية واضطهادهم للسنة، وتوظيفها للمذهبية والطائفية في هدم استقرار وأمن الدول العربية. ورأى الإعلامي والبرلماني مصطفى بكري أن الإعلام العربي بكل وسائله مغيب عن المشهد في المنطقة، لافتا إلى وجود قضايا خطيرة تزعزع أمن المنطقة، وتنتهج إيران فيها منهج العمل الخفي، لأنه ليس هناك من يسلط على أفعالها المشينة إنسانيا ودوليا. ولفت أستاذ العلوم السياسية الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، إلى أن الآلة الإعلامية الإيرانية لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وصنعت منها حدثا جللا، وقال إن التصعيد مستمر منذ حادثة التدافع في منى، ومحاولاتها لتوظيف المأساة لأهداف سياسية وتحريك آلتها الإعلامية وأتباعها وأشياعها لتشويه الحقائق والتدليس والكذب. واعتبر أن هذا الأمر ليس مستغربا من إيران التي وضعت في رأس أولوياتها تصدير المذهب وغرس بؤر الفتن، وتكوين الميليشيات، ودعم تابعها في سوريا الذي بذلت الغالي والرخيص للدفاع عن نظامه الدموي وعصابته الطائفية. وشدد على أن هذه المواقف العدائية المكشوفة يجب أن تقابل بحزم من الإعلام العربي لإظهار الصورة الحقيقية لما يحدث.