تبنى «داعش» (ولاية نجد) هجوماً انتحارياً طاول مسجداً للشيعة في الكويت، خلال أداء صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقال رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، إن الهجوم «يستهدف الوحدة الوطنية». ودانت دول عربية وأجنبية الحادث واعتبرته جريمة. وأعلنت وزارة الداخلية الكويتية ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم إلى 25 قتيلاً و232 جريحاً. وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر رجالاً على الأرض وأجسادهم مغطاة بالدماء بين الحطام داخل المسجد. وقال مسؤول أمني: «إنه تفجير انتحاري». وأشار شهود إلى أن انتحارياً دخل المسجد أثناء صلاة الجمعة. وهذا الهجوم، الذي تبناه «داعش»، هو الأول الذي يستهدف مسجداً للشيعة في الكويت، فضلاً عن كونه الاعتداء الإرهابي الأول فيها منذ كانون الثاني (يناير) 2006. وأفاد بيان أصدره «داعش» ، بأنه «في عملية نوعية (...) انطلق أحد فرسان أهل السنة الغيارى وهو الأخ أبو سليمان الموحد ملتحفاً حزام العز الناسف مستهدفاً وكراً خبيثاً ومعبداً للرافضة المشركين (حسينية الإمام الصادق) في حي الصابري بمنطقة الكويت». وأشار البيان إلى إصابة «العشرات». وتوجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح فوراً إلى موقع الهجوم. وعقدت الحكومة اجتماعاً طارئاً للبحث في الحادث، فيما رفعت وزارة الداخلية مستوى التأهب وحركت أجهزتها الأمنية كافة. وأعلنت مستشفيات عدة حال الطوارئ لمعالجة الجرحى، ودعت بنوك الدم المواطنين إلى التبرع. وأعلنت وزارة الداخلية أن «الأجهزة الأمنية تتابع مجريات الحادث لكشف الملابسات المحيطة به». وكانت الوزارة صرحت منذ ثلاثة أسابيع بأنها شددت الإجراءات الأمنية حول المساجد إثر تفجيرات في اليمن والسعودية. ففي 17 حزيران (يونيو) تبنى تنظيم الدولة الإسلامية سلسلة من التفجيرات ضد مساجد للشيعة ومنزل لأحد قادة الحوثيين في صنعاء ما أسفر عن قتل 31 شخصاً وإصابة العشرات. وتبنى «داعش» الشهر الماضي تفجيرين ضد مسجدين للشيعة في السعودية وقع الاثنان أثناء أداء صلاة الجمعة. وتوالت الإدانات لهجوم أمس من الأحزاب والمنظمات والنواب في الكويت. ووصفت الحركة الدستورية الإسلامية الهجوم ب «العمل الإجرامي الدنيء». ووصفه الداعية السني الشيخ عجيل النشمي ب «العمل الإجرامي ومقصده إثارة الفتنة»، مضيفاً أن «الشيعة والسنة سيفشلون مخطط الإرهابيين بتوحدهم وتعاضدهم». وبدوره دعا النائب المستقل سلطان الشمري الحكومة إلى «الضرب بيد من حديد». وكانت المحاكم الكويتية خلال الأسابيع الماضية حاكمت عدداً من الأشخاص بتهمة الانتماء إلى «داعش»، وحكمت على أحدهم بالسجن. ودان الأردن بشدة التفجير «الإرهابي» الذي استهدف مسجد الإمام الصادق. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، تأكيده وقوف بلاده «إلى جانب الكويت (...) في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف المساس بأمنها وسلامة مواطنيها». وأعرب رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن استنكاره وتعازيه لعائلات ضحايا «التفجير الإرهابي». وقال في بيان: «إننا إذ ندين هذه الحادثة الإرهابية وكل الأعمال الإرهابية ونعزي دولة الكويت حكومة وشعباً، ونؤكد أن العصابات الإرهابية خطر يهدد الجميع وعلى دول المنطقة والعالم المساهمة جدياً في محاربتها». إلى ذلك، دان وزير الخارجية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «الجريمة النكراء». وأكد وقوف أبوظبي «الكامل قيادة وحكومة وشعباً مع الشقيقة الكويت قيادة وحكومة وشعباً في مواجهة هذه المحنة المشتركة في الصراع ضد الإرهاب والتطرف». كذلك دانت قطر والبحرين والإمارات الحادث «الإرهابي» وأعربت عن تضامنها مع الكويت حكومة وشعباً. كما دانته منظمة العمل الإسلامي، واعتبره شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب «جريمة»، داعياً المسلمين إلى «التكاتف في مواجهة الإرهاب». وأعلنت هيئة «كبار العلماء» في السعودية في بيان، وأكدت أن هذا «التفجير الإرهابي انتهك جميع الحرمات، حرمة الدين والإنسان، وحرمة الزمان والمكان، وأن من نفذه ومن يقف وراءه باء بإثم عظيم وارتكب عدداً من كبائر الذنوب بإجماع علماء المسلمين». وأضافت: «إن هؤلاء الخوارج الذين يتبنون هذه التفجيرات الإرهابية هم في حقيقتهم خوارج في الظاهر وعملاء في الباطن، هدفهم زعزعة أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإثارة الفتنة الطائفية، لتفريق الصف وزعزعة الوحدة الوطنية»، مشيرة إلى أن «وعي الخليجيين قادر -بإذن الله- على فضح هذه المخططات الخبيثة التي تدار من الخارج، ولن يفلح الأعداء في تفريق صفنا ووحدة أوطاننا».