خيمت أجواء من القلق والترقب على احتفالات رأس السنة الميلادية مع ارتفاع جدية التهديدات الإرهابية، ما دفع أغلب العواصم العالمية إلى اتخاذ تدابير وقائية مشددة. وتشكل الألعاب النارية فوق أوبرا وجسر هاربر بريدج في سيدني من كل عام أول عرض كبير في احتفالات نهاية العام. وخططت المدينة الأسترالية هذه السنة لعرض كبير أيضا. وقال رئيس بلدية سيدني كلوفر مور إن الأمور «تتحسن كل سنة»، وتم إطلاق 2400 سهم ناري إضافي فوق جسر سيدني و «تأثيرات متنوعة جديدة». ونظمت هونغ كونغ وبكين وسنغافورة وغيرها من المدن الكبرى في آسيا ألعابا بمستوى مماثل. وبقي مستوى الإنذار الأمني مرتفعا جدا في جاكرتا حيث أخفقت السلطات مشروع اعتداء انتحاري ليلة رأس السنة. وكانت الاحتفالات في أوروبا الأكثر تأثرا بالأوضاع الناجمة عن التهديد الإرهابي. فقد قررت بروكسل إلغاء الاحتفالات بينما وضعت قوات الأمن في بلدان عدة في حالة تأهب قصوى كما هو الحال في تركيا حيث أحبط هجوم انتحاري على ما يبدو. وفي باريس التي مازالت في حالة توتر منذ اعتداءات 13 نوفمبر انطلقت الاحتفالات في جادة الشانزيلزيه لكنها كانت متواضعة ووسط إجراءات أمنية مشددة. وبررت رئيس بلدية المدينة آن ايدالغو في مقابلة مع صحيفة لوجورنال دو ديمانش «لا يمكننا أن نجلس مكتوفي الأيدي بعد الذي عاشته مدينتنا، علينا أن نرسل إشارة تقول إن باريس صامدة». وفي موسكو، أغلقت للمرة الأولى الساحة الحمراء مكان التجمع الرمزي لاحتفالات رأس السنة، بسبب مخاوف من هجمات أيضا. وفي مدريد حددت الشرطة 25 ألفا، عدد الذين سمح لهم بالتوجه إلى ساحة بويرتا ديل سول بينما كان حضور الألعاب النارية على ضفاف نهر التيمز مدفوعا. وفي القاهرة التي تبذل جهودا شاقة لإعادة السياح، نظمت احتفالات كبيرة أمام الأهرامات بحضور عدد كبير من الفنانين. وستسعى فريتاون عاصمة سيراليون إحدى دول غرب أفريقيا الأكثر تضررا بوباء أيبولا لتستعيد مكانتها كواحدة من أفضل المدن في المنطقة للاحتفال. وكانت هذه المدينة قبل 12 شهرا مقفرة تماما بسبب انتشار الفيروس. وأخيرا في نيويورك استعدت المدينة لاستقبال العام الجديد بكرة بلورية زنة ستة أطنان ستعلو المدينة مملوءة بقصاصات ورق ملون ستغمر ساحة (تايمز سكوير) ونشر نحو 6000 رجل شرطة لتأمين المحتفلين. وتدفق مليون شخص على أرجاء ساحة (تايمز سكوير) لمتابعة إطلاق الكرة البلورية وهو تقليد بدأ في 1907 ولم يتوقف سوى عند قطع التيار الكهربائي في زمن الحرب.