كل حدث إرهابي يستهدف أمن واستقرار الخليج يزيد من وحدة وقوة هذه الدول، ويعزز التلاحم الشعبي والإقليمي. وهذا ما حدث أمس. حدثان بارزان أظهرا تماسك دول مجلس التعاون الخليجي وتلاحم مكوناتها الاجتماعية؛ الأول الاجتماع الطارئ لوزراء داخلية دول المجلس، أما الثاني فهو وجود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح متقدما المصلين في صلاة الجمعة في أكبر مساجد الكويت وسط تلاحم بين كل من السنة والشيعة في مسجد واحد. هذان الموقفان الحازمان خيبا أمل من تسول نفسه أن يعبث بأمن واستقرار دول الخليج، وأثبتا أن الأزمات تشكل كيانات قوية متعاضدة، وأن الإرهاب لا مكان له في دول الخليج.. وأن وحدة التنسيق بين هذه الدول على مستوى الحكومات والشعوب سيظل صخرة عنيدة ضد أية محاولات إرهابية تهدف للنيل من الدولة أو المجتمع. لقد كانت لغة البيان الخليجي أمس لوزراء الداخلية واضحة رادعة، حين أكد على استخدام كافة الوسائل للرد على الهجمات الإرهابية وكذلك أهمية التنسيق والتعاون في كافة الإجراءات والخطوات الرامية للتصدي لهذه الآفة الخطيرة التي تستهدف قيم هذا الدين، داعين إلى التفاف أبناء الوطن الواحد حول مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الوسطية والتسامح والاعتدال.. لا خيار لدول الخليج إلا الوحدة والتماسك ضد كل ما يهدد وحدتهم وأمنهم.