أعرب الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عن تأثره البالغ واستنكاره وإدانته الشديدة لحادث الانفجار الذي وقع في مسجد الإمام الصادق «واستشهد فيه 27 من المصلين واصيب 227 من الإبرياء حسب بيان وزارة الصحة الكويتية» . وأكد أمير الكويت أن هذا العمل الإجرامي على أحد بيوت الله، والذي لم يراع منفّذوه حرمة هذا الشهر الفضيل وما يمثله من خروج عن شريعة الدين الإسلامي الحنيف، بسفك دماء الأبرياء الآمنين وقتل النفس التي حرم الله، إنما هو محاولة يائسة وسلوك شرير ومشين لشق وحدة الصف واجتماع الكلمة وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية البغيضة. وأشار الشيخ الصباح إلى أن «وحدتنا الوطنية التي هي السياج المنيع لحفظ أمن الوطن وأن ما يتحلى به إخوانه وأبناؤه المواطنون الكرام من روح وطنية سامية ومشهودة، وبما عُرف عنهم من محبة وتفانٍ لوطنهم وولاء له والتفاف حول قيادتهم، سيُصدّ بعون الله تعالى، ويُفشل أهداف منفّذي هذا العمل الشنيع والجبان، ويعزز التكاتف والتلاحم والتمسك بروح الأسرة الكويتية الواحدة بما عُرف عنها من محبة وتآلف وتآزر». ودعا إلى عدم إعطاء الفرصة لاستغلال هذا العمل الإجرامي وتداعياته لبث الفرقة وضرب الوحدة الوطنية وترويج الإشاعات المغرضة، مشدداً على أن الكويت العزيزة وأهلها الأوفياء ستظل بإذن الله تعالى عصية على كل من يتربّص أو يريد بها شراً. بيان الصحة وأعلن وزير الصحة الكويتي علي العبيد، ارتفاع عدد قتلى تفجير مسجد الإمام الصادق إلى 27 شخصا و227 مصاباً. ووجه مجلس الوزراء الكويتي في بيان، أجهزة الامن بالضرب بكل قوة وحزم على من تسوّل له نفسه محاولة المساس بأمن الوطن وسلامة المواطنين والمقيمين. وأضاف البيان: إن «الإرهاب الأسود الذي لا وطن ولا دين له، لن ينال من وحدة الشعب الكويتي وعزيمته، ولن يمس ثوابت المجتمع ووحدته الوطنية، وستظل الكويت واحة أمن وأمان لجميع المقيمين على أراضيها». وقد تبنّى التفجير تنظيم داعش، وقال: إن منفّذه هو أبوسليمان الموحّد. فيما نقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزارة الداخلية قولها، في بيان صحفي: إن الأجهزة الأمنية التابعة لها تتابع مجريات الحادث لكشف الملابسات المحيطة به ومعرفة عدد المصابين والضحايا. إدانة المجلس من جانبها، دانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الحادث، ووصف الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني هذا الحادث الإرهابي بأنه جريمة مروّعة تتنافى مع كل القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاقية، مؤكداً وقوف دول مجلس التعاون ومساندتها لكل ما تتخذه دولة الكويت من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها. وأشاد معاليه بتفقّد أمير الكويت موقع الحادث فور وقوعه في لفتة إنسانية سامية تعبّر عن حرص القيادة الكويتية على الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية. وأعرب الزياني عن ثقته في كفاءة وقدرة الأجهزة الأمنية المختصة في دولة الكويت على كشف ملابسات هذه الجريمة الإرهابية البشعة، مقدماً تعازيه الحارة لذوي الشهداء وللحكومة والشعب الكويتي، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل. الأردن يدين بدوره، أدان الأردن بشدة التفجير «الإرهابي»، وأكد الأردن «إدانته الشديدة وشجبه للتفجير الإرهابي» الذي استهدف مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر خلال الصلاة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، تأكيده وقوف الأردن «إلى جانب الكويت (...) في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف المساس بأمنها وسلامة مواطنيها». وعبّر عن «رفض الأردن لكافة أشكال الإرهاب والعنف الذي استهدف الكويت الشقيقة أيا كانت منطلقاته ودوافعه». إدانة الحسيني من جهته، ندّد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي العلامة السيد محمد علي الحسيني، بالاعتداء الإرهابي الوحشي، وتقدّم بتعازيه الحارة إلى ذوي الشهداء، وإلى القيادة والشعب الكويتي الشقيق. وأكّد في بيان أمس أن منفّذي هذا الاعتداء الآثم لا يمتّون بصلة إلى أي دين أو أي معتقد، وإنما ينتمون إلى تنظيم إرهابي عقيدته القتل وليس سوى القتل، بهدف إشعال الفتن وقتل العباد وتخريب البلاد والمجتمعات والدول. وعليه، فإن نار جهنم تنتظر المقرر والمنفّذ أيا تكن الذرائع التي يقدمانها لهذه الوحشية. وشدد الحسيني على أن الجريمة الجديدة تأتي في سياق استهداف الأمن القومي العربي عموما، والخليجي خصوصا، من خلال هزّ استقرار دولها، ودق «إسفين» الفتنة المذهبية في مجتمعاتها الآمنة. ولا شك أن اختيار دولة الكويت الشقيقة وهي التي تقدّم مثالا إسلاميا ناصعا للإنسانية وللوحدة والتقارب بين المذاهب، وعدم التمييز بين مواطن وآخر، يستهدف ضرب نموذج العيش المشترك بين المسلمين من مختلف الفئات. ودعا الحسيني جميع الكويتيين وخصوصا الشيعة منهم إلى رص الصفوف خلف قيادة الشيخ صباح الأحمد، أمير البلاد، وخلف الدولة الكويتية بكافة أجهزتها السياسية والأمنية؛ لإحباط المخطط الخبيث الرامي إلى إسقاط الكويت في الفوضى. ولا بد في هذا الظرف الدقيق من نبذ أي دعوة مذهبية مشبوهة تأتي من هنا أو من هناك للتفريق بين الكويتيين، ودفع بعضهم إلى ردود فعل غاضبة، فالواجب الإسلامي والوطني يقتضي من شيعة الكويت التعاون التام والمطلق مع دولتهم وأجهزتها الأمنية لعزل المعتدين والمحرضين على الفتنة تمهيدا للقضاء عليهم، واقتلاع وجودهم داخل الكويت من جذوره. وختم السيد الحسيني: إن مخطط استهداف دول الخليج سيسقط، أيا كان من يقف خلفه؛ لأن المسلمين في هذه الدول بمختلف مذاهبهم سيتوحّدون ضده، وخصوصا في دولة نموذجية كالكويت، حيث يدين الشيعة بالولاء لبلدهم ودولتهم، وسيكونون في طليعة المتصدين لهذا الإرهاب. أضرار كبيرة ألحقها التفجير الإرهابي بالمسجد