يحاول محمد حسنين هيكل - رجل المخابرات الأمريكية في المنطقة، منذ الحرب الكورية عام 1950م، ومنذ أن تعاون معهم ضد إيران عام 1951م، عبر تصريحاته المتناقضة، والتي تدور - هذه الأيام - حول إثبات أن البحرين جزيرة إيرانية، وأن سكانها ليسوا عرباً، بل إيرانيون؛ من أجل عزل المواطن البحريني عن محيطه، وإلغاء شخصيته. سيلمس رجل الشارع البسيط - في نفس الوقت - تناقضات في روايات هيكل المتعددة، وسيصل عبر المعلومة التاريخية إلى فشل هيكل في تقديم أية قرائن حول مزاعمه، خصوصاً عندما يسكنه الوهم، ولم يستيقظ عقل العجوز، ولا وجدانه، حين يرى على أرض الواقع ثمة آفاق تلفظ إرهاصاته، وتفضح أراجيفه - ولذا - لم يكن غريباً، أن تعلن - وزيرة الدولة لشؤون الإعلام - سميرة إبراهيم بن رجب، بأن : « البحرين - ما زالت - تواجه إرهاباً منظماً، وممنهجاً، تمارسه بعض الجهات المتطرفة، وبتغطية من أطراف أخرى أكثر تطرفاً «، - ومع الأسف - أن يتم ذلك وفقاً للتطورات المتسارعة، والمفاجئة في المنطقة بأدوات بحرينية؛ من أجل تحقيق المشروع الإيراني، بغض النظر عن مصالحهم في أوطانهم. بعيداً عن الفوضى الفكرية، والانحراف السياسي في التضليل الذي يمارسه هيكل، فإن عقوداً من الزمن، والإستراتيجية - الفارسية الصفوية - واضحة المعالم في السعي؛ للهيمنة على مقدرات دول الخليج العربي، والعمل على تنفيذ مشروعها الإقليمي في المنطقة؛ ولأن البحرين ستكون المحطة الثانية بعد الاحتلال العراقي، - فلا غرابة - أن تسعى إيران إلى تحقيق أطماعها الإقليمية، وذلك عن طريق إسقاط النظام السني الحاكم في البحرين، والإتيان بنظام شيعي عميل لإيران، - تماماً - كما هو حاصل في العراق - الآن -. لا يجب تعمد التستر على تدخل إيران في البحرين، فتطور الأحداث على الساحة، وما كشفته الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين عن محاولات إدخال أسلحة، ومتفجرات نوعية، بالتنسيق، والتآمر مع قوى التطرف الطائفي الإقليمية، واستمرارها في مخططاتها الإجرامية، وسعيها البغيض؛ لسفك دماء الأبرياء، وبث الذعر، ونشر العنف، والفوضى، يشير إلى وجود دور إيراني مباشر في مجريات الأحداث الأخيرة، وتفجير الطابع الطائفي. ومن يقول: إن إيران تخفي أطماعها في أراضي دول الخليج، فهو لم يجانب الحقيقة، فالتاريخ يثبت استيلاء إيران على إمارة الأحواز العربية، وجزر الإمارات العربية الثلاث. والواقع - أيضاً - يشهد بسيطرة إيران على دول كالعراق، وسوريا، ولبنان، وشمال اليمن. نجحت إيران في إثارة النعرات الطائفية البغيضة، وتغذية العداء للأنظمة الوطنية، عن طريق توجه أيديولوجي منغلق. مع أنه يمكن مجابهة إيران بتنصيب - نفسها - مدافعاً عن الشيعة العرب، بدعوى حق العرب السنة، أو الأتراك السنة، ووفق المنظور نفسه حماية السنة الإيرانيين، أو الشيعة العرب في منطقة الأحواز - أيضاً -. بقي القول: إن فرض حسابات أخرى على صعيد ميزان القوى في الخليج العربي، يستدعي تطوير مجلس التعاون الخليجي إلى قوة كونفدرالية؛ من أجل توحيد الرؤى، وبلورة سياسة مشتركة بعيداً عن الاختلاف، والتصدي لكل المحاولات الماكرة - بشتى الطرق -. فالبحرين، هي مفتاح نجاح المخطط الإيراني لمعادلات الأزمة - لا قدر الله -، والتي لا يخفى فيها الدور الإيراني القبيح، والأبعاد الإقليمية، والمذهبية لتلك المؤامرة.