ونختم هذه الحلقات عن فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت فضائله لا تحصى ولا تعد بما صح من روايات تجعل حب محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام فرضا على كل مسلم. فقد روى الامام البخاري بسنده في الصحيح بباب «حب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان» قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين». كما روى البخاري أيضا في باب «حلاوة الإيمان» عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار». وقد جاء في «جواهر البخاري» شرح القسطلاني من حديث عبدالله بن هشام أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي ؟ فقال : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال عمر : فإنك الآن أحب إلي من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر. ويقول شيخ الاسلام الامام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الجزء العاشر باب السلوك : عبد الله من يرضيه ما يرضي الله ويسخطه ما يسخط الله ويحب ما أحبه الله ورسوله ويبغض ما أبغضه الله ورسوله ويوالي أولياء الله ويعادي أعداء الله تعالى وهذا هو الذي استكمل الايمان كما في الحديث، من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان. وقال «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله». ويضيف الامام ابن تيمية رحمه الله قائلا : «وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار. فهذا وافق ربه في ما يحبه وما يكره فكان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأحب المخلوق لله ولا لغرض آخر فكان هذا من تمام حبه لله فإن محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب فإذا أحب أنبياء الله وأولياء الله لأجل قيامهم بمحبوبات الحق لا لشيء آخر فقد أحبهم الله لا لغيره وقال الله تعالى : {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}. السطر الأخير : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} آل عمران.