تعتبر الكهرباء من مصادر الطاقة والقوى المحركة ومن أهم وسائل الراحة التي تجعل حياتنا أكثر سهولة ويسرا إلا أنها تشكل خطورة على سلامة الأرواح والممتلكات وقد تكون سببا في وقوع الحرائق والانفجارات أو وفاة الكثير من الناس لا سمح الله. الكهرباء خطرة على كل من يتهاون أو يهمل احتياطات السلامة الواجب اتباعها أثناء تنفيذ الشبكات والتوصيلات الكهربائية، لذا فإنني سوف أتطرق من منطلق خبرتي المتواضعة ومن أرض الواقع وما أقرأه من أخبار في جرائدنا اليومية من حوادث وحرائق في الأماكن العامة والخاصة لا سيما في المنازل والمدارس. سأتطرق إلى أمثلة من العوامل التي قرأت عنها المسببة لوقوع حوادث الكهرباء والأضرار الناتجة عنها وطرق الوقاية منها. تعتبر تمديدات الكوابل الكهربائية الخاطئة إلى المنازل أو المنشآت التجارية والصناعية والتعليمية وغيرها من أهم مسببات الحوادث الكهربائية، حيث يؤدي ذلك إلى خسائر مادية أو بشرية لشاغلي تلك المنشآت، كما أن عدم التزام العاملين في مجال الكهرباء بتعليمات السلامة والصحة المهنية أثناء تأدية أعمالهم أمر يتسبب في وقوع الحوادث والإصابات فضلا عن أن غياب المهارة المهنية لدى فنيي الكهرباء ووجود معلومات ومفاهيم خاطئة لديهم عنها، أمر قد يؤدي إلى قيامهم بارتكاب مخالفات قد تعرضهم لمخاطر الكهرباء. وأوجز بعض الأخطاء الشائعة والتي تسبب الحوادث والإصابات، فمثلا لا حصرا، عدم مناسبة الكابلات المستخدمة في التوصيلات الكهربائية للتيار المار بها، عدم وضع أسلاك التوصيلات الكهربائية في مواسير معزولة ومغطاة وبعيدة عن المارة والأطفال وهم ذاهبون للمدارس وعائدون لبيوتهم، استخدام التوصيلات الخارجية الظاهرة وترك كابلات كهربائية مكشوفة للمارة مثل ما هو على أرض الواقع في مدينة جدة حيث أسكنها منذ الصغر. وقد حدث في محافظة جدة ومكة المكرمةمرات عديدة بكل أسف وحزن حرائق في المدارس بسبب أخطار الكهرباء وراح ضحيتها أطفالنا ونشرت عنها جرائدنا المحلية. واعلم عزيزي القارئ أن تنفيذ إجراءات السلامة لا تكلفك الكثير إذا ما قورنت بالتكلفة التي قد تخلفها حوادث الكهرباء، حفظ الله الجميع من كل سواء بإذن الله. وخير ما يبدأ به النصوح أن يكون القدوة ويبدأ هو بما ينصح به الغير. من هذا المبدأ عندما بنيت منزلي قبل ثلاثة عقود وضعت في عقد المقاول سلامة وضع العدادات وكابلات الكهرباء من الشركة إلى العدادات إلى داخل منزلي وأصررت أن تكون العدادات خارج المنزل على الشارع وبنى المقاول صندوق ألمنيوم بداخله العدادات والكوابل والسكاكين الرئيسية من شركة الكهرباء إلى العدادات بحيث لا يظهر منها كابل واحد كلها بداخل الصندوق معزولة عن الأمطار وحرارة الجو والغبار والفئران والأهم الأطفال. أما بكل أسف لو نظرنا في شوارعنا ورأينا كيف نقلت عدادات المشتركين من داخل أحواش منازلهم إلى خارج المنزل وكيف وضع العدادات والكوابل والتمديدات الرئيسية كلها عرضة للخطر المميت فالكهرباء منفعة وموت. ألساندرو جيسبي أنطونيو أنستازيو فولتا هو عالم فيزياء إيطالي يرجع له الفضل في اكتشاف القوة الكهربائية في العام 1799. أثبت فولتا بهذا الاختراع أن الكهرباء يمكن أن تتولد كيميائيا. أثار اختراع فولتا قدرا كبيرا من الحماس العلمي مما جعل تسمية القوة الكهربائية باسمه «فولت». فهل فولتير نفع البشر أم أماتهم بسبب الإهمال الذي أصبح سائدا في أحياء جدة بعدما أخرجت عدادات الكهرباء من داخل أحواش المنازل ووضعت في الشوارع فأصبحت مبعثرة مهملة مكشوفة ومعرضة لكل شيء مضر بها. للتواصل (( فاكس 0126721108 ))