.. ويمضي الشيخ علي القرني في الحديث عن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم بما صح من أحاديثه الشريفة فيقول: أما أحاديثه صلى الله عليه وسلم فصريحة في الدلالة على وجوب هذه المحبة فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» ، متفق عليه. وكذلك قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيده فقال عمر بحسب الطبع « لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي» ، فأقسم النبي صلى الله عليه وسلم تأكيدا « لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك يا عمر». فبادر فقال : فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي»، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر» . وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: « ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار» ، رواه مسلم. وفي حديث شيق العبارة جميل المعاني رواه الإمام مسلم يقول عليه الصلاة والسلام : « من أشد أمتي حبا ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله» ، والله يشهد أن هذا هو حالنا وحال كل مؤمن بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فنحن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه حبيب الله، ومن أحب الله أحب كل ما أحبه الله وأعظم محبوب من الخلق لله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال: «ولكن صاحبكم خليل الله» . ولأن الله أظهر لنا كمال رأفته وعظيم رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته، فنحن نحب الإنسان متى وجدناه بنا رحيما وعلينا شفيقا ولنفعنا مبادرا ولعوننا مجتهدا، ورسولنا صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أعظم من رحمنا ورأف بنا ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ). ولما كان لكل شيء دليل، ولكل ادعاء برهان فإن من الواجب أن نبرهن على محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم باتباعه والأخذ بسنته صلى الله عليه وسلم فمن أحب الله ورسوله محبة صادقة من قلبه أوجب له ذلك أن يحب بقلبه ما يحبه الله ورسوله ويكره ما يكرهه الله ورسوله، ويرضى ما يرضاه الله ورسوله ويسخط ما يسخطه الله ورسوله وأن يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض.. والإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه من علامات محبته: فمن أحب إنسانا أكثر من ذكره وأكثر ذكر محاسنه، فينبغي أن نعطر مجالسنا بذكره في كل وقت وحين.. فاللهم اجعلنا من المحبين صدقا لسيد ولد آدم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة