الأرقام القياسية بعضها محمود وبعضها مذموم، المحمود منها ما أخذت به الدورات (الأولمبية) الرياضية، تحت شعار (الأعلى والأقوى والأسرع). والمذموم منها ما وقع تحت شعار (الفشخرة والتباهي) – فقط لكي تسجل في موسوعة (غينيس) -، والكثير منها سخيف وتافه بل ومضحك. وجاء بالأخبار أن مدينة (الإسكندرية) المصرية قد حطمت الرقم القياسي لأطول مائدة في العالم، وأعلنت ممثلة عن موسوعة (غينيس) العالمية للأرقام القياسية، أن الإسكندرية دخلت الموسوعة بأطول مائدة في العالم بطول 4300 متر محطمة الرقم القياسي الذي حققته إيطاليا ب(البيتزا) الذي بلغ 2 كلم، وقد شهدت الاحتفالية فوضى عارمة سببها تدافع عدد من المواطنين غير المشاركين في الاحتفالية، ظنا منهم بأنها مائدة رحمن رمضانية، التي اعتاد المصريون أنها تقوم بتوزيع وجبات مجانية للمحتاجين وعابري السبيل ساعة الإفطار، وقد أدى ذلك إلى هجوم وتدافع البعض على الشاحنات التي تنقل الوجبات واستولوا عليها قبل توزيعها على المائدة، مما أدى إلى احتجاج بعض المشاركين في الاحتفالية الذين لم يحصلوا على وجباتهم، وبالكاد حصلوا على زجاجة مياه، فاضطروا إلى تحطيم أجزاء من المائدة وإلقاء الطاولات والمقاعد بقارعة طريق الكورنيش. مما أدى إلى تزاحم وتراشق بين المواطنين بالألفاظ وفوارغ الوجبات من زجاجات ومعلبات، ونقل من جراء ذلك العشرات من المصابين للعلاج بالمستشفيات. وكان المقرر حضور عشرة آلاف شخص، ونحو ألفين آخرين كعدد إضافي، إلا أن عدد الحضور تجاوز ال(30) ألف شخص مما تسبب في عدم كفاية الوجبات. وعندنا فقد أراد أحد الأثرياء في المنطقة الشمالية بالمملكة أن يخلد اسمه كرقم قياسي في غينيس، فما كان منه إلا أن يصنع (صينية) طعام كبيرة، قطرها ستة أمتار، ووضع عليها ستة من الجمال المطبوخة، في داخل كل جمل ثلاثة من الخرفان، وفي جوف كل خروف ثلاث من الدجاجات، وفي جوف كل دجاجة ثلاث بيضات مسلوقات. وتحلق على تلك الصينية مئات الأشخاص ليأكلوا بالتتابع، والغريب أن الموسوعة رفضت أن تدرج هذه المائدة بحجة أنها امتهان للحيوانات، - ويا فرحة ما تمت -. وفي لبنان سجلوا كرقم قياسي أكبر صينية في العالم من (البسبوسة)، وبالمناسبة يقال إن البسبوسة كاختراع مصدرها امرأة من الشام، وسبب تسميتها بذلك الاسم، أن رجلا عزم بعض أصحابه لتناول العشاء في بيته، وأخذت زوجته المخترعة بطبخ البسبوسة، وصادف أن الرجل (تناقر) – أي تخاصم – مع زوجته في المطبخ، وندم على ذلك وحاول أن يسترضيها (بقبلة)، وهي ترفض وتتمنع، وهو يحاول اللحاق بها ويقول لها: أرجوك بس بوسة، بس بوسة مش أكثر، ولكن دون فائدة، وعندما وضع الصينية أمام الضيوف حتى أعجبتهم بعد أن أكلوها، وسألوه عن اسم هذه الطبخة، فقال لهم بتبسم: اسمها، بس بوسة، أو (بسبوسة). وأظن أن ذلك الاسم هو أجمل اسم لأي أكلة، وحتما هو أجمل من اسم (الخميعا)، وهي أكلة عند أهلنا بالشمال، وهي تشبه (الكورن فلكس) - مع الفارق -، وقوامها بقايا الخبز الناشف ويصبون عليه الحليب، ثم يتناولونه بالأصابع الخمس، ويرشفون بقاياه رشفا.